لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 451 - الجزء 13

  عليها؛ قال ابن الأَثير: أَخرجه الهروي والزمخشري عن ابن عمر، وأَخرجه الطبراني في المعجم عن سالم عن أَبيه أَن رسول الله، ، أَفاض من عَرَفاتٍ وهو يقول:

  إليك تعدو قَلِقاً وَضِينُها

  والمِيضَنَةُ: كالجُوَالِق تتخذ من خُوصٍ، والجمع مَوَاضين.

  وطن: الوَطَنُ: المَنْزِلُ تقيم به، وهو مَوْطِنُ الإِنسان ومحله؛ وقد خففه رؤبة في قوله:

  أَوْطَنْتُ وَطْناً لم يكن من وَطَني ... لو لم تَكُنْ عاملَها لم أَسْكُنِ

  بها، ولم أَرْجُنْ بها في الرُّجَّنِ

  قال ابن بري: الذي في شعر رؤبة:

  كَيْما تَرَى أَهلُ العِراقِ أَنني ... أَوْطَنْتُ أَرضاً لم تكن من وَطَني

  وقد ذكر في موضعه، والجمع أَوْطان.

  وأَوْطانُ الغنم والبقر: مَرَابِضُها وأَماكنها التي تأْوي إليها؛ قال الأَخْطَلُ:

  كُرُّوا إلى حَرَّتَيْكُمْ تَعْمُرُونَهُمَا ... كما تَكُرُّ إلى أَوْطانها البَقَرُ

  ومَوَاطِنُ مكة: مَوَافقها، وهو من ذلك.

  وَطَنَ بالمكان وأَوْطَنَ أَقام؛ الأَخيرة أَعلى.

  وأَوْطَنَه: اتخذه وَطَناً.

  يقال: أَوْطَنَ فلانٌ أَرض كذا وكذا أَي اتخذها محلاً ومُسْكَناً يقيم فيها.

  والمِيطانُ: الموضع الذي يُوَطَّنُ لترسل منه الخيل في السِّباق، وهو أَول الغاية، والمِيتاء والمِيداء آخر الغاية؛ الأَصمعي: هو المَيْدانُ والمِيطانُ، بفتح الميم من الأَول وكسرها من الثاني.

  وروى عمرو عن أَبيه قال: المَيَاطِينُ المَيادين.

  يقال: من أَين مِيطانك أَي غايتك.

  وفي صفته، : كان لا يُوطِنُ الأَماكن أَي لا يتخذ لنفسه مجلساً يُعْرَفُ به.

  والمَوْطِنُ: مَفْعِلٌ منه، ويسمى به المَشْهَدُ من مشَاهد الحرب، وجمعه مَوَاطن.

  والمَوْطِنُ: المَشْهَدُ من مَشَاهد الحرب.

  وفي التنزيل العزيز: لقد نصَركُمُ الله في مَوَاطن كثيرة؛ وقال طَرَفَةُ:

  على مَوْطِنٍ يَخْشَى الفَتَى عنده الرَّدَى ... متى تَعْتَرِكْ فيه الفَرائصُ تُرْعَدِ

  وأَوطَنْتُ الأَرض ووَطَّنْتُها تَوطِيناً واسْتَوْطَنْتُها أَي اتخذتها وَطَناً، وكذلك الاتِّطانُ، وهو افْتِعال منه.

  غيره: أَما المَوَاطِنُ فكل مَقام قام به الإِنسان لأَمر فهو مَوْطِنٌ له، كقولك: إذا أَتيت فوقفت في تلك المَوَاطِنِ فادْعُ الله لي ولإِخواني.

  وفي الحديث: أَنه نَهَى عن نَقْرَة الغُراب وأَن يُوطِنَ الرجلُ في المكان بالمسجد كما يُوطِنُ البعيرُ؛ قيل: معناه أَن يأْلف الرجل مكاناً معلوماً من المسجد مخصوصاً به يصلي فيه كالبعير لا يأْوي من عَطَنٍ إلا إلى مَبْرَكٍ دَمِثٍ قد أَوْطَنَه واتخذه مُناخاً، وقيل: معناه أَن يَبْرُكَ على ركبتيه قبل يديه إذا أَراد السجودَ مثلَ بُرُوكِ البعير؛ ومنه الحديث: أَنه نَهَى عن إيطان المساجد أَي اتخاذها وَطَناً.

  وواطنَه على الأَمر: أَضمر فعله معه، فإن أَراد معنى وافقه قال: واطأَه.

  تقول: واطنْتُ فلاناً على هذا الأَمر إذا جعلتما في أَنفسكما أَن تفعلاه، وتَوْطِينُ النفس على الشيء: كالتمهيد.

  ابن سيده: وَطَّنَ نفسَه على الشيء وله فتَوَطَّنَتْ حملها عليه فتحَمَّلَتْ وذَلَّتْ له، وقيل: وَطَّنَ نفسه على الشيء وله فتَوَطَّنَت حملها عليه؛ قال كُثَيِّرٌ: