لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 515 - الجزء 13

  صفة؛ قال ابن جني: ويجوز أَن تكون همزة إِنْزَهْوٍ بدلاً من عين فيكون الأَصل عِنْزَهْوِ فِنْعَلْوٌ من العِزْهاةِ، وهو الذي لا يَقْرَبُ النساء، والتقاؤهما أَن فيه انقباضاً وإِعْراضاً، وذلك طَرَفٌ من أَطراف الزَّهْوِ؛ قال:

  إِذا كُنْتَ عِزْهاةً عن اللَّهْوِ والصِّبا ... فكُنْ حَجَراً من يابسِ الصَّخْرِ جَلْمَدا

  فإِذا حملته على هذا لحق ببابٍ أَوسعَ من باب إِنْقَحْلٍ، وهو باب قِنْدَأْوٍ وسِنْدَأْوٍ وحِنْطَأْوٍ وكِنْثَأْوٍ.

  قال أَبو منصور: رجل عِزْهىً وعِزْهاةٌ وعِزْه وعِنْزَهْوةٌ، وهو الذي لا يُحدِّث النِّساءَ ولا يُريدُهُنَّ ولا يَلْهُو وفيه غَفْلة؛ قوال ربيعة بن جحدل اللحياني:

  فلا تَبْعَدنْ، إِمَّا هَلَكْت، فلا شَوىً ... ضَئِيلٌ، ولا عِزْهىٌ من القوم عانِسُ

  قال: ورأَيت عِزْهىً مُنَوَّناً.

  والعِنْزاه والعِنْزَهْوَةُ: الكِبْرُ.

  يقال: رجل فيه عِنْزَهْوَةٌ أَي كِبْرٌ، وكذلك خُنْزُوانةٌ.

  أَبو منصور: النون والواو والهاء الأَخيرة زائدات فيه.

  وقال الليث: جمع العِزْهاةِ عِزْهُونَ، تسقط منه الهاء والأَلف الممالة لأَنها زائدة فلا تَسْتَخْلِف فتحةً ولو كانت أَصليةً مثلَ أَلف مُثَنّىً لاسْتَخْلَفَتْ فتحة كقولك مُثَنَّوْنَ، قال: وكُلُّ ياءٍ مُمالةٍ مثل عِيسى ومُوسى فهي مضمومة بلا فتحة، تقول في جمع عيسى وموسى عِيسُونَ ومُوسونَ، وتقول في جمع أَعْشى أَعْشَوْنَ ويَحْيى يَحْيَوْنَ، لأَنه على بناء أَفْعَل ويَفْعَل، فلذلك فتحت في الجمع؛ قال الجوهري: والجمع عَزاه مثل سِعْلاةٍ وسَعالٍ، وعِزْهُون، بالضم.

  قال ابن بري: ويقال عِزْهاةٌ للرجل والمرأَة؛ قال يزيد بن الحَكَم:

  فَحَقّاً أَيْقِني لا صَبْرَ عنْدي ... عَليْه، وأَنْتِ عِزْهاةٌ صَبُورُ

  عضه: العَضَه والعِضَه والعَضِيهةُ: البَهِيتةُ، وهي الإِفْكُ والبُهْتانُ والنَّمِيمةُ، وجمعُ العِضَه عِضاه وعِضاتٌ وعِضُون.

  وعَضَه يَعْضَه عَضْهاً وعَضَهاً وعَضِيهةً وأَعْضَه: جاءَ بالعَضِيهة.

  وعَضَهه يَعْضَهُه عَضْهاً وعَضِيهةً: قال فيه ما لم يكن.

  الأَصمعي: العَضْه القالةُ القبيحة.

  ورجل عاضِه وعَضِه، وهي العَضيهة.

  وفي الحديث: أَنه قال⁣(⁣١).

  إِيَّاكُمْ والعَضْه أَتَدْرونَ ما العَضْه؟ هي النَّميمة؛ وقال ابن الأَثير: هي النميمة القالةُ بين الناس، هكذا روي في كتب الحديث، والذي جاء في كتب الغريب: أَلا أُنْبئُكم ما العِضَةُ؟ بكسر العين وفتح الضاد.

  وفي حديث آخَر: إِيِّاكُمْ والعِضَةَ.

  قال الزمخشري: أَصلها العِضْهَةُ، فِعْلَةٌ من العَضْه، وهو البَهْتُ، فحذف لامه كما حذفت من السَّنة والشَّفَة، ويجمع على عِضِينَ.

  يقال: بينهم عِضَةٌ قبيحةٌ من العَضِيهةِ.

  وفي الحديث: مَنْ تَعَزَّى بعَزاء الجاهلية فاعْضَهُوه؛ هكذا جاء في رواية أَي اشْتِموه صريحاً، من العَضِيهَة البَهْت.

  وفي حديث عُبادةَ بن الصامِتِ في البَيْعة: أَخَذَ علينا رسولُ الله، ، أَن لا نُشْرِك بالله شيئاً ولا نَسْرِقَ ولا نَزْنيَ ولا يَعْضَه بعضُنا بعضاً أَي لا يَرْمِيَه بالعَضِيهة، وهي البُهْتانُ والكذبُ، معناه أَن يقول فيه ما ليس فيه ويَعْضَهَه، وقد عَضَهَه يَعْضَهه عَضْهاً.

  والعَضَه: الكذِبُ.

  ويقال: يا لِلْعضِيهة ويا للأَفِيكةِ ويا لِلْبَهيتةِ، كُسِرَتْ هذه اللامُ على معنى اعْجَبُوا لهذه العَضيهةِ


(١) قوله [وفي الحديث أَنه قال الخ] عبارة النهاية: الا أنبئكم ما العضه؟ هي من النميم الخ.