لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 107 - الجزء 13

  متساوية.

  وتحاتَنَ الرَّجُلان: تَرامَيا فكان رَمْيهُما واحداً، والاسم الحَتْنى؛ وفي المثل:

  الحَتَنَى لا خيرَ في سَهْم زَلَجْ

  وهو رجز.

  والزالج من السهام: الذي مَرَّ على وجه الأَرض حتى وقَع في الهدَف ولم يُصب القرطاس، وهو مثَلٌ في تتميم الإِحسان ومُوالاتِه.

  ووقَعَت السِّهامُ في الهدَف حَتَنَى أَي مُتقاربة المَواقع ومُتساويَتَها؛ أَنشد الأَصمعي:

  كأَنَّ صَوْتَ ضَرْعِها تُساجِلُ ... هاتِيك هاتا حَتَنَى تُكايِلُ،

  لَدْمُ العُجَى تَلْكُمُها الجَنادِلُ

  والحَتَنُ: متابعةُ السِّهام المُقَرْطِسَة أَي التي تُصِيب القِرْطاس؛ قال الشاعر: وهل غَرَضٌ يبقى على حَتَن النَّبْل؟

  وحَتِنَ الحَرُّ: اشتدَّ.

  ويومٌ حاتِنٌ: استوى أَوَّله وآخرُه في الحرّ.

  وتحاتَنَ الدمعُ: وقَعَ دَمْعَتَيْن دَمعَتَيْن، وقيل: تتابَع مُتساوياً؛ قال الطِّرماح:

  كأَنَّ العُيونَ المُرْسَلاتِ، عَشِيَّةً ... شَآبيبُ دَمْعِ العَبْرَة المُتَحاتِن

  والحَتَنُ: من قولك تحاتَنَت دُموعُه إذا تتابَعَت.

  وتحاتَنَت الخِصال في النِّصال: وقعت في أَصل القرطاس على تقَارُبٍ أَو تساوٍ.

  الأَزهري: الخَصْلةُ كل رَمِيَّةٍ لَزِمَت القرطاس من غير أَن تُصيبَه، قال: إذا وقعت خَصَلاتٌ في أَصل القِرْطاس قيل تَحاتَنَت أَي تتابَعَت، قال: وأَهلُ النِّضَال يحسبون كل خَصْلَتَيْن مُقَرْطِسةً، قال: وإذا تصارَع الرَّجُلان فصُرع أَحدُهما وَثَبَ ثم قال:

  الحَتَنَى لا خَيْرَ في سَهْمٍ زَلَج

  وقوله الحَتَنَى أَي عاوِدِ الصِّراع، والزّالجُ: السَّهمُ الذي يقع بالأَرض ثم يُصِيبُ القِرْطاسَ، قال: والتَّحاتُنُ التَّبارِي؛ قال النَّابغة يصف الرِّياح واختلافَها:

  شَمال تُجاذِبْها الجَنُوبُ بعَرْضِها ... ونَزْعُ الصَّبَا مُورَ الدَّبُورِ يُحاتِنُ

  والمُحْتَتِنُ: الشيءُ المستوي لا يخالف بعضُه بعضاً، وقد احْتَتَنَ؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قوله:

  كأَنَّ صَوْتَ شُخْبِها المُحْتانِ ... تحتَ الصَّقِيعِ، جَرْشُ أُفْعُوانِ

  فإنه قال: يعني اثنين اثنين، قال ابن سيده: ولا أَعرف كيف هذا إنما معناه عندي المُحْتَتِنُ أَي المستوي، ثم حذف تاء مُفْتَعل فبقي المُحْتَن، ثم أَشبع الفتحة فقال المُحْتان كقوله:

  ومِن عَيْبِ الرِّجالِ بمُنتزَاحِ

  أَراد بمنتَزَحٍ فأَشْبَع.

  واحْتَتَنَ الشَّيءُ: استَوى؛ قال الطِّرماح:

  تِلْكَ أَحْسابُنا، إذا احْتَتَنَ الخَصْلُ ... ومُدَّ المَدَى مَدَى الأَعْراضِ.

  احْتَتَنَ الخَصْلُ أَي استوى إصابةُ المُتَناضِلَيْن.

  والخَصْلةُ: الإِصابةُ.

  ويقال: فلان سِنُّ فلانٍ وتِنُّه وحِتْنُه إذا كان لِدَتَه على سِنِّه.

  وجيءْ به من حَتْنِك أَي من حيث كان.

  وحَوْتَنان: موضعٌ، وقيل: حَوْتَنانان وادِيانِ في بلاد قَيْس كلُّ واحد منهما يقال له حَوْتَنان؛ وقد ذكرهما تميم بن مقبل فقال:

  ثم اسْتَغاثُوا بماءٍ لا رِشاءَ له ... من حَوْتَنانَيْن، لا مِلْح ولا زَنَن

  ولا زَنَن أَي لا ضيِّق قليل.

  ويقال: رمى القومُ