لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 501 - الجزء 13

  وسَمَه الرجلُ سَمْهاً، فهو سامِةٌ: دُهِشَ.

  ورجل سامِه: حائر، من قوم سُمَّه.

  اللحياني: يقال رجل مُسَمَّه العَقْل ومُسَبَّه العَقْلِ أَي ذاهب العقل.

  والسُّمَّهى: مُخاطُ الشيطان.

  والسُّمَّهَةُ: خُوصٌ يُسَفُّ ثم يجمع، يجعل شبيهاً بالسُّفْرة.

  سنه: السَّنَةُ: واحدةُ السِّنين.

  قال ابن سيده: السَّنَة العامُ منقوصة، والذاهب منها يجوز أَن يكون هاء وواواً بدليل قولهم في جمعها سَنَهات وسَنَوات، كما أَن عِضَةً كذلك بدليل قولهم عِضاه وعِضَواتٌ؛ قال ابن بري: الدليل على أَن لام سنة واو قولهم سَنَواتٌ؛ قال ابنُ الرِّقاعِ:

  عُتِّقَتْ في القِلالِ من بَيْتِ رأْسٍ ... سَنَواتٍ، وما سَبَتْها التِّجارُ

  والسَّنةُ مطلقةً: السنةُ المُجْدِبةُ، أَوْقَعُوا ذلك عليها إِكباراً لها وتشنيعاً واستطالة.

  يقال: أَصابتهم السنة، والجمع من كل ذلك سَنَهاتٌ وسِنُون، كسروا السين ليعلم بذلك أَنه قد أُخرج عن بابه إلى الجمع بالواو والنون، وقد قالوا سِنيناً؛ أَنشد الفارسي:

  دَعانِيَ من نَجْدٍ، فإنَّ سِنينَه ... لَعِبْنَ بنا شِيباً، وشَيَّبْنَنا مُرْدَا

  فثبات نونه مع الإِضافة على أَنها مشبهة بنون قِنِّسْرين فيمن قال هذه قِنِّسْرينُ، وبعض العرب يقول هذه سِنينٌ، كما تَرَى، ورأَيت سِنيناً فيعرب النون، وبعضهم يجعلها نون الجمع فيقول هذه سِنُونَ ورأَيت سِنِينَ.

  وقوله ø: ولقد أَخذنا آلَ فرعونَ بالسّنينَ؛ أَي بالقُحُوط.

  والسَّنةُ: الأَزْمة، وأَصل السَّنَة سَنْهة بوزن جَبْهةٍ، فحذفت لامها ونقلت حركتها إلى النون فبقيت سَنَةً، لأَنها من سَنَهَت النخلةُ وتَسَنَّهَتْ إذا أَتى عليها السِّنونَ.

  قال الجوهري: تَسَنَّهَتْ إذا أَتى عليها السِّنُونَ.

  قال ابن الأَثير: وقيل إن أَصلها سَنَوَةٌ بالواو، فحذفت كما حذفت الهاء لقولهم تَسَنَّيْتُ عنده إذا أَقمت عنده سَنةً، ولهذا يقال على الوجهين استأْجرته مُسانَهة ومُساناةً، وتصغيره سُنَيْهَة وسُنَيَّة، وتُجْمَعُ سَنَواتٍ وسَنَهاتٍ، فإذا جمعتها جمع الصحة كسرت السين فقلت سِنينَ وسِنُونَ، وبعضهم بضمها ويقول سُنُونَ، بالضم، ومنهم من يقول: سِنينٌ على كل حال، في النصب والرفع والجر، ويجعل الإِعراب على النون الأَخيرة، فإذا أَضفتها على الأَول حذفت نون الجمع للإِضافة، وعلى الثاني لا تحذفها فتقول سِنِي زيدٍ وسِنِينَ زيدٍ.

  الجوهري: وأَما من قال سِنينٌ ومِئِينٌ ورفع النون ففي تقديره قولان: أَحدهما أَنه فِعْلِينٌ مثلِ غِسْلِينٍ، محذوفةً، إلا أَنه جمع شاذ، وقد يجئ في الجموع ما لا نظير له نحو عِدىً؛ هذا قول الأَخفش، والقول الثاني أَنه فَعِيلٌ، وإنما كسروا الفاء لكسرة ما بعدها، وقد جاء الجمع على فَعِيلٍ نحو كَلِيبٍ وعَبيدٍ، إلا أَن صاحب هذا القول يجعل النون في آخره بدلاً من الواو وفي المائة بدلاً من الياء.

  قال ابن بري: سِنين ليس بجمع تكسير، وإنما هو اسم موضوع للجمع، وقوله: إن عِدىً لا نظير له في الجموع، وهم لأَن عِدىً نظيره لِحىً وفِرىً وجِرىً، وإنما غَلَّطه قولُهم إنه لم يأْت فِعَلٌ إلا عِدىً ومكاناً سِوىً.

  وقولُه تعالى: ثلثمائةٍ سِنِينَ.

  قال الأَخفش: إنه بدل من ثلاث ومن المائة أَي لبثوا ثلاثمائة من السِّنِينَ.

  قال: فإن كانت السِّنُون تفسيراً للمائة فهي جَرٌّ، وإن كانت تفسيراً للثلاث فهي نَصْبٌ، والعربُ تقول تَسَنَّيْتُ عنده وتَسَنَّهْتُ عنده.

  ويقال: هذه بِلادٌ سِنِينٌ أَي جَدْبةٌ؛ قال الطرماح: