لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الدال المهملة]

صفحة 74 - الجزء 1

  فلما انْصَرَفَ دَرَأَ جُمْعةً من حَصَى المسجد، وأَلْقَى عَلَيْها رَداءَه، واسْتَلْقَى أَي سَوَّاها بيدِه وبَسَطَها؛ ومنه قولهم: يا جارِيةُ ادرَئِي إلَيَّ الوِسادَةَ أَي ابْسُطِي.

  وتقولُ: تَدَرَّأَ علينا فلان أَي تَطَاول.

  قال عَوفُ ابن الأَحْوصِ:

  لَقِينا، مِنْ تَدَرُّئِكم عَلَيْنا ... وقَتْلِ سَراتِنا، ذاتَ العَراقِي

  أَراد بقوله ذات العَراقِي أَي ذاتَ الدَّواهِي، مأْخوذ من عَراقِي الإِكام، وهي التي لا تُرْتَقَى إلَّا بِمَشَقَّةٍ.

  والدَّرِيئة: الحَلْقةُ التي يَتَعَلَّم الرَّامي الطَّعْنَ والرَّمْيَ عليها.

  قال عمرو بن معديكرب:

  ظَلِلْتُ كأَنِّي للرِّماح دَرِيئةٌ ... أُقاتِلُ عَنْ أَبنْاءِ جَرْمٍ، وفَرَّتِ

  قال الأَصمعي: هو مهموز.

  وفي حديث دُرَيْد بن الصِّمة في غَزْوة حُنَيْن: دَرِيئَةٌ أَمامَ الخَيْلِ.

  الدَّرِيئةُ: حَلْقةٌ يُتَعَلَّم عَليْها الطَّعْنُ؛ وقال أَبو زيد: الدَرِيئةُ، مهموز: البَعِير أَو غيرُه الذي يَسْتَتِرُ به الصائد من الوحْشِ، يَخْتِل حتَّى إذا أَمْكَنَ رَمْيُه رَمَى؛ وأَنشد بيت عَمْرو أَيضاً، وأَنشد غيره في همزه أيضاً:

  إذا ادَّرَؤُوا منْهُمْ بِقِرْدٍ رَمَيْتُه ... بَمُوهِيةٍ، تُوهِي عَظامَ الحَواجِب

  غيره: الدَّرِيئَةُ: كُّل ما اسْتُتِرُ به من الصيْد ليُّخْتَلَ من بَعِير أَو غيره هو مهموز لأَنها تُدْرَأُ نحو الصيْدِ أَي تُدْفَع، والجمع الدَّرايا والدَرائِئُ، بهمزتين، كلاهما نادر.

  ودَرَأَ الدَّرِيئَةَ للصيد يَدرَؤُها دَرْءًا: ساقَها واسْتَتَرَ بها، فإذا أَمْكَنه الصيدُ رَمَى.

  وتَدَرَّأَ القومُ: اسْتَتَرُوا عن الشيء ليَخْتِلُوه.

  وادَّرَأْتُ للصيْدِ، على افْتَعَلْتُ: إِذا اتَّخَذْت له دَرِيئةً.

  قال ابن الأَثير: الدَّريَّة، بغير همز: حيوان يَسْتَتِر به الصائدُ، فَيَتْرُكُه يَرْعَى مع الوحْش، حتى إذا أَنِسَتْ به وأَمكَنَتْ من طالِبها، رَماها.

  وقيل على العَكْسِ منهما في الهمز وتَرْكِه.

  الأَصمعي: إِذا كان مع الغُدّة، وهي طاعونُ الإِبل، ورَمٌ في ضَرْعها فهو دارِئٌ.

  ابن الأَعرابي: إذا دَرَأَ البعيرُ من غُدَّته رَجَوْا أَن يَسْلَم؛ قال: ودَرَأَ إذا وَرِمَ نَحْرُه.

  ودَرَأَ البعيرُ يَدْرَأُ دُرُوءًا فهو دارِئٌ: أَغَدَّ ووَرِمَ ظَهْرُه، فهو دارِئٌ، وكذلك الأُنثى دارئٌ، بغير هاءٍ.

  قال ابن السكيت: ناقةٌ دارِئٌ إذا أَخَذَتْها الغُدَّةُ من مَراقِها، واسْتَبانَ حَجْمُها.

  قال: ويسمى الحَجْمُ دَرْءاً بالفتح؛ وحَجْمُها نُتوؤُها، والمَراقُ بتخفيف القاف: مَجرى الماء من حَلْقِها، واستعاره رؤْبة للمُنْتَفِخِ المُتَغَضِّب، فقال:

  يا أَيُّها الدّارِئُ كَالمنْكُوفِ ... والمُتَشَكِّي مَغْلةَ المَحْجُوفِ

  جعل حِقْده الذي نفخه بمنزلة الورم الذي في ظهر البعير، والمَنْكُوفُ: الذي يَشْتَكي نَكَفَتَه، وهي أَصل اللِّهْزِمة.

  وأَدْرَأَتِ الناقةُ بضَرْعِها، وهي مُدْرِئ إذا اسْتَرْخَى ضَرعُها؛ وقيل: هو إذا أَنزلت اللبن عندَ النِّتاجِ.