لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 524 - الجزء 13

  ومنه الحديث: أَربعٌ ليس غِيبَتُهن بغيبةٍ، منهم المُتَفَكِّهون بالأُمَّهات؛ هم الذين يَشْتُمُونَهُنَّ مُمازِحِين.

  والفُكاهةُ، بالضم: المِزاحُ، وقيل: الفاكه ذو الفُكاهة كالتامر واللَّابن.

  والتَّفاكُه: التَّمازُحُ.

  وفاكَهْتُ القومَ مُفاكَهةً بمُلَحِ الكلامِ والمِزاحِ، والمُفاكهَةُ: المُمازحَةُ.

  وفي المثل: لا تُفاكِه أَمَه ولا تَبُلْ على أَكَمَه.

  والفَكِه: الطَّيِّبُ النفس، وقد فَكِه فَكَهاً.

  أَبو زيد: رجل فَكِه وفاكِه وفَيْكَهان، وهو الطيب النفس المزَّاحُ؛ وأَنشد:

  إذا فَيْكهانٌ ذو مُلاءٍ ولِمَّةٍ ... قليل الأَذَى، فيما يُرَى الناسُ، مُسْلِمُ

  وفاكَهْتُ: مازَحْتُ.

  ويقال للمرأَة: فَكِهةٌ، وللنساء فَكِهات.

  وتَفَكَّهْتُ بالشيء: تَمَتَّعْتُ به.

  ويقال: تركت القومَ يتَفَكَّهُون بفلانٍ أَي يَغْتابونه ويتَناولونَ منه.

  والفَكِه: الذي يُحَدِّث أَصحابَه ويُضْحِكُهم.

  وفَكِه مِنْ كذا وكذا وتفَكَّه: عَجِبَ.

  تقول: تفَكَّهْنا من كذا وكذا أي تعَجَّبْنا؛ ومنه قوله ø: فظَلْتُمْ تَفَكَّهُون؛ أَي تتَعجَّبُونَ مما نَزَلَ بكم في زَرْعِكم.

  وقوله ø: فاكِهين بما آتاهُم رَبُّهم؛ أَي ناعمين مُعْجبينَ بما هم فيه، ومن قرأَ فَكِهينَ يقول فَرِحِين.

  والفاكِه: الناعم في قوله تعالى: في شُغُل فاكِهونَ.

  والفَكِه: المُعْجب.

  وحكى ابن الأَعرابي: لو سَمِعْتَ حديث فلان لما فَكِهْتَ له أَي لما أَعجبك.

  وقوله تعالى: في شُغُلٍ فاكهون؛ أَي مُتعجِّبون ناعِمون بما هم فيه.

  الفراء في قوله تعالى في صفة أَهل الجنة: في شُغُلٍ فاكهون، بالأَلف، ويقرأُ فَكِهُون، وهي بمنزلة حَذِرُون وحاذِرُون؛ قال أَبو منصور: لما قرئ بالحرفين في صفة أَهل الجنة علم أَن معناهما واحد.

  أَبو عبيد: تقول العرب للرجل إذا كان يَتَفَكَّه بالطعام أَو بالفاكهةِ أَو بأَعْراضِ الناس إن فلاناً لَفَكِه بكذا وكذا؛ وأَنشد:

  فَكِه إلى جَنْبِ الخِوانِ، إذا غَدتْ ... نَكْباء تَقْطَعُ ثابتَ الأَطْنابِ

  والفَكِه: الأَشِرُ البَطِرُ.

  والفاكِه: من التَّفَكُّه.

  وقرئ: ونَعْمةٍ كانوا فيها فَكِهينَ، أَي أَشِرينَ، وفاكهينَ أَي ناعمين.

  التهذيب: أَهل التفسير يختارون ما كان في وصف أَهل الجنة فاكِهين، وما في وصف أهل النار فَكهينَ أَي أَشِرينَ بَطِرين.

  قال الفراء في قوله تعالى: إنَّ المُتَّقِينَ في جنّات ونَعيمٍ فاكهينَ؛ قال: مُعْجبين بما آتاهم ربهم؛ وقال الزجاج: قرئ فَكِهينَ وفاكِهينَ جميعاً، والنصب على الحال، ومعنى فاكِهينَ بما آتاهم ربهم أَي مُعْجبين.

  والتَّفَكُّه: التنَدُّمُ.

  وفي التنزيل: فظَلْتُم تَفكَّهون؛ معناه تَنَدَّمُون، وكذلك تَفَكَّنُون، وهي لغة لِعُكْل.

  اللحياني: أَزْدُ شَنُوءَة يقولون يتَفكَّهُون، وتميمٌ تقولُ يتَفَكَّنُون أَي يتندَّمُون.

  ابن الأَعرابي: تفَكَّهْتُ وتفَكَّنْتُ أَي تندَّمْت.

  وأَفْكَهَتِ الناقة إذا رأَيت في لبنها خُثورةً شِبْه اللِّبَإِ.

  والمُفْكِه من الإِبلِ: التي يُهَراق لَبَنُها عند النِّتاج قبل أَن تَضَعَ، والفعل كالفعل.

  وأَفْكَهَت الناقةُ إذا دَرَّتْ عند أَكل الربيع قبل أَن تَضَع، فهي مُفْكِةٌ.

  قال شمر: ناقة مُفْكِهةٌ ومُفْكِه، وذلك إذا أَقْرَبَتْ فاسْتَرْخَى صَلَواها وعَظُمَ ضَرْعُها ودنا نِتاجها؛ قال الأَحْوص:

  بَنِي عَمِّنا، لا تَبْعَثُوا الحَرْبَ، إنني ... أَرى الحربَ أَمْسَتْ مُفْكِهاً قد أَصَنَّتِ

  قال شمر: أَصَنَّت استَرْخى صَلَواها ودنا