لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 702 - الجزء 1

  وفيها صُلْحٌ. الكُتَيْبةُ، مُصَغَّرةً: اسم لبعض قُرى خَيْبَر؛ يعني أَنه فتَحَها قَهْراً، لا عن صلح.

  وبَنُو كَتْبٍ: بَطْنٌ، واللَّه أَعلم.

  كثب: الكَثَبُ، بالتحريك: القُرْبُ.

  وهو كَثَبَك أَي قُرْبَكَ؛ قال سيبويه: لا يُستعمل إِلَّا ظرفاً.

  ويقال: هو يَرْمِي من كَثَبٍ، ومِنْ كَثَمٍ أَي من قُرْبٍ وتَمَكُّنٍ؛ أَنشد أَبو إِسحق:

  فهذانِ يَذُودانِ ... وذا، مِنْ كَثَبٍ، يَرْمِي

  وأَكْثَبَك الصيدُ والرَّمْيُ، وأَكْثَبَ لك: دنا منكَ وأَمْكَنَك، فارْمِه.

  وأَكْثَبُوا لكم: دَنَوْا منكم.

  النضر: أَكْثَبَ فلانٌ إِلى القوم أَي دنا منهم؛ وأَكْثَبَ إِلى الجَبل أَي دنا منه.

  وكاثَبْتُ القومَ أَي دَنَوْتُ منهم.

  وفي حديث بَدْرٍ: إِنْ أَكْثَبَكُمُ القومُ فانْبِلوهم؛ وفي رواية: إِذا كَثَبُوكم فارْمُوهُمْ بالنَّبْل من كَثَب.

  وأَكْثَبَ إِذا قارَبَ، والهمزة في أَكْثَبكم لتعدية كَثَبَ، فلذلك عَدّاها إِلى ضميرهم.

  وفي حديث عائشة تصف أَباها، ®: وظَنَّ رجالٌ أَنْ بقد أَكْثَبَتْ أَطْماعُهم أَي قَرُبَتْ.

  ويقال: كَثَبَ القومُ إِذا اجتَمعوا، فهم كاثِبُون.

  وكَثَبُوا لكم: دخَلوا بينكم وفيكم، وهو من القُرْب.

  وكَثَبَ الشيءَ يَكْثِبُه ويَكْثُبه كَثْباً: جَمَعَه من قُرْبٍ وصبَّه؛ قال الشاعر:

  لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقُ الحَصَى ... مكانَ النبيِّ من الكائِبِ

  قال: يريد بالنبيِّ، ما نَبا من الحَصَى إِذا دُقَّ فَنَدَر.

  والكاثِبُ: الجامِعُ لما ندَر منه؛ ويقال: هما موضعان، وسيأْتي في أَثناء هذه الترجمة أَيضاً.

  وفي حديث أَبي هريرة: كنتُ في الصُّفَّةِ، فبَعَثَ النبيُّ، ، بتَمْرِ عَجْوةٍ فكُثِبَ بيننا، وقيل: كُلُوه ولا تُوَزِّعُوه أَي تُرِكَ بين أَيدينا مَجْموعاً.

  ومنه الحديث: جئتُ عليّاً، #، وبين يديه قَرَنْفَلٌ مَكْتوبٌ أَي مجموع.

  وانْكَثَبَ الرمل: اجْتَمع.

  والكَثِيبُ من الرمل: القِطْعةُ تَنْقادُ مُحْدَوْدِبةً.

  وقيل: هو ما اجتَمع واحْدَوْدَبَ، والجمع: أَكْثِبةٌ وكُثُبٌ وكُثْبانٌ، مُشْتَقٌّ من ذلك، وهي تلالُ الرمل.

  وفي التنزيل العزيز: وكانتِ الجبالُ كَثيباً مَهِيلاً.

  قال الفراء: الكَثيبُ الرَّمْل.

  والمَهِيلُ: الذي تُحَرِّكُ أَسْفَلَه، فيَنْهالُ عليك من أَعلاه.

  الليث: كَثَبْتُ الترابَ فانْكَثَب إِذا نَثَرْتَ بعضَه فوقَ بعض.

  أَبو زيد: كَثَبْتُ الطعامَ أَكْثُبه كَثْباً، ونَثَرْتُه نَثْراً، وهما واحدٌ.

  وكلُّ ما انْصَبَّ في شيءٍ واجتمع، فقد انْكَثَب فيه.

  والكُثْبة من الماء واللَّبن.

  القَلِيلُ منه؛ وقيل: هي مثل الجَرْعَةِ تَبْقَى في الإِناءِ؛ وقيل: قَدْرُ حَلْبة.

  وقال أَبو زيد: ملْءُ القَدَح من اللَّبن؛ ومنه قولُ العرب، في بعض ما تَضَعُه على أَلسنة البهائم، قالت الضَّائنةُ: أُوَلَّدُ رُخالاً، وأُجَزُّ جُفَالاً، وأُحْلَبُ كُثَباً ثِقالاً، ولم تَرَ مِثْلي مالاً.

  والجمع الكُثَبُ؛ قال الراجز:

  بَرَّحَ بالعَيْنَيْنِ خطَّابُ الكُثَبْ ... يقولُ: إِني خاطِبٌ وقد كَذَبْ،

  وإِنما يَخْطُبُ عُسّاً منْ حَلَبْ