لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الثاء المثلثة]

صفحة 78 - الجزء 13

  قول الشاعر:

  لا أُحِبُّ المُثَدَّناتِ اللَّواتي ... في المَصانيعِ، لا يَنِينَ اطِّلاعا

  قال ابن سيده: وقال كراع إن الثاء في مُثَدَّنٍ بدل من الفاء من مُفَدَّن، مشتق من الفَدَن، وهو القَصْر، قال: وهذا ضعيف لأَنا لم نسمع مُفَدَّناً، وقال: قال ابن جني هو من الثُّنْدُوةِ، مقلوبٌ منه.

  قال: وهذا ليس بشيء.

  وامرأَةٌ ثَدِنة: ناقصةُ الخَلْق؛ عنه.

  وفي حديث علي، ¥، أَنه ذكر الخوارج فقال: فيهم رجل مُثدَّن اليَدِ أَي تُشْبه يدُه ثَدْيَ المرأَة، كأَنه كان في الأَصل مُثَنَّد اليد فقُلب، وفي التهذيب والنهاية: مَثْدُونُ اليد أَي صغيرُ اليد مجتمعها، وقال أَبو عبيد: إن كان كما قيل إنه من الثُّنْدُوة تشبيهاً له به في القِصَر والاجتماع، فالقياس أَن يقال مُثَنَّد، إلا أَن يكون مقلوباً، وفي رواية: مُثْدَن اليد؛ قال ابن بري: مُثْدَن اسم المفعول من أَثدَنْتُ الشيء إذا قصَّرْته.

  والمُثْدَن والمَثْدُون: الناقصُ الخَلْق، وقيل: مُثْدَن اليد معناه مُخْدَج اليد، ويروى: مُوتَن اليد، بالتاء، من أَيْتَنَت المرأَة إذا وَلدَت يَتْناً، وهو أَن تخرُج رِجلا الولد في الأَول، وقيل: المُثْدَن مقلوب ثند، يريد أَنه يُشْبه ثُندوة الثَّدْي، وهي رأْسه، فقدم الدال على النون مثل جذب وجبذ، والله أَعلم.

  ثرن: التهذيب: ابن الأَعرابي ثَرِنَ الرجلُ إذا آذى صَديقَه أَو جارَه.

  ثفن: الثَّفِنةُ من البعير والناقة: الرُّكْبة وما مَسَّ الأَرضَ من كِرْكِرتِه وسَعْداناتِه وأُصول أَفخاذه، وفي الصحاح: هو ما يقع على الأَرض من أَعضائه إذا استناخ وغلُظ كالرُّكْبَتين وغيرهما، وقيل: هو كل ما وَلِيَ الأَرض من كل ذي أَربعٍ إذا بَرَك أَو رَبَض، والجمع ثَفِنٌ وثَفِناتٌ، والكِرْكِرةُ إحدى الثَّفِنات وهي خَمْسٌ بها؛ قال العجاج:

  خَوَى على مُسْتَوياتٍ خَمْسِ: ... كِرْكِرةٍ وثَفِناتٍ مُلْسِ

  قال ذو الرمة فجعل الكِرْكِرة من الثَّفِنات:

  كأَنَّ مُخَوَّاها، على ثَفِناتِها ... مُعَرَّسُ خَمْسٍ من قَطاً مُتجاوِر.

  وقَعْنَ اثنتَينِ واثنتَينِ وفَرْدةً ... جرائداً هي الوسطى لتغليس حائر⁣(⁣١)

  كذا بالأَصل.

  قال الشاعر يصف ناقة:

  ذات انْتِباذٍ عن الحادي إذا بَرَكَت ... خَوَّتْ على ثَفِناتٍ مُحْزَئِلَّات

  وقال عمر بن أَبي ربيعة يصف أَربعَ رَواحِلَ وبُروكَها:

  على قلَوصَينِ مِن رِكابِهم ... وعَنْتَرِيسَين فيهما شَجَعُ

  كأَنَّما غادَرَتْ كَلاكِلُها ... والثَّفِناتُ الخِفافُ، إذ وَقَعُوا

  مَوْقِعَ عشرينَ من قَطاً زُمَرٍ ... وقعْنَ خمساً خمسا معاً شِبَعُ

  قال ابن السكيت: الثَّفينةُ مَوْصِل الفخذ في الساق من باطِنٍ ومَوْصل الوَظيف في الذراع، فشبَّه آبارَ كراكِرها وثَفِناتها بمَجاثِم القَطا، وإنما أَراد خِفَّةَ بُروكِهن.

  وثَفَنَتْه الناقةُ تَثْفِنُه، بالكسر، ثَفْناً: ضربَتْه بثَفِناتها، قال: وليس الثَّفِناتُ مما يخُصُّ البعير دون غيره من الحيوان، وإنما الثَّفِناتُ من كل


(١) قوله [جرائداً إلخ].