لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الياء المثناة من تحتها]

صفحة 647 - الجزء 12

  الياسِمُ في الشعر فهذا دليل على زيادة يائِه ونونِه؛ قال أَبو النجم:

  منْ ياسِمٍ بِيضٍ ووَرْدٍ أَحْمَرا ... يَخْرُج من أَكْمامِه مُعَصْفَرا

  قال ابن بري: ياسِمٌ جمعُ ياسِمةٍ، فلهذا قال بِيض، ويروى: ووَرْدٍ أَزْهرا.

  الجوهري: بعض العرب يقول شَمِمْت الياسِمِينَ وهذا ياسِمونَ، فيُجْرِيه مُجْرى الجمع كما هو مقول في نَصيبينَ؛ وأَنشد ابن بري لعمر بن أَبي ربيعة:

  إِنَّ لي عندَ كلِّ نَفْحةِ بُسْتانٍ ... منَ الوَرْدِ، أَو منَ الياسِمينَا

  نَظْرةً والتفاتَةً لكِ، أَرْجُو ... أَنْ تكُونِي حَلَلْتِ فيما يَلِينَا

  التهذيب: يَسومُ اسمُ جبلٍ صخره مَلْساء؛ قال أَبو وجزة:

  وسِرْنا بمَطْلُولٍ من اللَّهْوِ لَيِّنٍ ... يَحُطَّ إِلى السَّهْلِ اليَسُومِيّ أَعْصَما

  وقيل: يَسُوم جبل بعينه؛ قالت ليلى الأَخيلِيَّة:

  لن تَسْتطِيعَ بأَن تُحَوِّلَ عِزّهُمْ ... حتى تُحَوِّلَ الهِضابِ يَسُومَا

  ويقولون: الله أَعلم مَنْ حَطَّها منْ رأْسِ يَسُومَ؛ يريدون شاةً مسروقةً⁣(⁣١).

  في هذا الجبل.

  يلم: ما سَمِعْتُ له أَيْلَمةً أَي حركةً؛ وأَنشد ابن بري:

  فما سَمِعْتُ بعدَ تِلك النَّأَمَه ... مِنها، ولا منه هُناكَ أَيْلَمَه

  قال أَبو علي: وهي أَفْعَلَة دون فَيْعَلة، وذلك لأَن زيادةَ الهمزة أَوّلاً كثير ولأَن أَفْعَلة أَكثر من فَيْعَلة.

  الجوهري: يَلَمْلَم لغة في أَلَمْلَم، وهو ميقاتُ أَهل اليمن.

  قال ابن بري: قال أَبو علي يَلَمْلَم فَعَلْعَل، الياءُ فاءُ الكلمة واللام عينها والميم لامها.

  يمم: الليث: اليَمُّ البحرُ الذي لا يُدْرَكُ قَعْرُه ولا شَطَّاه، ويقال: اليَمُّ لُجَّتُه.

  وقال الزجاج: اليَمُّ البحرُ، وكذلك هو في الكتاب، الأَول لا يُثَنَّى ولا يُكَسَّر ولا يُجْمَع جمعَ السلامة، وزَعَم بعضُهم أَنها لغة سُرْيانية فعرّبته العرب، وأَصله يَمَّا، ويَقَع اسمُ اليَمّ على ما كان ماؤه مِلْحاً زُعاقاً، وعلى النهر الكبير العَذْب الماء، وأُمِرَتْ أُمُّ موسى حينَ وَلَدَتْه وخافتْ عليه فِرْعَوْنَ أَن تجعلَه في تابوت ثم تَقْذِفَه في اليَمِّ، وهو نَهَرُ النيل بمصر، حماها الله تعالى، وماؤه عَذْبٌ.

  قال الله ø: فلْيُلْقِه اليَمُّ بالساحل؛ فَجَعل له ساحِلاً، وهذا كله دليلٌ على بطلان قول الليث إِنه البحر الذي لا يُدْرَكُ قَعْرُه ولا شَطَّاه.

  وفي الحديث: ما الدنيا في الآخرة إِلا مِثْلُ ما يَجْعَلُ أَحدُكم إِصْبَعه في اليَمِّ فلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ؛ اليَمُّ: البحرُ.

  ويُمَّ الرجلُ، فهو مَيْمومٌ إِذا طُرِح في البحر، وفي المحكم: إِذا غَرِقَ في اليَمِّ.

  ويُمَّ الساحلُ يَمّاً: غَطَّاه اليَمُّ وطَما عليه فغلَب عليه.

  ابن بري: واليَمُّ الحيَّةُ.

  واليَمامُ: طائرٌ، قيل: هو أَعمُّ من الحَمام، وقيل: هو ضربٌ منه، وقيل: اليَمامُ الذي يَسْتَفْرِخُ،


(١) قوله [شاة مسروقة الخ] عبارة الميداني: أصله أن رجلاً نذر أن يذبح شاة فمر بيسوم وهو جبل فرأى فيه راعياً فقال: أتبيعني شاة من غنمك؟ قال: نعم، فأنزل شاة فاشتراها وأمر بذبحها عنه ثم ولى، فذبحها الراعي عن نفسه وسمعه ابن الرجل يقول ذلك فقال لأَبيه: سمعت الراعي يقول كذا، فقال: يا بني الله أعلم الخ. يضرب مثلاً في النية والضمير، ومثله لياقوت.