لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الياء المثناة تحتها]

صفحة 455 - الجزء 13

  وهي داءٌ يأْخذ الرجال دون النساء، وإنما نهاه، ، عنها لأَنه إنما اتخذها على أَنها تَعْصِمه من الأَلم فكانت عنده في معنى التَّمائم المنهيِّ عنها.

  وروى الأَزهري أَيضاً عن عمران بن حصين قال: دخلت على النبي، ، وفي عَضُدي حَلْقة من صُفْر فقال: ما هذه؟ فقلت: هي من الواهنة، فقال: أَيَسُرُّك أَن تُوكَلَ إِليها؟ انْبِذْها عنك.

  أَبو نصر قال: عِرْقُ الواهنة في العَضُد الفَلِيقُ، وهو عِرْقٌ يجْري إلى نُغْضِ الكتِف، وهي وَجَعٌ يقع في العَضُد، ويقال له أَيضاً الجائف.

  ويقال: كان وكان وَهْنٌ بذي هَنَاتٍ إذا قال كلاماً باطلاً يتعلل فيه.

  وفي حديث أَبي الأَحْوَصِ الجُشَمِيّ: وتَهُنُّ هذه من حديث سنذكره في ه ن ا، وإنما ذكر الهَرَويّعن الأَزهري أَنه أَنكر هذه اللفظة بالتشديد، وقال: إنما هو وتَهِنُ هذه أَي تُضْعِفُه، من وَهَنْتُه فهو مَوْهُون، وسنذكره.

  والوَهْنُ والمَوْهِنُ: نَحْوٌ من نصف الليل، وقيل: هو بعد ساعة منه، وقيل: هو حين يُدْبِر الليلُ، وقيل: الوَهْنُ ساعة تمضي من الليل.

  وأَوْهَنَ الرجلُ: صار في ذلك الوقت.

  ويقال: لَقِيتُه مَوْهِناً أَي بعد وَهْنٍ.

  والوَهِينُ: بلغة من يلي مصر من العرب، وفي التهذيب: بلغة أَهل مصر، الرجل يكون مع الأَجير في العمل يَحُثُّه على العمل.

  وين: الوَيْنُ العَيْب؛ عن كراع، وقد حكى ابن الأَعرابي أَنه العنب الأَسود، فهو على قول كراع عرض، وعلى قول ابن الأَعرابي جوهر.

  والوانةُ: المرأَة القصيرة، وكذلك الرجل، وأَلفه ياء لوجود الوَيْنِ وعدم الوَوْن.

  قال ابن بري: الوَيْن العِنب الأَبيض؛ عن ثعلب عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

  كأَنَّه الوَيْنُ إذا يُجْنَى الوَيْن

  وقال ابن خالويه: الْوَيْنَةُ الزبيب الأَسود، وقال في موضع آخر: الْوَيْنُ العِنب الأَسود، والطاهر والطهار العنَب الرَّازِقِيُّ⁣(⁣١).

  وهو الأَبيض، وكذلك المُلَّاحِيُّ، والله أَعلم.

فصل الياء المثناة تحتها

  يبن: في حديث أُسامةَ: قال له النبي، ، لما أَرسله إلى الروم: أَغِرْ على أُبْنَى صَباحاً؛ قال ابن الأَثير: هي، بضم الهمزة والقصر، اسم موضع من فِلَسْطين بين عَسْقلانَ والرَّمْلة، ويقال لها يُبْنَى بالياء، والله أَعلم.

  يتن: اليَتْنُ: الوِلادُ المنكوس ولدته أُمُّه⁣(⁣٢).

  تخرج رِجْلا المولودِ قَبْلَ رأْسه ويديه، وتُكْرَه الولادةُ إذا كانت كذلك، ووضعته أُمُّه يَتْناً؛ وقال البَعِيثُ:

  لَقىً حَمَلَتْه أُمُّه، وهي ضَيْفةٌ ... فجاءت به يَتْنَ الضِّيافةِ أَرْشَما⁣(⁣٣)

  ابن خالَوَيْه، يَتْنٌ وأَتْنٌ ووَتْنٌ، قال: ولا نظير له في كلامهم إلا يَفَعٌ وأَيْفَعُ ووَفَعٌ؛ قال ابن بري: أَيْفَعُ، الهمزة فيه زائدة، وفي الأَتْنِ أَصلية فليست مثله.

  وفي حديث عمرو: ما وَلَدَتْني أُمي يَتْناً.

  وقد أَيْتَنَت الأُمُّ إذا جاءت به يَتْناً.

  وقد أَيْتَنَت المرأَةُ والناقةُ، وهي مُوتِنٌ ومُوتِنَةٌ والولد مَيْتونٌ؛ عن اللحياني، وهذا نادر وقياسه مُوتَنٌ.

  قال عيسى بن عمر: سأَلت ذا الرُّمَّةِ عن


(١) قوله [والطاهر والطهار العنب الخ] لم نجده فيما بأيدينا من الكتب لا بالطاء ولا بالظاء.

(٢) قوله: الولاد المنكوس ولدته أمّه؛ هكذا في الأصل، ولعلّ في الكلام سقطاً.

(٣) قوله [فجاءت به يتن الضيافة] كذا في الأَصل هنا، والذي تقدّم للمؤلف في مادة ضيف: فجاءت بيتن للضيافة، وكذا هو في الصحاح في غير موضع.