لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 435 - الجزء 13

  وتفسيره في الحديث؛ لا ترجع قلوبُ قوم على ما كانت عليه، وأَصل الهُدْنةِ السكونُ بعد الهَيْج.

  ويقال للصلح بعد القتال والمُوادعة بين المسلمين والكفار وبين كل متحاربين: هُدْنَةٌ، وربما جعلت للهُدْنة مُدّة معلومة، فإذا انقضت المدة عادوا إلى القتال، والدَّخَنُ قد مضى تفسيره؛ وقوله هُدْنَة على دَخَنٍ أَي سكونٌ على غِلّ.

  وفي حديث علي، #: عُمْياناً في غَيْبِ الهُدْنة أَي لا يعرفون ما في الفتنة من الشر ولا ما في السكون من الخير.

  وفي حديث سلمان: مَلْغاةُ أَوّل الليل مَهْدَنَةٌ لآخره؛ معناه إذا سَهِر أَوّلَ الليل ولَغا في الحديث لم يستيقظ في آخره للتهجد والصلاة أَي نومه في آخر الليل بسبب سهره في أَوّله.

  والمَلْغاة والمَهْدَنة: مَفْعَلة من اللَّغْو، والهُدُونُ: السكون أَي مَظِنّة لهما⁣(⁣١).

  والهُدْنَة والهُدُون والمَهْدَنة: الدَّعة والسكون.

  هَدَنَ يَهْدِنُ هُدُوناً: سَكَنَ.

  الليث: المَهْدَنة من الهُدْنة وهو السكون، يقال منه: هَدَنْتُ أَهْدِنُ هُدُوناً إذا سَكَنْتَ فلم تتحرّك.

  شَمِرٌ: هَدَّنْتُ الرجلَ سَكَّنته وخَدَعْتُه كما يُهْدَن الصبي؛ قال رؤبة:

  ثُقِّفْتَ تَثْقِيفَ امْرِئٍ لم يُهْدَنِ

  أَي لم يُخْدَعْ ولم يُسَكَّنْ فيطمع فيه.

  وهادَنَ القومَ: وادَعهم.

  وهَدَنَهم يَهْدِنُهم هَدْناً رَبَّثَهم بكلام وأَعطاهم عهداً لا ينوي أَن يَفِيَ به؛ قال:

  يَظَلُّ نَهارُ الوالِهين صَبابةً ... وتَهْدِنُهم في النائمين المَضاجعُ

  وهو من التسكين.

  وهَدَنَ الصبيَّ وغيره يَهْدِنه وهَدَّنه: سكَّنه وأَرضاه.

  وهُدِنَ عنك فلانٌ: أَرضاه منك الشيءُ اليسير.

  ويقال: هَدَّنتِ المرأَةُ صبيَّها إذا أَهْدَأَته لينام، فهو مُهَدَّنٌ.

  وقال ابن الأَعرابي: هَدَنَ عَدُوَّه إذا كافَّه، وهَدَنَ إذا حَمُقَ.

  وتَهْدِينُ المرأَة ولدها: تسكينها له بكلام إذا أَرادت إنامته.

  والتَّهْدِينُ البُطْءُ.

  وتَهادَنت الأُمورُ: استقامت.

  والهَوْدَناتُ: النُّوقُ.

  ورجل هِدانٌ، وفي التهذيب مَهْدُونٌ: بليد يرضيه الكلام، والاسم الهَدْنُ والهُدْنةُ.

  ويقال: قد هَدَنوه بالقول دون الفعل.

  والهِدانُ: الأَحمقُ الجافي الوَخِمُ الثقيل في الحرب، والجمع الهُدونُ؛ قال رؤبة:

  قد يَجْمَعُ المالَ الهِدانُ الجافي ... من غير ما عَقْلٍ ولا اصْطِرافِ

  وفي حديث عثمان: جَباناً هِداناً، الهِدانُ: الأَحمقُ الثقيل، وقيل: الهِدان والمَهْدُون النَّوَّام الذي لا يُصَلِّي ولا يُبَكِّر في حاجة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

  هِدَانٌ كشحم الأُرْنةِ المُتَرَجْرِج

  وقد تَهَدَّنَ، ويقال: هو مَهْدُونٌ؛ وقال:

  ولم يُعَوَّدْ نومةَ المَهْدُونِ

  والاسم من كل ذلك الهَدْنُ؛ وأَنشد الأَزهري في المَهْدُون:

  إنَّ العَواويرَ مأْكولٌ حظُوظَتُها ... وذو الكَهامةِ بالأَقْوالِ مَهْدُونُ

  والهَدِنُ المُسْتَرْخِي.

  وإنَّه عنك لَهَيْدانٌ إذا كانَ يهابه.

  أَبو عبيد في النوادر: الهَيْدانُ والهِدَانُ واحد، قال: والأَصل الهِدانُ، فزادوا الياء؛ قال الأَزهري: وهو فَيْعالٌ مثل عَيْدانِ النخل، النون


(١) قوله [لهما] هكذا في الأَصل والنهاية.