لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الذال المعجمة]

صفحة 173 - الجزء 13

  أَن البعير يحمل عليه الحمل الثقيل فلا يقدر على النهوض، فيعتمد بذَقَنه على الأَرض، وصحَّفه الأَثرَمُ عليّ بن المغيرة بحضرة يعقوب فقال: مُثْقَلٌ استعان بدَفَّيْه، فقال له يعقوب: هذا تصحيف إنما هو استعان بذَقَنه، فقال له الأَثرم: إنه يريد الرياسة بسرعة ثم دخل بيته، والجمع أَذقان.

  وفي التنزيل العزيز: ويخِرُّون للأَذقان سجداً؛ واستعاره امرؤ القيس للشجر ووصف سحاباً فقال:

  وأَضْحَى يَسُحُّ الماءَ عن كل فِيقةٍ ... يَكُبُّ على الأَذقانِ دَوْحَ الكَنَهْبل

  والذَّاقِنةُ: ما تحت الذَّقَن، وقيل: الذَّاقِنة رأْس الحلقوم.

  وفي الحديث عن عائشة، ^: تُوفي رسول الله، ، بين سَحْري ونَحْري وحاقِنَتي وذاقِنَتي؛ قال أَبو عبيد: الذاقنة طرف الحلقوم، وقيل: الذاقِنة الذَّقَنُ، وقيل: ما يناله الذَّقَنُ من الصدر.

  ابن سيده: الحاقِنة الترْقُوة، وقيل: أَسفل البطن مما يلي السرَّة، قال أَبو عبيد: قال أَبو زيد وفي المثل لأُلْحِقَنَّ حَواقِنك بذَواقِنك، فذكرت ذلك للأَصمعي فقال: هي الحاقِنة والذاقنة، قال: ولم أَره وقف منهما على حدّ معلوم، فأَما أَبو عمرو فإِنه قال: الذاقنة طرفُ الحلقوم الناتئ، وقال ابن جَبَلة: قال غيره الذاقِنة الذَّقَنُ.

  وذَقَنَ الرجلُ: وضع يده تحت ذقنه.

  وفي حديث عمر، ¥: أَن عمران بن سَوادة قال له: أَربع خصال عاتَبَتْكَ عليها رَعيَّتُك، فوضع عُودَ الدِّرَّة ثم ذقَن عليها وقال: هاتِ وفي رواية: فذَقَن بسوطه يستمع.

  يقال: ذقَنَ على يده وعلى عصاه، بالتشديد والتخفيف، إذا وضعه تحت ذَقَنِه واتكأَ عليه.

  وذَقَنه يَذْقنُه ذَقْناً: أَصاب ذقنَه، فهو مَذْقون.

  وذقَنْتُه بالعصا ذَقْناً: ضربته بها.

  وذَقَنَه ذَقْناً: قفَدَه.

  والذَّقون من الإِبل التي تُميل ذقَنَها إلى الأَرض تستعين بذلك على السير، وقيل: هي السريعة، والجمع ذُقُنٌ؛ قال ابن مقبل:

  قد صَرَّحَ السيرُ عن كُتمانَ، وابتُذِلت ... وَقْعُ المَحاجِنِ بالمَهْريَّة الذُّقُنِ

  أَي ابْتُذلتِ المهْرية الذُّقُن بوقع المحاجن فيها نضربها بها، فقلب وأَنث الوَقع حيث كان من سبب المحاجن.

  والذاقِنة: كالذَّقون؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

  أَحْدَثْتُ لله شُكْراً، وهي ذاقِنةٌ ... كأَنها تحتَ رَحْلي مِسْحَلٌ نَعِرُ

  وذَقِنَت الدَّلوُ، بالكسر، ذَقَناً، فهي ذَقِنة: مالت شَفَتُها.

  ودلو ذَقَنَى: مائلة الشفة؛ وأَنشد ابن بري:

  أَنْعَتُ دَلواً ذَقَنَى ما تَعْتَدِلْ.

  ودلو ذَقون من ذلك.

  الأَصمعي: إذا خَرَزْتَ الدلو فجاءت شفتها مائلة قيل ذَقَنَتْ تَذْقَن ذَقَناً.

  وناقة ذَقون: تُرْخي ذقَنها في السير، وفي التهذيب: تحرك رأْسها إذا سارت.

  وامرأَة ذَقناء: ملتوية الجهاز.

  وفي نوادر العرب: ذاقَنَني فلانٌ ولاقَنَني ولاغَذَني أَي لازَّني وضايقني.

  والذِّقْنُ: الشَّيْخ.

  وذِقانُ: جبل.

  ذنن: ذَنَّ الشيءُ يَذِنُّ ذَنيناً: سال.

  والذَّنِينُ والذُّنانُ: المخاط الرقيق الذي يسيل من الأَنف، وقيل: هو المخاط ما كان؛ عن اللحياني، وقيل: هو الماء الرقيق الذي يسيل من الأَنف، عنه أَيضاً؛ وقال مرة: هو كل ما سال من الأَنف.

  وذَنَّ أَنفُه يَذِنُّ إذا سال، وقد ذَنِنتَ يا رجل تَذَنُّ ذَنناً وذَنَنْتُ أَذِنُّ ذنَناً، ورجل أَذَنُّ وامرأَة ذَنَّاء.

  والأَذَنُّ أَيضاً: الذي يسيل منخراه جميعاً، والفعل