لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الفاء]

صفحة 525 - الجزء 13

  نِتاجُها؛ وأَنشد:

  مُفْكِهة أَدْنَتْ على رأْسِ الوَلَدْ ... قد أَقْرَبَتْ نَتْجاً، وحانَ أَنْ تَلِدْ

  أي حانَ وِلادُها.

  قال: وقوم يجعلون المُفْكِهة مُقْرِباً من الإِبل والخيل والحُمُر والشاء، وبعضُهم يجعلها حين استبان حملها، وقوم يجعلون المُفْكِهةَ والدافِعَ سَواء.

  وفاكه: اسم.

  والفاكه: ابنُ المُغِيرة المَخْزُوميّ عمّ خالد بن الوليد.

  وفُكَيْهةُ: اسم امرأَة، يجوز أَن يكون تصغير فَكِهةٍ التي هي الطَّيِّبةُ النَّفْس الضَّحوكُ، وأَن يكون تصغيرَ فاكهةٍ مُرَخَّماً؛ أَنشد سيبويه:

  تقولُ إذا استَهْلَكْتُ مالاً لِلَذَّة ... فُكَيْهةُ: هَشَّيْءٌ بكَفَّيْكَ لائِقُ؟

  يريد: هلْ شيءٌ.

  فهه: فَه عن الشيء يَفَه فَهّاً: نَسِيَه.

  وأَفَهَّه غيره: أَنْساه.

  والفَه: الكليلُ اللسانِ العَييُّ عن حاجته، والأُنثى فَهَّةٌ، بالهاء.

  والفَهِيه والفَهْفَه: كالفَه.

  وقد فَهِهْتَ وفَهَهْتَ تَفَه وتَفِه فَهّاً وفَهَهاً وفَهَاهةً أَي عَيِيتَ؛ وفَه العَيِيُّ عن حاجته.

  الجوهري: الفَهةُ والفَهاهةُ العِيُّ.

  يقال: سَفِيه فَهِيه، وفَهَّه الله.

  ويقال: خرجت لحاجةٍ فأَفَهَّني عنها فلانٌ حتى فَهِهْتُ أَي أَنْسانِيها.

  ابن الأَعرابي: أَفَهَّني عن حاجتي حتى فَهِهْتُ فَهَهاً أَي شَغَلني عنها حتى نَسِيتُها، ورجلٌ فَه وفَهِيه؛ وأَنشد:

  فلم تُلْفِني فَهّاً، ولم تُلْفِ حُجَّتي ... مُلَجْلَجَةً أَبْغي لها مَنْ يُقِيمُها

  ابن شميل: فَه الرجلُ في خُطْبَتِه وحُجَّتِه إذا لم يُبالِغْ فيها ولم يَشْفِها، وقد فَهِهْتَ في خُطْبَتِكَ فَهاهةً.

  قال: وتقول أَتَيْتُ فلاناً فبَيَّنْتُ له أَمري كلَّه إلا شيئاً فَهِهْتُه أَي نَسِيتُه.

  وفهْفَه إذا سَقَطَ من مرتبةٍ عالية إلى سُفْلٍ.

  وفي الحديث: ما سَمِعتُ منك فَهَّةً في الإِسلام قَبْلَها، يعني السَّقْطةَ والجَهْلة ونحوَها.

  وفي حديث أَبي عبيدة بن الجرَّاح: أَنه قال لعمر، ¥، حين قال له يوم السَّقِيفةِ ابْسُطْ يَدَك أُبايِعْك: ما رأَيت مِنْك فَهَّةً في الإِسلام قَبْلَها، أَتُبايِعُني وفيكمُ الصِّدِّيقُ ثانيَ اثْنَينِ؟ قال أَبو عبيد: الفَهَّة مثل السَّقْطةِ والجَهْلةِ ونحوِها.

  يقال: فَه يَفَه فَهاهةً وفَهِه فَهُوَ فَه وفَهِيه إذا جاءت منه سَقْطةٌ من العِيِّ وغيره.

  فوه: الليث: الفُوه أَصلُ بناء تأْسِيسِ الفمِ.

  قال أَبو منصور: ومما يَدُّلُّك على أَن الأَصل في فمٍ وفُو وفا وفي هاءٌ حُذِفَت من آخرها قولُهم للرجل الكثيرِ الأَكلِ فَيِّه، وامرأَة فَيِّهةٌ.

  ورجل أَفْوَه: عظيمُ الفَم طويلُ الأسنان.

  ومَحالةٌ فَوْهاء إذا طالت أَسنانها التي يَجْري الرِّشاءُ فيها.

  ابن سيده: الفاه والفُوه والفِيه والفَمُ سواءٌ، والجمعُ أَفواه.

  وقوله ø: ذلك قولُهم بأَفْواهِهم؛ وكلُّ قولٍ إنما هو بالفم، إنما المعنى ليس فيه بيانٌ ولا بُرْهانٌ، إنما هو قولٌ بالفمِ ولا معنى صحيحاً تَحْتَه، لأَنهم معترفون بأَنّ الله لم يتَّخِذْ صاحبةً فكيف يَزْعُمون أَنَّ له ولداً؟ أَما كونُه جمعَ فُوه فبَيِّنٌ، وأَما كونه جمع فِيه فَمِنْ باب ريحٍ وأَرْواحٍ إذ لم نسْمَعْ أَفْياهاً؛ وأَما كونُه جمعَ فاه فإن الاشتقاق يؤْذن أَن فاهاً من الواو لقولهم مُفَوَّةٌ، وأَما كونه جمع فِمٍ فلأَنَّ أَصلَ فَمٍ فَوَه، فحُذِفت الهاء كما حذفت مِنْ سَنةٍ فيمن قال عامَلْتُ مُسانَهةً، وكما حُذِفت من شاةٍ ومن شَفَةٍ ومن عِضَةٍ ومن اسْتٍ، وبقيت الواو طرفاً متحركة فوجب إبدالُها أَلفاً لانفتاح ما قبلها فبقي فاً،