لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 65 - الجزء 14

  بني سُلَيم؛ قال أَبو ذؤيب يصف عيراً تحملتْ:

  رَفَعتُ لها طَرفي، وقد حال دُونها ... رجالٌ وخَيلٌ بالبَثَاء تُغِيرُ

  قال ابن بري: وأَنشد المفضل:

  بنَفْسي ماءُ عَبْشَمْسِ بنِ سَعْدٍ ... غَداةَ بَثاءَ، إذْ عَرَفُوا اليَقِينا

  والبثاءُ: الكثير الشَّحم.

  والبَثِيُّ: الكثيرُ المدحِ للناسِ⁣(⁣١)؛ قال شمر وقول أَبي عمرو:

  لَمّا رأَيتُ البَطَلَ المُعاوِرا ... قُرَّةَ، يَمشِي بالبثاء حاسِرا

  قال: البَثاءُ المكان السهل.

  والبِثى، بكسر الباء: الرماد، واحدتها بِثَةٌ مثلُ عِزَةٍ وعِزىً؛ قال الطرماح:

  خَلا أَنَّ كُلْفاً بِتَخْريجها ... سَفاسِقَ، حَولَ بِثىً، جانِحَه

  أَراد بالكُلف الأَثافي المسودّة، وتخريجها: اختلاف أَلوانها، وقوله حول بِثىً، أَراد حول رماد.

  الفراء: هو الرّمْدِدُ، والبِثى يكتب بالياء، والصِّنى والصِّناءُ والضِّبحُ والأُسُّ بقيتُه وأَثره.

  بجا: بجَاء: قبيلة، والبَجاوِيَّاتُ من النوق منسوبة إليها.

  قال ابن بري: قال الرَّبَعِيُّ البَجاوِيَّات منسوبة إلى بَجاوَةَ⁣(⁣٢)، قبيلة، يُطارِدونَ عليها كما يُطارَدُ على الخيل، قال: وذكر القَزَّازُ بُجاوَةَ وبِجاوَةَ، بالضم والكسر، ولم يذكر الفتح؛ وفي شعر الطرماح بُجاوِيَّةٌ، بضم الباء، منسوب إلى بُجاوَةَ موضع من بلاد النُّوبةِ وهو:

  بُجاوِيَّة لم تسْتَدرْ حَوْلَ مَثْبِرٍ ... ولم يَتَخَوَّنْ درَّها ضَبُّ آفِن

  وفي الحديث: كانَ أَسْلَمُ مولى عمر، ¥، بَجاوِيّاً؛ هو منسوب إلى بَجاوَة جِنْسٍ من السُّودان، وقيل: هي أَرض بها السُّودانُ.

  بخا: البَخْو: الرِّخْوُ.

  وثمرة بَخْوَة: خاوية، يمانية.

  والبَخْوُ: الرُّطَبُ الرديء، بالخاء المعجمة، الواحدة بَخْوَة، والله أَعلم.

  بدا: بَدا الشيءُ يَبْدُو بَدْواً وبُدُوّاً وبَداءً وبَداً؛ الأَخيرة عن سيبويه: ظهر.

  وأَبْدَيْته أَنا: أَظهرته.

  وبُدَاوَةُ الأَمر: أَوَّلُ ما يبدو منه؛ هذه عن اللحياني، وقد ذكر عامةُ ذلك في الهمزة.

  وبادي الرأْي: ظاهرُه؛ عن ثعلب، وقد ذكر في الهمز.

  وأَنت بادِيَ الرأْي تَفْعَلُ كذا، حكاه اللحياني بغير همز، ومعناه أَنت فيما بَدَا من الرأْي وظهر.

  وقوله ø: ما نراك اتَّبَعَك إلا الذين هم أَراذلنا بادِيَ الرأْي؛ أَي في ظاهر الرأْي، قرأَ أَبو عمرو وحده بادىَ الرأْي، بالهمز، وسائر القراء قرؤوا بادِيَ، بغير همز، وقال الفراء: لا يهمز بادِيَ الرأْي لأَن المعنى فيما يظهر لنا ويَبْدُو، ولو أَراد ابتداء الرأْي فهَمَز كان صواباً؛ وأَنشد:

  أَضْحَى لِخالي شَبَهِي بادِي بَدِي ... وصار للفَحْلِ لِساني ويَدِي

  أَراد به: ظاهري في الشبه لخالي.

  قال الزجاج: نصب بادِيَ الرأْي على اتبعوك في ظاهر الرأْي وباطنُهم على خلاف ذلك، ويجوز أَن يكون اتبعوك في ظاهر الرأْي ولم يَتَدَبَّرُوا ما قلتَ ولم يفكروا فيه؛ وتفسير قوله:

  أَضحى لخالي شبهي بادي بدي


(١) قوله [والبثاء الكثير الشحم والبثي الكثير المدح للناس] عبارة القاموس: والبثيّ كعليّ الكثير المدح للناس والكثير الحشم.

(٢) قوله [منسوبة إلى بجاوة] أي بفتح الباء كما في التكملة.