لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الياء المثناة من تحتها]

صفحة 645 - الجزء 12

  أَراد بالوَهْمِ طريقاً واسعاً؛ قال ذو الرمة يصف ناقته:

  كأَنها جَمَلٌ وَهْمٌ، وما بَقِيتْ ... إِلَّا النَّحيرةُ والأَلْواحُ والعَصَبُ

  أَراد بالوَهْم جملاً ضَخْماً، والأُنثى وَهْمةٌ؛ قال الكميت:

  يَجْتابُ أَرْدِيَةَ السَّرابِ، وتارةً ... قُمُصَ الظَّلامِ، بوَهْمةٍ شِمْلالِ

  والوَهْم: العظيمُ من الرجال والجمالِ، وقيل: هو من الإِبل الذَّلولُ المُنْقادُ مع ضِخَمٍ وقوّةٍ، والجمع أَوهامٌ ووُهومٌ ووُهُمٌ.

  وقال الليث: الوَهْمُ الجملُ الضخم الذَّلُولُ.

  ويم: قال في ترجمة وأَم: ابن الأَعرابي الوَأْمةُ المُوافقَةُ، والوَيْمَةُ التُّهْمَةُ، والله أَعلم.

فصل الياء المثناة من تحتها

  يتم: اليُتْمُ: الانفرادُ؛ عن يعقوب.

  واليَتيم: الفَرْدُ.

  واليُتْمُ واليَتَمُ: فِقْدانُ الأَب.

  وقال ابن السكيت: اليُتْمُ في الناس من قِبَل الأَب، وفي البهائم من قِبَل الأُم، ولا يقال لمن فَقَد الأُمَّ من الناس يَتيمٌ، ولكن منقطع.

  قال ابن بري: اليَتيمُ الذي يموت أَبوه، والعَجِيُّ الذي تموت أُمه، واللَّطيم الذي يموتُ أَبَواه.

  وقال ابن خالويه: ينبغي أَن يكون اليُتْمُ في الطير من قِبَل الأَب والأُمِّ لأَنهما كِلَيْهِما يَزُقّانِ فِراخَهما، وقد يَتِمَ الصبيُّ، بالكسر، يَيْتَمُ يُتْماً ويَتْماً، بالتسكين فيهما.

  ويقال: يَتَمَ ويَتِمَ وأَيْتَمَه الله، وهو يَتِيمٌ حتى يبلغَ الحُلُم.

  الليث: اليَتيمُ الذي مات أَبوه فهو يَتيمٌ حتى يبلغَ، فإِذا بلغ زال عنه اسمُ اليُتْم، والجمع أَيتامٌ ويَتامى ويَتَمةٌ، فأَما يَتامى فعلى باب أَسارى، أَدخلوه في باب ما يكوهون لأَن فَعالى نظيرُه فَعْلى، وأَما أَيتام فإِنه كُسِّر على أَفعالٍ كما كَسَّرُوا فاعلاً عليه حين قالوا شاهد وأَشْهاد، ونظيرُه شريفٌ وأَشْراف ونَصِيرٌ وأَنْصارٌ، وأَما يَتَمَةٌ فعلى يَتَمَ فهو ياتِمٌ، وإِن لم يسمع⁣(⁣١).

  الجوهري يَتَّمهم الله تَيْتِيماً جعلهم أَيتاماً؛ قال الفِنْدُ الزِّمَّانيّ واسمه شَهْل بن شَيْبان:

  بضَرْبٍ فيه تَأْيِيمُ ... وتَيْتِيمٌ وإِرْنانُ

  قال المفضل: أَصل اليُتْم الغفْلةُ، وسمي اليَتِيمُ يَتِيماً لأَنه يُتَغافَلُ عن بَرِّه.

  وقال أَبو عمرو: اليُتْم الإِبطاء، ومنه أُخذ اليَتيم لأَن البِرَّ يُبْطِئُ عنه.

  ابن شميل: هو في مَيْتَمةٍ أَي في يَتامى، وهذا جمع على مَفْعَلةٍ كما يقال مَشْيَخة للشُّيوخ ومَسْيَفَة للسُّيوف.

  وقال أَبو سعيد: يقال للمرأة يَتيمةٌ لا يزول عنها اسمُ اليُتْمِ أَبداً؛ وأَنشدوا:

  وينْكِح الأَرامِل اليَتامى

  وقال أَبو عبيدة: تُدْعى يتيمةً ما لم تَتزوج، فإِذا تَزوَّجت زال عنها اسمُ اليُتْم؛ وكان المُفَضَّل ينشد:

  أَفاطِمَ، إِني هالكٌ فتثَبَّتي ... ولا تَجْزَعي، كلُّ النساء يَتيمُ

  وفي التنزيل العزيز: وآتُوا اليَتامى أَموالَهُم؛ أَي أَعطوهم أَموالَهُم إِذا آنَسْتم منهم رُشْداً، وسُمُّوا يَتامى بعد أَن أُونِسَ منهم الرُّشْدُ بالاسم الأَول الذي كان لهم قبل إِيناسِه منهم، وقد تكرر في الحديث ذكر اليُتْم واليَتِيمِ واليَتيمة والأَيْتام واليتامى وما تصرّف منه.

  واليُتْمُ في الناس: فَقدُ


(١) قولهم: وإن لم يسمع؛ هكذا في الأصل، ولعلّ في الكلام سقطاَ.