لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الضاد المعجمة]

صفحة 256 - الجزء 13

  وربما استعير ذلك في الإِنسان؛ قال:

  تُعارِضُ أَسْماءُ الرِّفاقَ عَشِيَّةً ... تُسائلُ عن ضِغْنِ النساء النَّواكِحِ

  وضَغِنَ إليه: نَزَع إليه وأَراده.

  قال الخليل: يقال للنّحُوصِ إذا وَحِمَتْ فاسْتَصْعَبَتْ على الجَأْبِ: إِنها ذاتُ شَغْبٍ وضِغْنٍ.

  ابن الأَعرابي: ضَغِنْتُ إلى فلان مِلْت إليه كما يَضْغَنُ البعير إلى وطنه.

  وضَغِنَ إلى الدنيا، بالكسر: رَكَنَ ومال إليها؛ قال الشاعر:

  إنَّ الذين إلى لَذَّاتِها ضَغِنُوا ... وكان فيها لهم عيشٌ ومُرْتَفَقُ

  وضَغِنَ فلانٌ إلى الصلح إذا مال إليه.

  والاضْطِغانُ: الاشتمال.

  والاضْطِغانُ: أَخذ الشيءِ تحت حِضْنِك، تقول منه: اضْطَغَنْتُ الشيءَ؛ وأَنشد الأَحمر للعامرية:

  لقد رأَيت رجلاً دُهْرياً ... يَمْشي وراءَ القومِ سَيْتَهِيَّا،

  كأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِيّاً

  أَي حامله في حجره.

  والدُّهْري: منسوب إلى بني دَهْرٍ بطن من كلاب، والسَّيْتَهِيُّ: الذي يتخلف خلف القوم؛ وقال ابن مقبل:

  إذا اضْطَغَنْتُ سِلاحِي عند مَغْرِضِها ... ومِرْفَقٍ كرِئاسِ السَّيْفِ إذ شَسَفا⁣(⁣١)

  وقيل: هو أَن يُدْخل الثوبَ من تحت يده اليمنى وطرفه الآخر من تحت يده اليسرى، ثم يضمهما بيده اليسرى، وقيل: هو التَّثَبُّنُ: التهذيب: الاضطِغانُ الدَّوْكُ بالكَلْكَلِ؛ وأَنشد:

  وأَضْطَغِنُ الأَقوامَ، حتى كأَنهم ... ضَغابيسُ تشْكُو الهَمَّ تحت لَبانِيَا

  قال أَبو منصور: هذا التفسير للاضْطِغانِ خطأٌ، والصواب ما حكى أَبو عبيد عن الأَحمر أَن الاضطِغانَ الاشتمال؛ وأَنشد:

  كأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِيّا

  وفي النوادر: هذا ضِغْنُ الجَبَل وإِبْطُه.

  وقَناةٌ ضَغِنَة أَي عوجاء.

  والضَّغَنُ: العَوَجُ؛ وأَنشد:

  إنَّ قناتي من صَلِيبات القَنا ... ما زادَها التَّثْقِيفُ إلا ضَغَنا

  ضفن: ضَفَن إلى القوم يَضْفِنُ ضَفْناً إذا جاء إليهم حتى يجلس معهم.

  وضَفَنَ مع الضيف يَضْفِنُ ضَفْناً جاء معه، وهو الضَّيْفَنُ.

  والضَّيْفَنُ: الذي يجيءُ مع الضَّيْف، كذا حكاه أَبو عبيد في الأَجناس مع ضفنَ؛ وأَنشد:

  إذا جاء ضَيْفٌ جاء للضَّيْف ضَيْفَنٌ ... فأَوْدَى، بما تُقْرَى الضُّيوفُ،

  الضَّيافِنُ.

  وقال النحويون: نون ضَيْفَن زائدة؛ قال ابن سيده: وهو القياس، وقد أَخذ أَبو عبيد بهذا أَيضاً في باب الزيادة فقال: زادت العرب النون في أَربعة أَسماء، قالوا ضَيْفَنٌ للضَّيْفِ فجعله الضَّيفَ نفسه، والضَّيْفَن الطُّفَيْليُّ، وقد ذكرنا ذلك في ضيف أَيضاً، والضَّفْنِينُ: تابع الرُّكبان⁣(⁣٢).

  عن كراع وحده، قال ابن سيده: ولا أَحُقُّه.

  وضَفَنْتُ إليه إذا نَزعتَ إليه وأَردته.

  والضَّفْنُ: ضَمُّ الرجل ضَرْع الشاة حين يَحْلُبها ابن الأَعرابي: ضَفَنُوا عليه مالوا عليه واعتمدوه بالجَوْر.

  وضَفَنَ بغائطه يَضْفِنُ ضَفْناً: رمى به.


(١) قوله [إذا اضطغنت] كذا للجوهري، وقال الصاغاني الرواية: ثم اضطغنت.

(٢) قوله [والضفنين تابع الركبان] كذا بالأَصل والتهذيب، والذي في المحكم: تابع الضيفن.