لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الضاد المعجمة]

صفحة 255 - الجزء 13

  يقال: ضَيْطَنَ الرجلُ ضَيْطَنةً وضِيْطاناً إذا مَشَى تلك المِشْية؛ قال أَبو منصور: هذا حرف مُرِيبٌ⁣(⁣١).

  والذي نعرفه ما روى أَبو عبيد عن أَبي زيد: الضَّيَطَانُ، بتحريك الياء، أَن يحرَّك منكبيه وجسده حين يمشي مع كثرة لحم؛ قال أَبو منصور: وهذا من ضَاط يَضِيطُ ضَيَطَاناً، والنون من الضَّيَطَانِ نون فَعَلان كما يقال من هَامَ يهيمُ هَيَمَاناً، وأَما قول الليث ضَيْطَنَ الرجلُ ضَيْطَنةً إذا مشى تلك المشية فغير محفوظ.

  ضغن: الضِّغْنُ والضَّغَنُ: الحِقْد، والجمع أَضْغانٌ، وكذلك الضَّغينَةُ، وجَمْعُها الضَّغائن؛ ومنه حديث العباس: إِنا لنَعْرفُ الضَّغَائن في وُجُوه أَقوام.

  ويقال: سَلَلْتُ ضِغْنَ فلان وضَغِينَتَه إذا طلبت مَرْضاته.

  وفي الحديث: فتكون دِماء في عَمْيَاءَ في غير ضَغِينة وحملِ سلاح؛ الضِّغْنُ: الحقد والعداوة والبغضاء.

  وفي حديث عمر، ¥: أَيما قوم شهدوا على رجل بحَدٍّ ولم يكن بحضرة صاحب الحَدِّ فإِنما شهدوا عن ضِغْنٍ أَي حقد وعداوة، يريد فيما كان بين الله وبين العباد كالزنا والشرب ونحوهما؛ وأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي:

  بَلْ أَيُّها المُحْتَمِل الضَّغِينَا ... إنك زَحَّارٌ لنا كِثِينَا،

  إنَّ القَرِينَ يُورِدُ القَرِينا

  فقد يكون الضَّغِينُ جمع ضَغِينة كشَعِير وشَعِيرة، وقد يجوز أَن يكون حذف الهاء لضرورة الرَّوِيّ، فإنَّ ذلك كثير، قال: وعسى أَن يكون الضَّغينُ والضَّغِينة من باب حُقٍّ وحُقَّةٍ وبَياضٍ وبَياضَةٍ، فيكون الضَّغِينُ والضَّغِينة لغتين بمعنى.

  وقد ضَغِنَ عليه، بالكسر، ضِغْناً وضَغَناً واضْطَغَنَ.

  وقال الله ø: إِن يسأَلْكُموها فيُحْفِكم؛ أَي يَجْهَدْكم ويُخْرِجْ أَضْغانكم؛ قال الفراء: أَي يخرج ذلك البخلُ عَداوتَكم ويكون ويُخْرِجِ الله أَضْغانَكم؛ وأَحْفيتُ الرجلَ: أَجْهَدْته.

  واضْطَغَنَ فلانٌ على فلان ضَغِينةً إذا اضْطَمَوها.

  أَبو زيد: ضَغِنَ الرجلُ يَضْغَنُ ضَغَناً وضِغْناً إذا وَغِرَ صَدْرُه ودَوِيَ.

  وامرأَة ذات ضِغْنٍ على زوجها إذا أَبغضته.

  وضَغِنُوا عليه: مالوا عليه واعتمدوه بالجَوْر.

  وتَضَاغَنَ القوم واضْطَغَنُوا: انْطَوَوْا على الأَحْقاد.

  وضِغْني إلى فلان أَي مَيْلي إليه.

  وضِغْنُ الدَّابة: عَسَرُه والتواؤُه؛ قال بِشْر بن أَبي خازم:

  فإِنَّك، والشَّكاةَ من آلِ لأْمٍ ... كذاتِ الضِّغْنِ تَمشي في الرِّفاقِ

  وقال الشاعر:

  والضِّغْنُ من تتابُعِ الأَسْواطِ

  وفرسٌ ضاغِنٌ وضَغِنٌ: لا يُعْطِي كلَّ ما عنده من الجَرْيِ حتى يُضْرَبَ؛ قال الشَّمَّاخُ:

  أَقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَة دَرْأَها ... كما قَوَّمَتْ ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهامِزُ

  والطريدة: قَصَبةٌ فيها ثلاثُ فُرُوضٍ تُبْرى بها المَغازلُ وغيرها.

  أَبو عبيدة: فرس ضَغُون، الذكر والأُنثى فيه سواء، وهو الذي يجري كأَنما يرجع القهقري.

  وفي حديث عمر: والرجلُ يكون في دابته الضِّغْنُ فَيُقَوِّمُها جُهْدَه ويكون في نفسه الضِّغْنُ فلا يُقَوِّمُها؛ الضِّغْن في الدابة: هو أَن تكون عَسِرَة الانقياد، وإذا قيل في الناقة هي ذاتُ ضِغْن فإِنما يُراد نِزاعها إلى وطنها.

  ودابة ضَغِنَة: نازعة إلى وطنها، وقد ضَغِنَتْ ضِغْناً وضَغْناً، وكذلك البعير،


(١) قوله [هذا حرف مريب] أَي ضبطاناً بكسر فسكون كما هو مضبوط في التهذيب والتكملة.