لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 164 - الجزء 14

  حَتِيٌّ.

  وقال أَبو حنيفة: الحَتِيُّ ما حُتَّ عن المُقْل إِذا أَدْرَكَ فأُكِل، وقيل: الحَتِيُّ قِشرُ الشَّهدِ؛ عن ثعلب؛ وأَنشد:

  وأَتَتْه بِزَغْدَبٍ وحَتِيٍّ ... بَعْدَ طِرْمٍ وتامِكٍ وثُمَالِ

  والحَتِيُّ: متاع البيت، وهو أَيضاً عَرَق الزَّبِيل وكِفافُه الذي في شَفَتِه.

  الأَزهري: الحَتِيُّ الدِّمْنُ، والحَتِيُّ في الغزل، والحَتِيُّ ثُفْلُ التمر وقشوره.

  والحاتي: الكثير الشُّرْب.

  وذكر الأَزهري في هذه الترجمة حتَّى قال: حَتَّى مُشدَّدة، تكتب بالياء ولا تُمال في اللفظ، وتكون غايةً معناها إِلى مع الأَسماء، وإِذا كانت مع الأَفعال فمعناها إِلى أَن، ولذلك نصبوا بها الغابِرَ، قال: وقال أَبو زيد سمعت العرب تقول جلست عنده عَتَّى الليلِ، يريدون حتى الليل فيقلبون الحاء عيناً.

  حثا: ابن سيده: حَثَا عليه الترابَ حَثْواً هاله، والياء أَعلى.

  الأَزهري: حَثَوْتُ الترابَ وحثَيْتُ حَثْواً وحَثْياً، وحَثا الترابُ نفسُه وغيره يَحْثُو ويَحْثَى؛ الأَخيرة نادرة، ونظيره جَبا يَجْبَى وقَلا يَقْلَى.

  وقد حَثَى عليه الترابَ حَثْياً واحْتَثاه وحَثَى عليه الترابُ نفسُه وحَثى الترابَ في وجهه حَثْياً: رماه.

  الجوهري: حَثا في وجهه التراب يَحْثُو ويَحْثِي حَثْواً وحَثْياً وتَحْثاءً.

  والحَثَى: التراب المَحْثُوُّ أَو الحاثي، وتثنيته حَثَوان وحَثَيان.

  وقال ابن سيده في موضع آخر: الحَثَى الترابُ المَحْثِيُّ.

  وفي حديث العباس وموت النبي، ، ودفنِه: وإِنْ يكنْ ما تقول يا ابنَ الخطاب حَقّاً فإِنه لنْ يَعْجِزَ أَن يَحْثُوَ عنه أَي يرميَ عن نفسه الترابَ ترابَ القبرِ ويقُومَ.

  وفي الحديث: احْثُوا في وجوه المَدَّاحِين الترابَ أَي ارْمُوا؛ قال ابن الأَثير: يريد به الخَيْبة وأَن لا يُعْطَوْا عليه شيئاً، قال: ومنهم من يجريه على ظاهره فيرمي فيها التراب.

  الأَزهري: حَثَوْت عليه الترابَ وحَثَيتُ حَثْواً وحَثْياً؛ وأَنشد:

  الحُصْنُ أَدْنَى، لَوْ تَآيَيْتِه ... من حَثْيِكِ التُّرْبَ على الرَّاكِبِ

  الحُصْن: حَصانة المرأَة وعِفَّتها.

  لو تآييتِه أَي قصدْتِه.

  ويقال للتراب: الحَثَى.

  ومن أَمثال العرب: يا ليتني المَحْثِيُّ عليه؛ قال: هو رجل كان قاعداً إِلى امرأَة فأَقبل وَصِيلٌ لها، فلما رأَته حَثَتْ في وجهه التراب تَرْئِيَةً لجَلِيسِها بأَن لا يدنُوَ منها فَيطَّلِعَ على أَمرهما؛ يقال ذلك عند تمني منزلةِ من تُخْفَى له الكرامةُ وتُظْهَر له الإِهانة.

  والحَثْيُ: ما رفعت به يديك.

  وفي حديث الغسل: كان يَحْثي على رأْسه ثَلاثَ حَثَياتٍ أَي ثلاث غُرَفٍ بيديه، واحدتها حَثْيَة.

  وفي حديث عائشة وزينب، ®: فَتقاوَلَتا حتى اسْتَحْثَتَا؛ هو اسْتَفْعَل من الحَثْيِ، والمراد أَن كل واحدة منهما رمت في وجه صاحبتها التراب.

  وفي الحديث: ثلاث حَثَياتٍ من حَثَيات ربي تبارك وتعالى؛ قال ابن الأَثير: هو مبالغة في الكثرة وإِلا فلا كَفَّ ثَمَّ ولا حَثْيَ، جل الله تبارك وتعالى عن ذلك وعز.

  وأَرض حَثْواء: كثيرة التراب.

  وحَثَوْت له إِذا أَعطيته شيئاً يسيراً.

  والحَثَى، مقصور: حُطام التِّبْن؛ عن اللحياني.

  والحَثَى أَيضاً: دُقاق التِّبْن، وقيل: هو التِّبْن المُعْتَزَل عن الحبّ، وقيل أَيضاً: التبن خاصة؛ قال:

  تسأَلُني عن زَوْجِها أَيُّ فَتَى ... خَبٌّ جَرُوزٌ، وإِذا جاعَ بَكى

  ويأْكُلُ التمرَ ولا يُلقِي النَّوَى ... كأَنه غِرارةٌ ملأَى حَثَا