لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الياء المثناة تحتها]

صفحة 564 - الجزء 13

  فاضتْ دموعُ العينِ من جَرَّاها ... هي المُنَى لو أَنَّنا نِلْناها

  قال ابن جني: إِذا نوَّنْتَ فكأَنك قلت استطابةً، وإِذا لم تُنَوَّنْ فكأَنك قلت الاستطابة، فصار التنوين عَلَمَ التنكير وتركُه عَلَمَ التعريف؛ وأَنشد الأَزهري:

  وهْو إِذا قيل له ويْهاً كُل ... فإِنه مُواشِكٌ مُسْتَعْجِل

  وهْو إِذا قيل له ويْهاً فُل ... فإِنه أَحْجِ به أَن يَنْكُل

  أَي إِذا دعي لدفع عظيمة، فقيل له يا فلان، نَكَلَ ولم يُجِبْ، وإِن قيل له كُلْ أَسرع، وإِذا تعجبت من طيب الشيء قلت: واهاً له ما أَطْيَبَه ومن العرب من يتعجب بواهاً فيقول: واهاً لهذا أَي ما أَحْسَنَه.

  قال ابن بري: وتقول في التَّفْجِيع واهاً وواه أَيضاً.

  ووَيْه: كلمة تقال في الاستحثاث.

فصل الياء المثناة تحتها

  يده: اسْتَيْدَهَتِ الإِبلُ: اجتمعت وانساقت.

  واسْتَيْدَه الخصمُ: غُلِبَ وانقاد، والكلمة يائية وواوية، وقد تقدمت؛ واسْتَيْدَه الأَمرُ واسْتَنْدَه وايْتَدَه وانْتَدَه إِذا اتْلأَبَّ.

  يقه: أَيْقَه الرجلُ واسْتَيْقَه: أَطاع وذل، وكذلك الخيل إِذا انقادت؛ قال المُخَبَّلُ:

  فرَدُّوا صُدورَ الخيل حتى تَنَهْنَهتْ ... إِلى ذي النُّهَى، واسْتَيقَهَتْ للمُحَلِّمِ

  أَي أَطاعوا الذي يأْمرهم بالحِلْمِ، قيل: هو مقلوب لأَنه قدّم الياء على القاف وكانت القاف قبلها، ويروى: واسْتَيْدَهُوا.

  الأَزهري في نوادر الأَعراب: فلان مُتَّقِه لفلان ومُوتَقِه أَي هائبٌ له ومطيع.

  وأَيْقَه أَي فهم.

  يقال: أَيْقِه لهذا أَي افْهَمْه.

  يهيه: ياه ياه وياه ياه: من دعاء الإِبل؛ ويَهْيَه بالإِبل يَهْيَهةً ويَهْياهاً: دعاها بذلك وقال لها ياه ياه والأَقْيَسُ يِهْياهاً بالكسر.

  ويَه: حكاية الداعي بالإِبل المُيَهْيَه بها، يقول الراعي لصاحبه من بعيد: ياه ياه، أَقْبِلْ.

  وفي التهذيب: يقول الرجل لصاحبه، ولم يخص الراعي؛ قال ذو الرُّمَةِ:

  يُنادِي بِيَهْياه وياه، كأَنه ... صُوَيْتُ الرُّوَيْعِي ضَلَّ بالليلِ صاحبُه

  ويروى: تَلَوَّمَ يَهْياه؛ يقول: إِنه يناديه يا هِياه ثم يسكت منتظراً الجواب عن دعوته، فإِذا أَبطأَ عنه قال ياه، قال: وياه ياه نداءَان، قال: وبعض العرب يقول يا هَياه فينصب الهاء الأُولى، وبعض العرب يقول يا هَياه فينصب الهاء الأُولى، وبعض يكره ذلك ويقول هَياه من أَسماء الشياطين، وتقول: يَهْيَهْتُ به.

  الأَصمعي: إِذا حَكَوْا صوت الداعي قالوا يَهْياه، وإِذا حكوا صوت المُجِيبِ قالوا ياه، والفعل منهما جميعاً يَهْيَهْتُ؛ وقال في تفسير بيت ذي الرمة: إِن الداعي سمع صوتاً يا هَياه، فأَجاب بياه رجاء أَن يأْتيه الصوت ثانيةً، فهو مُتَلَوِّمٌ بقول ياه صوتاً يا هِياه؛ قال ابن بري: الذي أَنشده أَبو علي لذي الرُّمَّةِ:

  تَلَوَّمَ يَهْياه إِليها، وقد مضَى ... من الليل جَوْزٌ، واسْبَطَرَّتْ كواكِبُه

  وقال حكايةً عن أَبي بكر: اليَهْياه صوت الراعي، وفي تَلَوَّمَ ضمير الراعي، ويَهياه محمول على إِضمار القول؛ قال ابن بري: والذي في شِعره في رواية أَبي