لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 633 - الجزء 12

  هو هكذا، إِنما نَفْض القصّاب الوِذامَ التَّرِبة، والتَّرِبةُ التي قد سقطت في التراب فتتَرَّبَت، فالقصّاب يَنْفُضها، وأَراد بالوِذامِ الخُزَزَ من الكَرِش والكبِد الساقطةَ في التُّراب والقصّاب يُبالغُ في نَفْضِها، قال: ومن هذا قيل لسيُور الدِّلاء الوَذمُ لأَنها مقدَّدةٌ طِوال، قال: والتِّراب التي سقطت في التُّراب فتتَرَّبَت، وواحدةُ الوِذامِ وذَمةٌ، وهي الكرش لأَنها معلَّقة، وقيل: هي غيرُ الكرش أَيضاً من البطون.

  أَبو سعد: الكُروشُ كلها تسمَّى تَرِبةً لأَنها يحصل فيها التُّرابُ من المَرْتَع، والوَذَمة التي أَخمل باطنُها، والكروشُ وَذَمةٌ لأَنها مُخْمَلةٌ، ويقال لِخَمْلِها الوَذَمُ، فمعنى قوله لئنْ وَليِتُهم لأُطَهِّرَنَّهم من الدَّنَسِ ولأُطَيِّبَنَّهم بعد الخَبَث.

  وكلُّ سير قَدَدْتَه مُستطيلاً وَذَمٌ.

  والوَذَمةُ: السيرُ الذي بين آذانِ الدَّلْوِ وعَراقِيها تُشَدُّ بها، وقيل: هو السير الذي تُشدُّ به العَراقي في العُرى، وقيل: هو الخيط الذي بين العُرى التي في سُعْنَتها وبين العَراقي، والجمع وَذَمٌ، وجمع الجمع أَوْذامٌ.

  ووذَّمَها: جعل لها أَوْذاماً.

  وأَوْذَمَها: شَدَّ وَذَمها.

  ودَلْوٌ مَوْذومةٌ: ذات وَذَمٍ.

  والعرب تقول للدلو إِذا انقطع سيورُ آذانِها: قد وَذِمَتِ الدلوُ تَوْذَمُ، فإِذا شدّوها إِليها قالوا: أَوْذَمْتُها.

  ووَذِمَت الدلوُ تَوْذَمُ، فهي وَذِمَةٌ: انقطع وَذَمُها؛ قال يصف الدلو:

  أَخَذِمَتْ أَمْ وَذِمَتْ أَمْ ما لَها ... أَم غالَها في بئرِها ما غالَها؟

  وقال:

  أَرْسَلْتُ دَلْوي فأَتاني مُتْرَعا ... لا وَذِماً جاءَ، ولا مُقَنَّعا

  ذكَّر على إِرادة السَّلْم أَو الغَرْب.

  وفي حديث عائشة تَصِفُ أَباها، ®: وأَوْذَمَ السِّقاءَ أَي شَدَّه بالوَذَمةِ، وفي رواية أُخرى: وأَوْذَمَ العَطِلَة، تُريد الدلو التي كانت مُعَطَّلة عن الاستقاء لعدم عُراها وانقطاع سُيورِها.

  ووَذِم الوَذَمُ نفسُه: انقطع.

  ووذَّمَ على الخَمْسينَ توْذيماً وأَوْذَمَ: زادَ عليها.

  ووَذَّمَ مالَه: قطَّعه، والوَذيمةُ: ما وَذَّمَه منه أَي قطَّعه؛ قال:

  إِن لم أَكُنْ أَهْواك، والقومُ بَعضهمْ ... غِضابٌ على بعضٍ، فما لي وَذائمُ

  والتَّوذيمُ: أَن تُوَذَّم الكلابُ بِقِلادة.

  ووَذِيمةُ الكلب: قِطعة تكون في عنُقِه؛ عن ثعلب.

  وروي عن أَبي هريرة أَنه سُئِل عن صَيْدِ الكلب فقال: إِذا وَذَّمْتَه وأَرْسَلْتَه وذكَرْتَ اسْمَ الله فكُلْ ما أَمْسَكَ عليك ما لم يأْكلْ؛ وتَوْذيمُ الكلب: أَن يُشد في عنقه سيرٌ يُعْلَم به أَنه مُعلَّم مُؤدَّب، أَراد بِتَوْذيمه أَن لا يَطْلُب الصيد بغير إِرسالٍ ولا تَسْميةٍ، مأْخوذٌ من الوَذَمِ السُّيورِ التي تُقدُّ طِوالاً.

  وفي الحديث: أُريتُ الشَّيطانَ فوضعتُ يدي على وَذَمَتِه؛ قال ابن الأَثير: الوَذَمةُ، بالتحريك، سيرٌ يُقدُّ طُولاً، وجمعه وِذامٌ، وتُعمل منه قلادة توضع في أَعناق الكلاب لتُرْبطَ فيها، فشبّه الشَّيطانَ بالكلب، وأَراد تَمكُّنه منه كما يَتمكَّنُ القابضُ على قِلادة الكلب.

  وفي حديث عمر، ¥: فرَبَط كُمَّيْه بوَذَمةٍ أَي سَيْرٍ.

  ورم: الوَرَمُ: أَخْذُ الأَورام النُّتوء والانتفاخ، وقد وَرِمَ جلدُه، وفي المحكم: وَرِمَ يَرِمُ، بالكسر، نادر، وقياسه يَوْرَم، قال: ولم نسمع به، وتَوَرَّمَ مثلُه، ووَرَّمْتُه أَنا تَوْريماً.

  وفي الحديث: أَنه قام حتى تَوَرَّمَت قَدَماه أَي انْتَفَخَت من طُول قيامه في صلاة الليل.

  وأَوْرَمَت