لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل اللام]

صفحة 379 - الجزء 13

  بفتح اللام وكسر الجيم: الخَبَطُ، وذلك أَن ورق الأَراك والسَّلَم يُخْبَطُ حتى يسقُط ويَجِفَّ ثم يُدَقُّ⁣(⁣١).

  حتى يتَلجَّن أَي يتلزج ويصير كالخِطْمِي.

  وكل شيء تلزج فقد تَلجَّنَ، وهو فعيل بمعنى مفعول.

  وناقة لَجُون: حَرُون؛ قال أَوس:

  ولقد أَرِبْتُ على الهُمومِ بجَسْرَةٍ ... عَيْرانةٍ بالرِّدْفِ، غير لَجُونِ

  قال ابن سيده: اللِّجانُ في الإِبل كالحِرَانِ في الخيل.

  وقد لَجَنَ لِجاناً ولُجوناً وهي ناقة لَجُونٌ، وناقة لَجُون أَيضاً: ثقيلة المشي، وفي الصحاح: ثقيلة في السير، وجمَلٌ لَجُونٌ كذلك.

  قال بعضهم: لا يقال وجمَلٌ لَجُونٌ إِنما تُخَصُّ به الإِناثُ، وقيل: اللِّجانُ واللُّجُون في جميع الدواب كالحِرَانِ في ذوات الحافر منها.

  غيره: الحِرانُ في الحافر خاصةً، والخِلاء في الإِبل، وقد لَجَنت تَلْجُنُ لُجُوناً ولِجاناً.

  واللُّجَيْنُ: الفضة، لا مكبرله جاء مُصغَّراً مثل الثُّرَيّا والكُمَيْتِ؛ قال ابن جني: ينبغي أَن يكون إِنما أَلزموا التحقير هذا الاسم لاستصغار معناه ما دام في تُرابِ مَعْدِنه فلزمه التخليص.

  وفي حديث العِرْباض: بِعْتُ من رسول الله، ، بَكْراً فأَتيته أَتقاضاه ثمَنَه فقال: لا أَقضيكها إَلا لُجَيْنِيَّةً؛ قال ابن الأَثير: الضمير في أَقضيكها إِلى الدراهم، واللُّجَيْنِيَّة منسوبة إِلى اللُّجَينِ، وهو الفضة.

  واللَّجِينُ: زَبَدُ أَفواه الإِبل؛ قال أَبو وجزة:

  كأَنَّ الناصعاتِ الغُرَّ منها ... إِذا صَرَفَتْ وقَطَّعَتِ اللَّجِينا

  شبَّه لُغامها بلَجِين الخَطْمِيّ، وأَراد بالناصعات الغر أَنيابها.

  لحن: اللَّحْن: من الأَصوات المصوغة الموضوعة، وجمعه أَلْحانٌ ولُحون.

  ولَحَّنَ في قراءته إِذا غرَّد وطرَّبَ فيها بأَلْحان، وفي الحديث: اقرؤُوا القرآن بلُحون العرب.

  وهو أَلْحَنُ الناس إِذا كان أَحسنهم قراءة أَو غناء.

  واللَّحْنُ واللَّحَنُ واللَّحَانةُ واللَّحانِيَة: تركُ الصواب في القراءة والنشيد ونحو ذلك، لَحَنَ يَلْحَنُ لَحْناً ولَحَناً ولُحوناً؛ الأَخيرة عن أَبي زيد قال:

  فُزْتُ بقِدْحَيْ مُعْرِب لم يَلْحَنِ

  ورجل لاحِنٌ ولَحّان ولَحّانة ولُحَنَة: يُخْطِئ، وفي المحكم: كثير اللَّحْن.

  ولَحَّنه: نسبه إِلى اللَّحْن.

  واللُّحَنَةُ: الذي يُلحِّنُ الناسَ.

  واللُّحْنةُ: الذي يُلحَّنُ.

  والتَّلْحِينُ: التَّخْطِئة.

  ولَحَنَ الرجلُ يَلْحَنُ لَحْناً: تكلم بلغته.

  ولَحَنَ له يَلْحَنُ لَحْناً: قال له قولاً يفهمه عنه ويَخْفى على غيره لأَنه يُميلُه بالتَّوْرية عن الواضح المفهوم؛ ومنه قولهم: لَحِنَ الرجلُ: فهو لَحِنٌ إِذا فَهمَ وفَطِنَ لما لا يَفْطنُ له غيره.

  ولَحِنَه هو عني، بالكسر، يَلْحَنُه لَحْناً أَي فَهمَه؛ وقول الطرماح:

  وأَدَّتْ إِليَّ القوْلِ عنهُنَّ زَوْلةٌ ... تُلاحِنُ أَو ترْنُو لقولِ المُلاحِنِ

  أَي تَكلَّمُ بمعنى كلام لا يُفْطنُ له ويَخْفى على الناس غيري.

  وأَلْحَنَ في كلامه أَي أَخطأَ.

  وأَلْحَنه القولَ: أَفهمه إيِاه، فلَحِنَه لَحْناً: فهِمَه.

  ولَحَنه عن لَحْناً؛ عن كراع: فهِمَه؛ قال ابن سيده: وهي قليلة، والأَول أَعرف.

  ورجل لَحِنٌ: عارفٌ بعواقب الكلام ظريفٌ.

  وفي الحديث: أَن النبي،


(١) قوله [حتى يسقط ويجف ثم يدق الخ] كذا بالأصل والنهاية، وكتب بهامشها: هذا لا يصح فإنه لا يتلزج إلا إذا كان رطباً اه. أي فالصواب حذف يجف.