[فصل الثاء المثلثة]
  حكاها يعقوب وزعم أَنها بدل من سين سَدِيَتْ، قال: وهذا ليس بمعروف، قال: ثم قلبوا فقالوا ثَدِئتْ، مهموز من الثَّأَد، وهو الثَّرَى؛ قال ابن سيده: وهذا منه سهو واختلاط وإِن كان إِنما حكاه عن الجرمي، وأَبو عمر يَجِلُّ عن هذا الذي حكاه يعقوب إِلا أَن يَعْنيَ بالجرمي غيره.
  قال ثعلب: الثَّنْدُوَة، بفتح أَولها غير مهموز، مثال التَّرْقُوَة والعَرْقُوَة على فَعْلُوَة، وهي مَغْرِز الثَّدْي، فإِذا ضممت همزت وهي فُعْلُلَة، قال أَبو عبيدة: وكان رؤبة يهمز الثُّنْدُؤَة وسِئَة القوس، قال: والعرب لا تهمز واحداً منهما، وفي المعتل بالأَلف: الثَّدْواءُ معروف موضع.
  ثرا: الثَّرْوَة: كثرة العَدَد من الناس والمال.
  يقال: ثَرْوة رجالٍ وثَرْوة مالٍ، والفَرْوة كالثَّرْوة فاؤه بدل من الثاء.
  وفي الحديث: ما بعث الله نبيّاً بعد لوط إِلا في ثَرْوَةٍ من قومه؛ الثروة: العدد الكثير: وإِنما خَصَّ لوطاً لقوله: لو أَن لي بكم قُوَّة أَو آوِي إِلى رُكْنٍ شديد.
  وثَرْوةٌ من رجال وثَرْوَة من مال أَي كثير؛ قال ابن مقبل
  وثَرْوَةٌ من رجال لو رأَيْتَهمُ ... لَقُلْتَ: إِحْدَى حِراجِ الجَرّ من أُقُر
  مِنَّا بِبادِيةِ الأَعْرابِ كِرْكِرةٌ، إِلى كَراكِرَ بالأَمصارِ والحَضَر
  ويروى: وثَوْرةٌ من رجال.
  وقال ابن الأَعرابي: يقال ثَوْرَة من رجال وثَرْوةٌ بمعنى عدد كثير، وثَرْوَة من مال لا غير.
  ويقال: هذا مَثْراةٌ للمال أَي مَكْثَرة.
  وفي حديث صلة الرحم: هي مَثْراةٌ في المال مَنْسَأَةٌ في الأَثَر؛ مَثْراة: مَفْعَلة من الثَّراء الكثرة.
  والثَّراءُ: المال الكثير؛ قال حاتم:
  وقد عَلِمَ الأَقْوامُ لو أَنَّ حاتِماً ... أَراد ثَراءَ المالِ، كان له وَفْرُ
  والثَّرَاء: كثرة المال؛ قال علقمة:
  يُرِدْنَ ثَراءَ المالِ حيثُ عَلِمْنَه ... وشرْخُ الشَّبابِ عندَهُنَّ عجيبُ
  أَبو عمرو: ثَرَا الله القومَ أَي كَثَّرَهم.
  وثَرَا القومُ ثَراءً: كَثُروا ونَمَوْا.
  وثَرا وأَثْرَى وأَفْرى: كثُرَ مالُه.
  وفي حديث إِسمعيل، #: قال لأَخيه إِسحق إِنك أَثْرَيْتَ وأَمْشَيْتَ أَي كثُر ثَراؤُك، وهو المال، وكثُرت ماشيتُك.
  الأَصمعي: ثَرا القومُ يَثْرُون إِذا كَثُرُوا ونَمَوْا، وأَثْرَوْا يُثْرُون إِذا كثُرت أَموالهم.
  وقالوا: لا يُثْرِينا العَدُوُّ أَي لا يكثر قوله فينا.
  وثَرا المالُ نفسُه يَثْرُوا إِذا كثُر.
  وثَرَوْنا القومَ أَي كنا أَكثر منهم.
  والمال الثَّرِي، مثل عَمٍ خفيف: الكثير.
  والمال الثَّرِيُّ، على فعيل: وهو الكثير.
  وفي حديث أُم زرع: وأَراحَ عليَّ نَعَماً ثَرِيّاً أَي كثيراً؛ ومنه سمي الرجل ثَرْوانَ، والمرأَة ثُرَيَّا، وهو تصغير ثَرْوى.
  ابن سيده: مال ثَرِيّ كثير.
  ورجل ثَرِيّ وأَثْرَى: كثير المال.
  والثَّرِيّ: الكثير العدد؛ قال المَأْثُور المُحاربي جاهلي:
  فقد كُنْتَ يَغْشاكَ الثَّرِيُّ، ويَتَّقِي ... أَذاك، ويَرْجُو نَفْعَك المُتَضَعْضِع
  وأَنشد ابن بري لآخر:
  سَتَمْنَعُني منهم رِماحٌ ثَرِيَّةٌ ... وغَلْصَمةٌ تَزْوَرُّ منها الغَلاصِمُ
  وأَثْرَى الرجلُ: كَثُرت أَمواله؛ قال الكميت يمدح بني أُمية: