لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الثاء المثلثة]

صفحة 81 - الجزء 13

  صحَّحت الياءَ قبلها، فكذلك أَلفُ النصب الذي في العَظايا والشّفايا صحَّحت الياء قبلها، قال: هذا قول ابن جني، قال: وقال أَبو عليّ الفارسي أَلفُ ثَمانٍ للنسَبِ؛ قال ابن جني: فقلت له: فلِمَ زَعَمْتَ أَن أَلِفَ ثَمانٍ للنسب؟ فقال: لأَنها ليست بجمع مكسر كصحارٍ، قلت له: نعم ولو لم تكن للنسب للزمتها الهاءُ البتَّة نحو عَتاهية وكراهِية وسَباهية، فقال: نعم هو كذلك، وحكى ثعلب ثمانٌ في حدّ الرفع؛ قال:

  لها ثَنايا أَرْبَعٌ حِسانُ ... وأَرْبَعٌ فثَغْرُها ثَمانُ

  وقد أَنكروا ذلك وقالوا: هذا خطأ.

  الجوهري: ثمانيةُ رجالٍ وثماني نِسْوة، وهو في الأَصل منسوب إلى الثُّمُن لأَنه الجزء الذي صيَّر السبعةَ ثمانيةً، فهو ثُمُنها، ثم فتحوا أَوله لأَنهم يغيِّرون في النسب كما قالوا دُهْريٌّ وسُهْليٌّ، وحذفوا منه إحدى ياءَي النسب، وعَوَّضوا منها الأَلِفَ كما فعلوا في المنسوب إلى اليمن، فثَبَتتْ ياؤُه عند الإِضافة، كما ثبتت ياءُ القاضي، فتقول ثماني نِسْوةٍ وثماني مائة، كما تقول قاضي عبد الله، وتسقُط مع التنوين عند الرفع والجر، وتثبُت عند النصب لأَنه ليس بجمع، فيَجري مَجْرى جَوارٍ وسَوارٍ في ترك الصرف، وما جاء في الشعر غيرَ مصروفٍ فهو على توهّم أَنه جمع؛ قال ابن بري يعني بذلك قولَ ابن مَيّادة:

  يَحْدو ثمانِيَ مُولَعاً بلِقاحِها

  قال: وقولهم الثوبُ سَبْعٌ في ثمانٍ، كان حقُّه أَن يقال ثمانية لأَن الطُّول يُذْرَع بالذراع وهي مؤنثة، والعَرْضُ يُشْبَر بالشِّبر وهو مذكَّر، وإنما أَنثه لمَّا لم يأْت بذكر الأَشبار، وهذا كقولهم: صُمْنا من الشهر خَمْساً، وإنما يريد بالصَّوْم الأَيام دون الليالي، ولو ذكَر الأَيام لم يَجِدْ بُدّاً من التذكير، وإن صغَّرت الثمانيةَ فأَنت بالخيار، إن شئت حذَفْت الأَلِف وهو أَحسَن فقلت ثُمَيْنِية، وإن شئت حذفت الياء فقلت ثُمَيِّنة، قُلِبت الأَلف ياء وأُدغمت فيها ياء التصغير، ولك أَن تعوّض فيهما.

  وثَمَنَهم يَثْمِنُهم، بالكسر، ثَمْناً: كان لهم ثامِناً.

  التهذيب: هُنَّ ثمانِيَ عَشْرة امرأَة، ومررت بثمانيَ عشرة امرأَة: قال أَبو منصور: وقول الأَعشى:

  ولقد شَرِبْتُ ثَمانياً وثمانيا ... وثمانِ عَشْرةَ واثنَتَين وأَرْبَعا

  قال: ووجْه الكلام بثمانِ عشْرة، بكسر النون، لتدل الكسرةُ على الياء وتَرْكِ فتحة الياء على لغة من يقول رأَيت القاضي، كما قال الشاعر:

  كأَنَّ أَيديهنّ بالقاع القَرِق

  وقال الجوهري: إنما حذف الياء في قوله وثمانِ عشْرة على لغة من يقول طِوالُ الأَيْدِ، كما قال مُضرِّس بن رِبْعيٍّ الأَسَديّ:

  فَطِرْتُ بِمُنْصُلي في يَعْمَلاتٍ ... دَوامِي الأَيْدِ يَخْبِطْنَ السِّريحا

  قال شمر: ثَمَّنْت الشيء إذا جمعته، فهو مُثَمَّن.

  وكساء ذو ثمانٍ: عُمِل من ثمانِ جِزّات؛ قال الشاعر في معناه:

  سَيَكْفيكِ المُرَحَّلَ ذو ثَمانٍ ... خَصيفٌ تُبْرِمِين له جُفالا

  وأَثَمَنَ القومُ: صاروا ثمانية.

  وشئ مُثَمَّنٌ: جعل له ثمانية أَركان.

  والمُثَمَّن من العَروض: ما بُنِيَ على ثمانية أَجزاء.

  والثِّمْنُ: الليلة الثامنة من أَظماء الإِبل.

  وأَثمَنَ الرجلُ إذا ورَدت إبلُه ثِمْناً، وهو ظِمءٌ من أَظمائها.

  والثمانونَ من العدد: معروفٌ،