[فصل الباء الموحدة]
  بني سُلَيم؛ قال أَبو ذؤيب يصف عيراً تحملتْ:
  رَفَعتُ لها طَرفي، وقد حال دُونها ... رجالٌ وخَيلٌ بالبَثَاء تُغِيرُ
  قال ابن بري: وأَنشد المفضل:
  بنَفْسي ماءُ عَبْشَمْسِ بنِ سَعْدٍ ... غَداةَ بَثاءَ، إذْ عَرَفُوا اليَقِينا
  والبثاءُ: الكثير الشَّحم.
  والبَثِيُّ: الكثيرُ المدحِ للناسِ(١)؛ قال شمر وقول أَبي عمرو:
  لَمّا رأَيتُ البَطَلَ المُعاوِرا ... قُرَّةَ، يَمشِي بالبثاء حاسِرا
  قال: البَثاءُ المكان السهل.
  والبِثى، بكسر الباء: الرماد، واحدتها بِثَةٌ مثلُ عِزَةٍ وعِزىً؛ قال الطرماح:
  خَلا أَنَّ كُلْفاً بِتَخْريجها ... سَفاسِقَ، حَولَ بِثىً، جانِحَه
  أَراد بالكُلف الأَثافي المسودّة، وتخريجها: اختلاف أَلوانها، وقوله حول بِثىً، أَراد حول رماد.
  الفراء: هو الرّمْدِدُ، والبِثى يكتب بالياء، والصِّنى والصِّناءُ والضِّبحُ والأُسُّ بقيتُه وأَثره.
  بجا: بجَاء: قبيلة، والبَجاوِيَّاتُ من النوق منسوبة إليها.
  قال ابن بري: قال الرَّبَعِيُّ البَجاوِيَّات منسوبة إلى بَجاوَةَ(٢)، قبيلة، يُطارِدونَ عليها كما يُطارَدُ على الخيل، قال: وذكر القَزَّازُ بُجاوَةَ وبِجاوَةَ، بالضم والكسر، ولم يذكر الفتح؛ وفي شعر الطرماح بُجاوِيَّةٌ، بضم الباء، منسوب إلى بُجاوَةَ موضع من بلاد النُّوبةِ وهو:
  بُجاوِيَّة لم تسْتَدرْ حَوْلَ مَثْبِرٍ ... ولم يَتَخَوَّنْ درَّها ضَبُّ آفِن
  وفي الحديث: كانَ أَسْلَمُ مولى عمر، ¥، بَجاوِيّاً؛ هو منسوب إلى بَجاوَة جِنْسٍ من السُّودان، وقيل: هي أَرض بها السُّودانُ.
  بخا: البَخْو: الرِّخْوُ.
  وثمرة بَخْوَة: خاوية، يمانية.
  والبَخْوُ: الرُّطَبُ الرديء، بالخاء المعجمة، الواحدة بَخْوَة، والله أَعلم.
  بدا: بَدا الشيءُ يَبْدُو بَدْواً وبُدُوّاً وبَداءً وبَداً؛ الأَخيرة عن سيبويه: ظهر.
  وأَبْدَيْته أَنا: أَظهرته.
  وبُدَاوَةُ الأَمر: أَوَّلُ ما يبدو منه؛ هذه عن اللحياني، وقد ذكر عامةُ ذلك في الهمزة.
  وبادي الرأْي: ظاهرُه؛ عن ثعلب، وقد ذكر في الهمز.
  وأَنت بادِيَ الرأْي تَفْعَلُ كذا، حكاه اللحياني بغير همز، ومعناه أَنت فيما بَدَا من الرأْي وظهر.
  وقوله ø: ما نراك اتَّبَعَك إلا الذين هم أَراذلنا بادِيَ الرأْي؛ أَي في ظاهر الرأْي، قرأَ أَبو عمرو وحده بادىَ الرأْي، بالهمز، وسائر القراء قرؤوا بادِيَ، بغير همز، وقال الفراء: لا يهمز بادِيَ الرأْي لأَن المعنى فيما يظهر لنا ويَبْدُو، ولو أَراد ابتداء الرأْي فهَمَز كان صواباً؛ وأَنشد:
  أَضْحَى لِخالي شَبَهِي بادِي بَدِي ... وصار للفَحْلِ لِساني ويَدِي
  أَراد به: ظاهري في الشبه لخالي.
  قال الزجاج: نصب بادِيَ الرأْي على اتبعوك في ظاهر الرأْي وباطنُهم على خلاف ذلك، ويجوز أَن يكون اتبعوك في ظاهر الرأْي ولم يَتَدَبَّرُوا ما قلتَ ولم يفكروا فيه؛ وتفسير قوله:
  أَضحى لخالي شبهي بادي بدي
(١) قوله [والبثاء الكثير الشحم والبثي الكثير المدح للناس] عبارة القاموس: والبثيّ كعليّ الكثير المدح للناس والكثير الحشم.
(٢) قوله [منسوبة إلى بجاوة] أي بفتح الباء كما في التكملة.