لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 576 - الجزء 12

  اسْتقام المَنْسِمُ وإِن الرجل لَنَبيٌّ، فأَسْلَمَ.

  يقال: قد استَقامَ المَنْسِمُ أَي تَبَيَّنَ الطريقُ.

  ويقال: رأَيت مَنْسِماً من الأَمر أَعْرِفُ به وَجْهَه أَي أَثراً منه وعلامة؛ قال أَوْس بن حَجَر:

  لَعَمْرِي لقد بَيَّنْت يومَ سُوَيْقةٍ ... لِمَنْ كان ذا رأْيٍ بِوِجْهةِ مَنْسِمِ

  أَي بوجه بيانٍ، قال: والأَصل فيه مَنْسِما خُفِّ البعير، وهما كالظُّفرين في مُقدَّمه بهما يُسْتبان أَثرُ البعير الضالّ، ولكل خُفٍّ مَنْسِمان، ولِخُفِّ الفِيل مَنْسِمٌ.

  وقال أَبو مالك: المَنْسِمُ الطريق؛ وأَنشد للأَحْوَص:

  وإِن أَظْلَمَتْ يوماً على الناسِ غَسْمةٌ ... أَضَاءَ بكُم، يا آل مَرْوانَ، مَنْسِمُ

  يعني الطريق، والغَسْمة: الظُّلْمة.

  ابن السكيت: النَّيْسمُ ما وجدتَ من الآثار في الطريق، وليست بِجادّة بَيّنَةٍ؛ قال الراجز:

  باتَتْ على نَيْسَمِ خَلٍّ جازع ... وَعْثِ النِّهاض قاطِع المَطالِع

  والمَنْسِمُ: المَذْهب والوجه منه.

  يقال: أَين مَنْسِمُك أَي أَين مذهبُك ومُتوجَّهُك.

  ومن أَين مَنْسِمُك أَي من أَين وِجْهتُك.

  وحكى ابن بري: أَين مَنْسِمُك أَي بيتُك.

  والناسِمُ: المريضُ الذي قد أَشفى على الموت.

  يقال: فلان يَنْسِم كنَسْم الريح الضعيف؛ وقال المرّار:

  يمْشِينَ رَهْواً، وبعد الجَهْدِ من نَسَمٍ ... ومن حَياءِ غَضِيضِ الطَّرْفِ مَسْتورِ

  ابن الأَعرابي: النَّسِيم العرَقُ.

  والنَّسْمة العرْقة في الحمّام وغيره، ويجمع النَّسَم بمعنى الخَلْق أَناسِم.

  ويقال: ما في الأَناسِم مثلُه، كأَنَّه جمع النَّسَم أَنْساماً، ثم أَناسمُ جمعُ الجمع.

  نشم: النَّشَمُ، بالتحريك: شجر جبليّ تتخذ منه القسيّ، وهو من عُتُق العِيدان؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة:

  يأْوي إِلى مُشْمَخِرّاتٍ مُصَعِّدةٍ ... شُمٍّ، بِهِنّ فُروعُ القانِ والنَّشَم

  واحدتُه نَشَمةٌ.

  الأَصمعي: من أَشجار الجبال النَّبْع والنَّشَمُ وغيره تتَّخذ من النَّشَم القِسِيُّ؛ ومنه قول امرئ القيس:

  عارِضٍ زَوْراءَ من نَشَمٍ ... غَيْرِ باناتٍ على وتَرِه

  والنَّشَمُ أَيضاً: مثل النَّمَش على القلب؛ يقال منه: نَشِم، بالكسر، فهو ثورٌ نَشِمٌ إِذا كان فيه نقط بيض ونقط سود.

  ونَشَّمَ اللحمُ تَنْشيماً: تغيَّر وابتدأَتْ فيه رائحةٌ كريهة، وقيل: تغيرت ريحُه ولم يبلغ النَّتْنَ، وفي التهذيب: إِذا تغيرت ريحُه لا من نَتْنٍ ولكن كَراهةً.

  يقال: يَدِي من الجُبْنِ ونحوِه نَشِمةٌ.

  والمُنَشِّمُ: الذي قد ابتدأَ يتغيَّر؛ وأَنشد:

  وقد أُصاحِبُ فِتْياناً شَرابُهُمُ ... خُضْرُ المَزاد، ولَحْمٌ فيه تَنْشِيمُ

  قال: خضر المَزادِ الفَظُّ وهو ماءُ الكَرِش.

  ويقال: إِن الماء بَقِي في الأَداوي فاخْضَرَّت من القِدَم.

  وتَنَشَّمْتُ منه علْماً إِذا استفَدْت منه علماً.

  ونَشَّمَ القومُ في الأَمر تَنْشِيماً: نَشَبوا فيه وأَخذوا فيه.

  قال: ولا يكون ذلك إِلا في الشرّ؛ ومنه قولهم: نَشَّم الناسُ في عُثْمان.

  ونَشَّمَ في الأَمر: ابتدأَ فيه؛ عن اللحياني، هكذا قال فيه، ولم يقل به.

  ونَشَّمه ونشَّمَ فيه: نال منه وطَعَن عليه.

  وقال أَبو عبيد في حديث مَقْتل عثمان: لما