لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الراء]

صفحة 180 - الجزء 13

  وأَنشد ابن بري لشاعر:

  أَعْدَدْتُ للضِّيفانِ كلْباً ضارِياً ... عندي، وفَضْلَ هِراوَةٍ من أَرْزَنِ

  ومَعاذِراً كذباً، ووجْهاً باسِراً ... وتَشَكَّياً عَضَّ الزمانِ الأَلْزَنِ

  رسن: الرَّسَنُ: الحبل.

  والرَّسَنُ: ما كان من الأَزِمَّة على الأَنف، والجمع أَرْسانٌ وأَرْسُنٌ، فأَما سيبويه فقال: لم يكسَّر على غير أَفعال.

  وفي المثل: مَرَّ الصَّعاليكُ بأَرْسان الخيل؛ يضرب للأَمرْ يُسرع ويتتابع.

  وقد رَسَنَ الدابَّة والفرس والناقة يرْسِنُها ويَرْسُنُها رَسْناً وأَرْسَنَها، وقيل: رَسَنَها شدَّها، وأَرْسَنَها جعل لها رَسَناً، وحَزَمْتُه: شددت حِزامه، وأَحْزَمْته: جعلت له حِزاماً، ورَسَنت الفرس، فهو مَرْسُون، وأَرْسَنْته أَيضاً إذا شددته بالرَّسَنِ؛ قال ابن مقبل:

  هَرِيتٌ قَصِيرُ عِذَارِ اللِّجَامْ ... أَسِيلٌ طَوِيلُ عِذارِ الرَّسَن

  قوله: قصير عذار اللجام، يريد أَن مَشَقَّ شِدْقَيه مستطيل، وإذا طال الشَّق قَصُر عذار اللجام، ولم يصفه بقصر الخدّ وإنما وصفه بطوله بدليل قوله: طويل عذار الرَّسَن.

  وفي حديث عثمان: وأَجْرَرْتُ المَرْسُونَ رَسَنَه؛ المَرْسُون: الذي جعل عليه الرَّسَن وهو الحبل الذي يقاد به البعير وغيره؛ ويقال: رَسَنْت الدابة وأَرْسَنْتها؛ وأَجررته أَي جعلته يجرّه، يريد خليته وأَهملته يرعى كيف شاء، المعنى أَنه أَخبر عن مُسامَحته وسَجَاحَةِ أَخلاقه وتركه التضييق على أَصحابه؛ ومنه حديث عائشة، ^: قالت ليزيد بن الأَصم ابن أُخت مَيْمونة وهي تُعاتِبه: ذَهَبَتْ والله مَيْمونَةُ ورُمِي برَسَنِك على غاربك أَي خُلِّيَ سبيلك فليس لك أَحد يمنعك مما تريد.

  والمَرْسِنُ والمَرْسَنُ: الأَنف، وجمعه المَراسِنُ، وأَصله في ذوات الحافر ثم استعمل للإِنسان.

  الجوهري: المَرْسِنُ، بكسر السين، موضعُ الرَّسَنِ من أَنف الفرس، ثم كثر حتى قيل مَرْسِن الإِنسان.

  يقال: فعلت ذلك على رغم مَرْسِنه ومِرْسَنه، بكسر الميم وفتح السين أَيضاً؛ قال العجاج:

  وجَبْهةً وحاجِباً مزَجَّجا ... وفَاحِماً ومَرْسِناً مُسَرَّجا

  وقول الجَعْدِيّ:

  سلِس المَرْسَن كالسِّيِدِ الأَزَلّ

  أَراد هو سَلِس القِياد ليس بصلب الرأْس، وهو الخُرْطوم.

  والرَّاسَن: نبات يشبه نبات الزنجبيل.

  وبنو رَسْن: حيّ.

  رسطن: الرَّساطون: شراب يتخذ من الخمر والعسل، أَعجمية لأَن فَعالُولاً وفَعالُوناً ليسا من أَبنية كلامهم.

  قال الليث: الرَّساطُونُ شراب يتخذه أَهل الشأْم من الخمر والعسل؛ قال الأَزهري: الرَّسَاطُونُ بلسان الروم، وليس بعربي.

  رشن: الرَّشْنُ، بسكون الشين: الفُرْضَة من الماء.

  والرَّاشِنُ: الداخل على القوم الآتي ليأْكل، رَشَنَ يَرْشُن رُشُوناً.

  أَبو زيد: رَشَنَ الرجلُ يَرْشُنُ رُشوناً، فهو رَاشِنٌ، وهو الذي يتعهد مواقيت طعام القوم فيَغْتَرُّهم اغتراراً، وهو الذي يقال له الطُّفَيلي.

  الجوهري: الرَّاشِن الذي يأْتي الوليمة ولم يُدْعَ إليها، وهو الذي يسمى الطُّفَيْلي، وأَما الذي يَتَحَيَّنُ وقت الطعام فيدخل على القوم وهم