لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الشين المعجمة]

صفحة 505 - الجزء 13

  رُزِقْنا من قَبْلُ؛ لأَن صُورتَه الصورةُ الأُولى، ولكنَّ اختلافَ الطعم مع اتفاق الصورة أَبلغُ وأَغرب عند الخلق، لو رأَيت تفاحاً فيه طعم كل الفاكهة لكان نهايةً في العَجَبِ.

  وفي الحديث في صفة القرآن: آمنوا بمُتَشابهِه واعْمَلُوا بمُحْكَمِه؛ المُتَشابه: ما لم يُتَلَقَّ معناه من لفظه، وهو على ضربين: أَحدهما إذا رُدَّ إلى المُحْكم عُرف معناه، والآخر ما لا سبيل إلى معرفة حقيقته، فالمُتَتَبِّعُ له مُبْتَغٍ للفتنة لأَنه لا يكاد ينتهي إلى شيء تَسْكُنُ نَفْسُه إليه.

  وتقول: في فلان شَبَه من فلان، وهو شِبْهُه وشَبَهُه وشَبِيهُه؛ قال العجاج يصف الرمل:

  وبالفِرِنْدادِ له أُمْطِيُّ ... وشَبَه أَمْيَلُ مَيْلانيُّ

  الأُمْطِيُّ: شجر له عِلْكٌ تَمْضَغُه الأَعراب.

  وقوله: وشَبَه، هو اسم آخر اسمه شَبَه، أَمْيَلُ: قد مال، مَيْلانيُّ: من المَيل.

  ويروى: وسَبَطٌ أَمْيَلُ، وهو شجر معروف أَيضاً.

  حَيْثُ انْحَنى ذو اللِّمَّةِ المَحْنِيُّ

  حيث انحنى: يعني هذا الشَّبَه.

  ذو اللِّمَّةِ: حيث نَمَّ العُشْبُ؛ وشَبَّهه بلِمَّةِ الرأْس، وهي الجُمَّة.

  في بَيْضِ وَدْعانَ بِساطٌ سِيُّ

  بَيْضُ وَدْعانَ: موضعٌ.

  أَبو العباس عن ابن الأَعرابي: وشَبَّه الشيءُ إذا أَشْكَلَ، وشَبَّه إذا ساوى بين شيء وشئ، قال: وسأَلته عن قوله تعالى: وأُتُوا به مُتَشابهاً، فقال: ليس من الاشْتِباه المُشْكِل إنما هو من التشابُه الذي هو بمعنى الاستواء.

  وقال الليث: المُشْتَبِهاتُ من الأُمور المُشْكِلاتُ.

  وتقول: شَبَّهْتَ عليَّ يا فلانُ إذا خَلَّطَ عليك.

  واشْتَبَه الأَمْرُ إذا اخْتَلَطَ، واشْتَبه عليَّ الشيءُ.

  وتقول: أَشْبَه فلانٌ أَباه وأَنت مثله في الشِّبْه والشَّبَه.

  وتقول: إني لفي شُبْهةٍ منه، وحُروفُ الشين يقال لها أَشْباه، وكذلك كل شيء يكونُ سَواءً فإِنها أَشْباه كقول لبيد في السَّواري وتَشْبيه قوائمِ الناقة بها:

  كعُقْرِ الهاجِريِّ، إذا ابْتَناه ... بأَشْباه خُذِينَ على مِثالِ

  قال: شَبَّه قوائم ناقته بالأَساطين.

  قال أَبو منصور: وغيرُه يَجْعَلُ الأَشباه في بيت لبيد الآجُرَّ لأَن لَبِنَها أَشْباه يُشْبِه بعضُها بعضاً، وإنما شَبَّه ناقته في تمام خَلْقِها وحَصانةِ جِبِلَّتها بقَصْر مبني بالآجر، وجمعُ الشُّبْهةِ شُبَه، وهو اسم من الاشْتِباه.

  روي عن عمر، ¥، أنه قال: اللَّيَنُ يُشَبَّه عليه⁣(⁣١).

  ومعناه أَن المُرْضِعَة إذا أَرْضَعَتْ غلاماً فإِنه يَنْزِعُ إلى أَخلاقِها فيُشْبِهُها، ولذلك يُختار للرَّضاعِ امرأةٌ حَسَنَةُ الأَخلاقِ صحيحةُ الجسم عاقلةٌ غيرُ حَمْقاء.

  وفي الحديث عن زيادٍ السَّهْمِيّ قال: نهى رسولُ الله، ، أَن تُسْتَرْضَعَ الحمْقاء فإن اللَّبنَ يُشَبَّه.

  وفي الحديث: فإن اللبن يَتَشَبَّه.

  والشِّبْه والشَّبَه: النُّحاس يُصْبَغُ فيَصْفَرُّ.

  وفي التهذيب: ضَرْبٌ من النحاس يُلْقى عليه دواءٌ فيَصْفَرُّ.

  قال ابن سيده: سمي به لأَنه إذا فُعِلَ ذلك به أَشْبَه الذهبَ بلونه، والجمع أَشْباه، يقال: كُوزُ شَبَه وشِبْه بمعنىً؛ قال المَرَّارُ:

  تَدينُ لمَزْرُورٍ إلى جَنْب حَلْقَةٍ ... من الشِّبْه، سَوَّاها برِفْقٍ طَبِيبُها

  أَبو حنيفة: الشَّبَه شجرة كثيرة الشَّوْك تُشْبِه


(١) قوله [اللين يشبه عليه] ضبط يشبه في الأَصل والنهاية بالتثقيل كما ترى، وضبط في التكملة بالتخفيف مبنياً للمفعول.