لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 228 - الجزء 13

  والسَّنِينة: رِمالٌ مرتفعة تستطيل على وجه الأَرض، وقيل: هي كهيئة الحِبال من الرمل.

  التهذيب: والسَّنائن رمال مرتفعة تستطيل على وجه الأَرض، واحدتها سَنِينة؛ قال الطرماح:

  وأَرْطاةِ حِقْفٍ بين كِسْرَيْ سَنائن

  وروى المؤرِّج: السِّنانُ الذِّبّانُ؛ وأَنشد:

  أَيَأْكُلُ تَأْزِيزاً ويَحْسُو خَزِيرَةً ... وما بَيْنَ عَيْنَيه وَنِيمُ سِنانِ؟

  قال: تأْزِيزاً ما رَمَتْه القدْر إذا فارت.

  وسَانَّ البعيرُ الناقةَ يُسانُّها مُسانَّةً وسِناناً: عارضها للتَّنَوُّخ، وذلك أَن يَطْرُدَها حتى تبرك، وفي الصحاح: إذا طَرَدَها حتى يُنَوِّخَها ليَسْفِدَها؛ قال ابن مقبل يصف ناقته:

  وتُصْبِحُ عن غِبِّ السُّرَى، وكأَنها ... فَنِيقٌ ثَناها عن سِنانٍ فأَرْقَلا

  يقول: سانَّ ناقتَه ثم انتهى إلى العَدْوِ الشديد فأَرْقَلَ، وهو أَن يرتفع عن الذَّمِيلِ، ويروى هذا البيت أَيضاً لضابئِ بن الحرث البُرْجُمِيِّ؛ وقال الأَسدِيُّ يصف فحلاً:

  للبَكَراتِ العِيطِ منها ضاهِدا ... طَوْعَ السِّنانِ ذارِعاً وعاضِدَا

  ذارعاً: يقال ذَرَعَ له إذا وَضَعَ يده تحت عنقِه ثم خَنَقه، والعاضِدُ: الذي يأْخذ بالعَضُدِ طَوْعَ السِّنانِ؛ يقول: يُطاوعه السِّنانُ كيف شاء.

  ويقال: سَنَّ الفَحْلُ الناقة يَسُنُّها إذا كبَّها على وجهها؛ قال:

  فاندَفَعَتْ تأْفِرُ واسْتَقْفاها ... فسَنَّها للوَجْه أَو دَرْباها

  أَي دفعها.

  قال ابن بري: المُسانَّةُ أَن يَبْتَسِرَ الفحلُ الناقةَ قَهْراً؛ قال مالك بن الرَّيْبِ:

  وأَنت إِذا ما كنتَ فاعِلَ هذه ... سِنَاناً، فما يُلْقَى لِحَيْنك مَصْرَعُ

  أَي فاعلَ هذه قهراً وابْتِساراً؛ وقال آخر:

  كالفَحْل أَرْقَلَ بعد طُولِ سِنَانِ

  ويقال: سَانَّ الفحلُ الناقَةَ يُسانُّها إذا كَدَمَها.

  وتَسانَّتِ الفُحُولِ إذا تَكادَمت.

  وسَنَنْتُ الناقةَ: سَيَّرتُها سيراً شديداً.

  ووقع فلان في سِنِّ رأْسِه أَي في عَدَدِ شعره من الخير والشر، وقيل: فيما شاء واحْتَكَم؛ قال أَبو زيد: وقد يُفَسَّرُ سنُّ رأْسه عَدَدُ شعره من الخير.

  وقال أَبو الهيثم: وقع فلان في سِنِّ رأْسِه وفي سِيِّ رأْسه وسَواءِ رأْسِه بمعنى واحد، وروى أَبو عبيد هذا الحرف في الأَمثال: في سِنِّ رأْسه، ورواه في المؤلَّف: في سِيِّ رأْسه؛ قال الأَزهري: والصواب بالياء أَي فيما سَاوَى رَأْسَه من الخِصْبِ.

  والسِّنُّ: الثور الوحشي؛ قال الراجز:

  حَنَّتْ حَنِيناً، كثُؤَاجِ السّنِّ ... في قَصَبٍ أَجْوَفَ مُرْثَعِنِّ

  الليث: السَّنَّةُ اسم الدُّبَّة أَو الفَهْدَةِ.

  قال أَبو عبيد: ومن أَمثالهم في الصادِقِ في حديثه وخبره: صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه؛ ويقوله الإِنسانُ على نفسه وإن كان ضارّاً له؛ قال الأَصمعي: أَصله أَن رجلاً ساوَمَ رجلاً ببَكْرٍ أَراد شراءَه فسأَل البائعَ عن سِنِّه فأَخبره بالحق، فقال المشتري: صَدَقَني سِنَّ بكره، فذهب مثلاً، وهذا المثل يروى عن علي بن أَبي طالب، كرم الله وجهه، أَنه تكلم به في الكوفة.

  ومن أَمثالهم: اسْتَنَّتِ الفِصالُ حتى القَرْعَى؛ يضرب مثلاً للرجل يُدْخِلُ نفسه في قوم ليس منهم، والقَرْعى من الفِصَال: التي أَصابها قَرَعٌ، وهو بَثْرٌ، فإِذا اسْتَنَّتِ الفصال الصِّحَاحُ مَرَحاً نَزَتِ القَرْعَى