لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 575 - الجزء 12

  الحياة أَي وَجدوا نَسيمَها.

  والتَّنَسُّم: طلبُ النسيم واسْتِنشاقه.

  والنَّسَمةُ في العِتْق: المملوك، ذكراً كان أَو أُنثى.

  ابن خالويه: تَنسَّمْت منه وتَنشَّمْت بمعنى.

  وكان في بني أَسد رجلٌ ضمِن لهم رِزْقَ كلِّ بِنْتٍ تولَد فيهم، وكان يقال له المُنَسِّم أَي يُحْيي النَّسَمات؛ ومنه قول الكميت:

  ومنَّا ابنُ كُوزٍ، والمُنَسِّمُ قَبْله ... وفارِسُ يوم الفَيْلَقِ العَضْبُ ذو العَضْبِ

  والمُنَسِّمُ: مُحْيي النَّسَمات.

  وفي الحديث: أَنَّ النبي، ، قال: مَنْ أَعتق نَسَمَةً مُؤمِنةً وقى الله ø بكل عُضْوٍ منه عُضْواً من النار؛ قال خالد: النَّسَمةُ النَّفْسُ والروحُ.

  وكلُّ دابة في جوفها رُوح فهي نَسَمةٌ.

  والنَّسَمُ: الرُّوح، وكذلك النَّسيمُ؛ قال الأَغلب:

  ضَرْبَ القُدارِ نَقيعةَ القِدِّيمِ ... يَفْرُقُ بينَ النَّفْسِ والنَّسيمِ

  قال أَبو منصور: أَراد بالنفْس ههنا جسمَ الإِنسان أَو دَمَه لا الرُّوحَ، وأَراد بالنَّسيم الروحَ، قال: ومعنى قوله، #: مَنْ أَعْتَقَ نَسَمةً أَي من أَعتق ذا نَسَمةٍ، وقال ابن الأَثير: أَي مَنْ أَعْتَقَ ذا رُوح؛ وكلُّ دابَّةٍ فيها رُوحٌ فهي نَسَمةٌ، وإِنما يريد الناس.

  وفي حديث علي: والذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرأَ النَّسَمةَ أَي خَلَقَ ذاتَ الروح، وكثيراً ما كان يقولها إِذا اجتهد في يمينه.

  وقال ابن شميل: النَّسَمَةُ غرة عبد أَو أَمة.

  وفي الحديث عن البراء بن عازب قال: جاء أَعرابي إِلى النبي، ، فقال: عَلِّمْني عملاً يُدْخِلُني الجنة، قال: لئن كنت أَقْصَرْت الخُطْبةَ لقد أَعْرَضْت المَسْأَلة، أَعْتِق النَّسَمةَ وفُكَّ الرقبةَ، قال: أَوَليسا واحداً؟ قال: لا، عِتْقُ النَّسَمةِ أَن تَفَرَّدَ بعتقها، وفك الرقبة أَن تُعينَ في ثمنها، والمِنْحة الوَكوف، وأَبقِ على ذي الرحم⁣(⁣١) الظالم، فإِن لم تُطِقْ ذلك فأَطْعِم الجائعَ، واسْقِ الظمْآنَ، وأْمُرْ بالمعروف وانْه عن المنكر، فإِن لم تُطِقْ فكُفَّ لِسانَك إِلا مِنْ خَيرٍ.

  ويقال: نَسَّمْتُ نَسَمة إِذا أَحْيَيْتَها أَو أَعْتَقْتها.

  وقال بعضهم: النَّسَمة الخَلْقُ، يكون ذلك للصغير والكبير والدوابِّ وغيرها ولكل من كان في جوفِه رُوحٌ حتى قالوا للطير؛ وأَنشد شمر:

  يا زُفَرُ القَيْسِيّ ذو الأَنْف الأَشَمْ ... هَيَّجْتَ من نخلةَ أَمثالَ النَّسَمْ

  قال: النَّسَمُ ههنا طيرٌ سِراعٌ خِفافٌ لا يَسْتَبينُها الإِنسان من خفَّتِها وسرعتِها، قال: وهي فوق الخَطاطيف غُبْرٌ تعلوهنَّ خُضرة، قال: والنَّسَمُ كالنفَس، ومنه يقال: ناسَمْتُ فلاناً أَي وجَدْت ريحَه ووَجدَ رِيحي؛ وأَنشد:

  لا يَأْمَنَنَّ صُروف الدهرِ ذو نَسَمٍ

  أَي ذو نفَسٍ، وناسَمه أَي شامَّه؛ قال ابن بري: وجاء في شعر الحرث بن خالد بن العاص:

  عُلَّتْ به الأَنْيابُ والنَّسَمُ

  يريد به الأَنفَ الذي يُتَنَسَّمُ به.

  ونَسَمَ الشيءُ ونَسِمَ نَسَماً: تغيَّر، وخص بعضهم به الدُّهن.

  والنَّسَمُ: ريحُ اللبَن والدسَم.

  والنَّسَمُ: أَثر الطريق الدارِس.

  والنَّيْسَمُ: الطريق المُستقيم، لغة في النَّيْسَب.

  وفي حديث عمرو بن العاص وإِسلامِه قال: لقد


(١) قوله [والمنحة الوكوف وأَبقِ على ذي الرحم] كذا بالأَصل، ولعله وأعط المنحة الوكوف وأبق إلخ.