[فصل الضاد المعجمة]
  فلانٌ في فلان إِذا أُولِعَ بإِيذائه ومُحاكاة كلامه، وهو عَتِيهُه، وجمْعُه العُتَهاءُ، وهو العَتاهةُ والعَتاهِيَة: مصدر عُتِه مثل الرَّفاهَةِ والرَّفاهِيَة.
  والعَتاهَةُ والعَتاهِيَةُ: ضُلَّالُ الناس من التَّجَنُّنِ والدَّهَشِ.
  ورجل مَعْتُوه بيِّنُ العَتَه والعُتْه: لا عقل له؛ ذكره أَبو عبيد في المصادر التي لا تُشْتَق منها الأَفعال، وما كان مَعْتُوهاً ولقد عُتِه عَتْهاً.
  وتعَتَّه: تَجاهل.
  وفلانٌ يتَعَتَّه لك عن كثير مما تأْتيه أَي يتغافل عنك فيه.
  والتَّعتُّه: المبالغة في المَلْبَس والمأْكل.
  وتعَتَّه فلانٌ في كذا وتأَرَّبَ إِذا تَنَوَّقَ وبالَغَ.
  وتعَتَّه: تنَظَّف؛ قال رؤبة:
  في عُتَهِيِّ اللُّبْس والتَّقَيُّنِ(١)
  بنى منه صيغة على فُعَلِيٍّ كأَنه اسم من ذلك.
  ورجل عَتاهِيَةٌ: أَحمق.
  وعَتاهِيَةُ: اسم.
  وأَبو العَتاهِيَة: كنية.
  وأَبو العَتاهِيَة: الشاعر المعروف، ذكر أَنه كان له ولد يقال له عَتاهِيَةُ، وقيل: لو كان الأَمر كذلك لقيل له أَبو عَتاهية بغير تعريف، وإِنما هو لقب له لا كنية، وكنيته أَبو إِسحق، واسمه إِسمعيل ابن القاسم، ولقب بذلك لأَن المَهْدِيَّ قال له: أَراك مُتَخلِّطاً مُتَعتِّهاً، وكان قد تعَتَّه بجارية للمهدي واعتُقِلَ بسببها، وعَرَضَ عليها المهديُّ أَن يزوِّجها له فأَبت، واسم الجارية عَيْنَةُ، وقيل: لقب بذلك لأَنه كان طويلاً مضطرباً، وقيل: لأَنه يُرْمى بالزَّنْدقة.
  والعَتاهةُ: الضلالُ والحُمْقُ.
  عجه: تعَجَّه الرجلُ: تَجاهل، وزعم بعضهم أَنه بدل من التاء في تعَتَّه.
  قال ابن سيده: وإِنما هي لغة على حِدَتِها، إِذ لا تبدل الجيم من التاء.
  قال أَبو منصور: رأَيت في كتاب الجيم لابن شميل: عَجَّهْتُ بين فلان وفلان، معناه أَنه أَصابهما بعينه حتى وَقَعتِ الفُرْقة بينهما، قال: وقال أَعرابي أَنْدَرَ الله عيْنَ فلانٍ لقد عَجَّه بيْنَ ناقتي وولدها.
  والعُنْجُهِيُّ: ذو البَأْوِ؛ ومنه قول رؤبة:
  بالدَّفْعِ عني دَرْء كلِّ عُنْجُهِي
  وقال الفراء: يقال فيه عُنْجُهِيَّة وعُنْجُهانِيَّةٌ وعُنْجُهانِيَةٌ، وهي الكِبْرُ والعَظَمةُ.
  ويقال: العُنْجُهِيَّة الجهلُ والحُمْقُ؛ قال أَبو محمد يحيى بنُ المبارك اليزِيديّ يهجو شَيْبةَ بن الوليد:
  عِشْ بجَدٍّ فلن يَضُرَّكَ نُوكٌ ... إِنما عَيْشُ منْ تَرَى بالجُدُودِ
  عِشْ بجَدٍّ، وكُنْ هَبَنّقَةَ القَيْسِيَّ ... جَهْلاً، أَو شَيْبةَ بنَ الوَلِيدِ
  رُبَّ ذي أُرْبَةٍ مُقِلٍّ منَ المالِ ... وذي عُنْجُهِيَّةٍ مَجْدُودِ
  شَيْبَ يا شَيْبَ يا هُنَيَّ بني القَعْقاعِ ... ما أَنتَ بالحَلِيمِ الرَّشِيدِ
  لا ولا فيك خَصلَةٌ من خِصال الخير ... أَحْرَزْتَها بحلْمٍ وجُودِ
  غيرَ ما أَنَّكَ المُجِيدُ لتَحْبِيرِ ... غِناءٍ، وضَرْبِ دُفٍّ وعُودِ
  فعَلى ذا وذاكَ يَحْتَمِلُ الدَّهْرُ ... مُجِيداً به، وغيرَ مُجِيدِ
  الأَزهري: العُنْجُه الجافي من الرجالِ.
  يقال: إِنَّ فيه لَعُنْجِهِيَّةً أيَ جَفْوَةً في خُشونةِ مَطْعَمِه وأُموره؛ وقال حسانُ بن ثابت:
  ومن عاشَ منّا عاشَ في عُنْجُهِيَّةٍ ... على شَظَفٍ من عَيشِه المُتَنَكِّدِ
(١) قوله [قال رؤبة في عتهي الخ] صدره كما في التكملة:
عليّ ديباج الشباب الأَدهن