لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الثاء المثلثة]

صفحة 110 - الجزء 14

  حكاها يعقوب وزعم أَنها بدل من سين سَدِيَتْ، قال: وهذا ليس بمعروف، قال: ثم قلبوا فقالوا ثَدِئتْ، مهموز من الثَّأَد، وهو الثَّرَى؛ قال ابن سيده: وهذا منه سهو واختلاط وإِن كان إِنما حكاه عن الجرمي، وأَبو عمر يَجِلُّ عن هذا الذي حكاه يعقوب إِلا أَن يَعْنيَ بالجرمي غيره.

  قال ثعلب: الثَّنْدُوَة، بفتح أَولها غير مهموز، مثال التَّرْقُوَة والعَرْقُوَة على فَعْلُوَة، وهي مَغْرِز الثَّدْي، فإِذا ضممت همزت وهي فُعْلُلَة، قال أَبو عبيدة: وكان رؤبة يهمز الثُّنْدُؤَة وسِئَة القوس، قال: والعرب لا تهمز واحداً منهما، وفي المعتل بالأَلف: الثَّدْواءُ معروف موضع.

  ثرا: الثَّرْوَة: كثرة العَدَد من الناس والمال.

  يقال: ثَرْوة رجالٍ وثَرْوة مالٍ، والفَرْوة كالثَّرْوة فاؤه بدل من الثاء.

  وفي الحديث: ما بعث الله نبيّاً بعد لوط إِلا في ثَرْوَةٍ من قومه؛ الثروة: العدد الكثير: وإِنما خَصَّ لوطاً لقوله: لو أَن لي بكم قُوَّة أَو آوِي إِلى رُكْنٍ شديد.

  وثَرْوةٌ من رجال وثَرْوَة من مال أَي كثير؛ قال ابن مقبل

  وثَرْوَةٌ من رجال لو رأَيْتَهمُ ... لَقُلْتَ: إِحْدَى حِراجِ الجَرّ من أُقُر

  مِنَّا بِبادِيةِ الأَعْرابِ كِرْكِرةٌ، إِلى كَراكِرَ بالأَمصارِ والحَضَر

  ويروى: وثَوْرةٌ من رجال.

  وقال ابن الأَعرابي: يقال ثَوْرَة من رجال وثَرْوةٌ بمعنى عدد كثير، وثَرْوَة من مال لا غير.

  ويقال: هذا مَثْراةٌ للمال أَي مَكْثَرة.

  وفي حديث صلة الرحم: هي مَثْراةٌ في المال مَنْسَأَةٌ في الأَثَر؛ مَثْراة: مَفْعَلة من الثَّراء الكثرة.

  والثَّراءُ: المال الكثير؛ قال حاتم:

  وقد عَلِمَ الأَقْوامُ لو أَنَّ حاتِماً ... أَراد ثَراءَ المالِ، كان له وَفْرُ

  والثَّرَاء: كثرة المال؛ قال علقمة:

  يُرِدْنَ ثَراءَ المالِ حيثُ عَلِمْنَه ... وشرْخُ الشَّبابِ عندَهُنَّ عجيبُ

  أَبو عمرو: ثَرَا الله القومَ أَي كَثَّرَهم.

  وثَرَا القومُ ثَراءً: كَثُروا ونَمَوْا.

  وثَرا وأَثْرَى وأَفْرى: كثُرَ مالُه.

  وفي حديث إِسمعيل، #: قال لأَخيه إِسحق إِنك أَثْرَيْتَ وأَمْشَيْتَ أَي كثُر ثَراؤُك، وهو المال، وكثُرت ماشيتُك.

  الأَصمعي: ثَرا القومُ يَثْرُون إِذا كَثُرُوا ونَمَوْا، وأَثْرَوْا يُثْرُون إِذا كثُرت أَموالهم.

  وقالوا: لا يُثْرِينا العَدُوُّ أَي لا يكثر قوله فينا.

  وثَرا المالُ نفسُه يَثْرُوا إِذا كثُر.

  وثَرَوْنا القومَ أَي كنا أَكثر منهم.

  والمال الثَّرِي، مثل عَمٍ خفيف: الكثير.

  والمال الثَّرِيُّ، على فعيل: وهو الكثير.

  وفي حديث أُم زرع: وأَراحَ عليَّ نَعَماً ثَرِيّاً أَي كثيراً؛ ومنه سمي الرجل ثَرْوانَ، والمرأَة ثُرَيَّا، وهو تصغير ثَرْوى.

  ابن سيده: مال ثَرِيّ كثير.

  ورجل ثَرِيّ وأَثْرَى: كثير المال.

  والثَّرِيّ: الكثير العدد؛ قال المَأْثُور المُحاربي جاهلي:

  فقد كُنْتَ يَغْشاكَ الثَّرِيُّ، ويَتَّقِي ... أَذاك، ويَرْجُو نَفْعَك المُتَضَعْضِع

  وأَنشد ابن بري لآخر:

  سَتَمْنَعُني منهم رِماحٌ ثَرِيَّةٌ ... وغَلْصَمةٌ تَزْوَرُّ منها الغَلاصِمُ

  وأَثْرَى الرجلُ: كَثُرت أَمواله؛ قال الكميت يمدح بني أُمية: