لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الراء]

صفحة 181 - الجزء 13

  يأْكلون فهو الوَارِشُ.

  ويقال: رَشَنَ الرجل إذا تَطَفَّل ودخل بغير إذن.

  ويقال للكلب إذا ولغ في الإِناء: قد رَشَنَ رُشُوناً؛ وأَنشد:

  ليس بِقصْلٍ حَلِسٍ حِلْسَمِّ ... عند البيوتِ، راشِنٍ مِقَمِّ⁣(⁣١)

  ورَشَنَ الكلبُ في الإِناء يَرْشُنُ رَشْناً ورُشُوناً: أَدخل رأْسه فيه ليأْكل ويشرب؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  تَشْرَبُ ما في وَطْبِها قَبْلَ العَيَنْ ... تُعارِضُ الكلبَ إِذا الكلبُ رَشَنْ

  والرَّوْشَنُ: الرَّفُّ.

  أَبو عمرو: الرَّفيفُ الرَّوْشَنُ، والرَّوْشَنُ الكُوَّة.

  رصن: رَصُنَ الشيءُ، بالضم، رَصانَةً، فهو رَصِين: ثبت، وأَرصَنه: أَثبته وأَحكمه.

  ورَصَنه: أَكمله.

  الأَصمعي: رَصَنْتُ الشيءَ أَرْصُنه رَصْناً أَكْملته.

  والرَّصِين: المحكم الثابت.

  أَبو زيد: رَصَنْتُ الشيءَ معرفةً أَي علمته.

  ورجل رصين: كرَزِينٍ، وقد رَصُنَ.

  ورَصَنْتُ الشيءَ: أَحكمته، فهو مَرْصُون؛ قال لبيد:

  أَو مُسْلِم عَمِلَتْ له عُلْوِيَّةٌ ... رَصَنَتْ ظهورَ رَواجِبٍ وبَنانِ

  أَراد بالمسلم غلاماً وشَمتْ يده⁣(⁣٢) امرأَة من أَهل العالية.

  وفلان رَصِينٌ بحاجتك أَي حَفِيٌّ بها.

  ورَصَنْتُه بلساني رَصْناً: شتمته.

  ورجل رَصِين الجوف أَي مُوجَع الجوف؛ وقال:

  يقول إني رَصِينُ الجوفِ فاسْقُوني

  والرَّصِينانِ في ركبة الفرس: أَطرافُ القَصَب المركب في الرَّضْفَة.

  رضن: المَرْضونُ: شِبْه المَنْضُود من الحجارة ونحوها يضم بعضها إلى بعض في بناء أَو غيره.

  وفي نوادر الأَعراب: رُضِنَ على قبره وضُمِدَ ونُضِدَ ورُثِدَ كله واحد.

  رطن: رَطَنَ العجميّ يَرْطُنُ رَطْناً: تكلم بلغته.

  والرَّطَانة والرِّطَانة والمُراطَنة: التكلم بالعجمية، وقد تَراطَنا.

  تقول: رأَيت أَعجمين يتراطَنان، وهو كلام لا يفهمه العرب؛ قال الشاعر:

  كما تَراطَنَ في حافاتِها الرُّومُ

  ويقال: ما رُطَّيْناك هذه أَي ما كلامك، وما رُطَيْناكَ، بالتخفيف أَيضاً.

  وتقول: رَطَنْتُ له رَطانة ورَاطَنْته إذا كلمته بالعجمية.

  وتَراطَنَ القومُ فيما بينهم؛ وقال طَرَفة بن العبد:

  فأَثارَ فارِطُهم غَطَاطاً جُثَّماً ... أَصواتُهم كتَراطُنِ الفُرْسِ

  وفي حديث أَبي هريرة قال: أَتت امرأَة فارسية فَرَطَنَتْ له؛ قال: الرَّطانة، بفتح الراء وكسرها، والتَّراطُنُ كلام لا يفهمه الجمهور، وإنما هو مُواضَعةٌ بين اثنين أَو جماعة، والعرب تخص بها غالباً كلام العجم؛ ومنه حديث عبد الله بن جعفَر والنجاشي: قال له عمرو أَما ترى كيف يَرْطُنون بِحزْب الله أَي يَكْنُونَ ولم يُصَرّحوا بأَسمائهم.

  والرَّطَّانة والرَّطُون، بالفتح: الإِبل إذا كانت رِفاقاً ومعها أَهلوها، زاد الأَصمعي: إذا كانت كثيراً؛ قال: ويقال لها الطَّحّانة والطَّحُون أَيضاً، ومعنى الرِّفاق أَي نَهَضوا على الإِبل مُمتارين من القُرى كلُّ جماعة رُفْقة؛ وأَنشد الجوهري:


(١) قوله [حلسم] كذا بضبط الأَصل هنا وكذلك في المحكم، وضبط في مادة ح ل س م بفتح اللام المشددة وسكون السين وتخفيف الميم عكس ما هنا ومثله في التكملة وغيرها.

(٢) قوله [وشمت يده إلخ] ومنه ساعد مرصون أي موشوم كما في التكملة، قال: والمرصن كمنبر حديدة تكوى بها الدواب.