[فصل النون]
  الحياة أَي وَجدوا نَسيمَها.
  والتَّنَسُّم: طلبُ النسيم واسْتِنشاقه.
  والنَّسَمةُ في العِتْق: المملوك، ذكراً كان أَو أُنثى.
  ابن خالويه: تَنسَّمْت منه وتَنشَّمْت بمعنى.
  وكان في بني أَسد رجلٌ ضمِن لهم رِزْقَ كلِّ بِنْتٍ تولَد فيهم، وكان يقال له المُنَسِّم أَي يُحْيي النَّسَمات؛ ومنه قول الكميت:
  ومنَّا ابنُ كُوزٍ، والمُنَسِّمُ قَبْله ... وفارِسُ يوم الفَيْلَقِ العَضْبُ ذو العَضْبِ
  والمُنَسِّمُ: مُحْيي النَّسَمات.
  وفي الحديث: أَنَّ النبي، ﷺ، قال: مَنْ أَعتق نَسَمَةً مُؤمِنةً وقى الله ø بكل عُضْوٍ منه عُضْواً من النار؛ قال خالد: النَّسَمةُ النَّفْسُ والروحُ.
  وكلُّ دابة في جوفها رُوح فهي نَسَمةٌ.
  والنَّسَمُ: الرُّوح، وكذلك النَّسيمُ؛ قال الأَغلب:
  ضَرْبَ القُدارِ نَقيعةَ القِدِّيمِ ... يَفْرُقُ بينَ النَّفْسِ والنَّسيمِ
  قال أَبو منصور: أَراد بالنفْس ههنا جسمَ الإِنسان أَو دَمَه لا الرُّوحَ، وأَراد بالنَّسيم الروحَ، قال: ومعنى قوله، #: مَنْ أَعْتَقَ نَسَمةً أَي من أَعتق ذا نَسَمةٍ، وقال ابن الأَثير: أَي مَنْ أَعْتَقَ ذا رُوح؛ وكلُّ دابَّةٍ فيها رُوحٌ فهي نَسَمةٌ، وإِنما يريد الناس.
  وفي حديث علي: والذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرأَ النَّسَمةَ أَي خَلَقَ ذاتَ الروح، وكثيراً ما كان يقولها إِذا اجتهد في يمينه.
  وقال ابن شميل: النَّسَمَةُ غرة عبد أَو أَمة.
  وفي الحديث عن البراء بن عازب قال: جاء أَعرابي إِلى النبي، ﷺ، فقال: عَلِّمْني عملاً يُدْخِلُني الجنة، قال: لئن كنت أَقْصَرْت الخُطْبةَ لقد أَعْرَضْت المَسْأَلة، أَعْتِق النَّسَمةَ وفُكَّ الرقبةَ، قال: أَوَليسا واحداً؟ قال: لا، عِتْقُ النَّسَمةِ أَن تَفَرَّدَ بعتقها، وفك الرقبة أَن تُعينَ في ثمنها، والمِنْحة الوَكوف، وأَبقِ على ذي الرحم(١) الظالم، فإِن لم تُطِقْ ذلك فأَطْعِم الجائعَ، واسْقِ الظمْآنَ، وأْمُرْ بالمعروف وانْه عن المنكر، فإِن لم تُطِقْ فكُفَّ لِسانَك إِلا مِنْ خَيرٍ.
  ويقال: نَسَّمْتُ نَسَمة إِذا أَحْيَيْتَها أَو أَعْتَقْتها.
  وقال بعضهم: النَّسَمة الخَلْقُ، يكون ذلك للصغير والكبير والدوابِّ وغيرها ولكل من كان في جوفِه رُوحٌ حتى قالوا للطير؛ وأَنشد شمر:
  يا زُفَرُ القَيْسِيّ ذو الأَنْف الأَشَمْ ... هَيَّجْتَ من نخلةَ أَمثالَ النَّسَمْ
  قال: النَّسَمُ ههنا طيرٌ سِراعٌ خِفافٌ لا يَسْتَبينُها الإِنسان من خفَّتِها وسرعتِها، قال: وهي فوق الخَطاطيف غُبْرٌ تعلوهنَّ خُضرة، قال: والنَّسَمُ كالنفَس، ومنه يقال: ناسَمْتُ فلاناً أَي وجَدْت ريحَه ووَجدَ رِيحي؛ وأَنشد:
  لا يَأْمَنَنَّ صُروف الدهرِ ذو نَسَمٍ
  أَي ذو نفَسٍ، وناسَمه أَي شامَّه؛ قال ابن بري: وجاء في شعر الحرث بن خالد بن العاص:
  عُلَّتْ به الأَنْيابُ والنَّسَمُ
  يريد به الأَنفَ الذي يُتَنَسَّمُ به.
  ونَسَمَ الشيءُ ونَسِمَ نَسَماً: تغيَّر، وخص بعضهم به الدُّهن.
  والنَّسَمُ: ريحُ اللبَن والدسَم.
  والنَّسَمُ: أَثر الطريق الدارِس.
  والنَّيْسَمُ: الطريق المُستقيم، لغة في النَّيْسَب.
  وفي حديث عمرو بن العاص وإِسلامِه قال: لقد
(١) قوله [والمنحة الوكوف وأَبقِ على ذي الرحم] كذا بالأَصل، ولعله وأعط المنحة الوكوف وأبق إلخ.