لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل اللام]

صفحة 742 - الجزء 1

  والفَلَوات، وسار في الهَواجر فيها.

  وقِيل: لُعابُ الشمس ما تراه في شِدَّة الحرّ مِثْلَ نَسْجِ العنكبوت؛ ويقال: هو السَّرابُ.

  والاسْتِلْعابُ في النخل: أَن يَنْبُتَ فيه شيء من البُسْر، بعد الصِّرام.

  قال أَبو سعيد: اسْتَلْعَبَتِ النخلةُ إِذا أَطْلَعَتْ طَلْعاً، وفيها بقيةٌ من حَمْلها الأَوَّل؛ قال الطرماح يصف نخلة:

  أَلْحَقَتْ ما اسْتَلْعَبَتْ بالذي ... قد أَنى، إِذْ حانَ وقتُ الصِّرام

  واللَّعْباءُ: سَبِخةٌ معروفة بناحية البحرين، بحِذاءِ القَطِيفِ، وسِيفِ البحرِ.

  وقال ابن سيده: اللَّعْباءُ موضع؛ وأَنشد الفارسي:

  تَرَوَّحْنا من اللَّعْباءِ قَصْراً ... وأَعْجَلْنا إِلاهةَ أَنْ تَؤُوبا

  ويروى: الإِلهةَ، إِلاهةُ اسم للشمس.

  لغب: اللُّغُوبُ: التَّعَبُ والإِعْياءُ.

  لَغَبَ يَلْغُبُ، بالضم، لُغُوباً ولَغْباً ولَغِبَ، بالكسر، لغة ضعيفة: أَعْيا أَشدَّ الإِعْياءِ.

  وأَلْغَبْتُه أَنا أَي أَنْصَبْتُه.

  وفي حديث الأَرْنَب: فسَعَى القومُ فلَغِبُوا وأَدْركْتُها أَي تَعِبُوا وأَعْيَوْا.

  وفي التنزيل العزيز: وما مَسَّنا من لُغُوبٍ.

  ومنه قيل: فلانٌ ساغِبٌ لاغِبٌ أَي مُعْيٍ.

  واستعار بعضُ العربِ ذلك للريح، فقال، أَنشده ابن الأَعرابي:

  وبَلْدَةٍ مَجْهَلٍ تُمْسِي الرِّياحُ بها ... لَواغِباً، وهي ناءٍ عَرْضُها، خاوِيَه

  وأَلْغَبَه السيرُ، وتَلَغَّبه: فَعَلَ به ذلك وأَتْعَبَه؛ قال كُثَيِّر عَزَّةَ:

  تَلَغَّبَها دونَ ابنِ لَيْلى، وشَفَّها ... سُهادُ السُّرى، والسَّبْسَبُ المتماحِلُ

  وقال الفرزدق:

  بل سوف يَكْفِيكَها بازٍ تَلَغَّبها ... إِذا الْتَقَتْ، بالسُّعُودِ، الشمسُ والقمرُ

  أَي يكفيك المُسْرفين بازٍ، وهو عُمَرُ بن هُبَيْرة.

  قال: وتَلَغَّبها، تَولَّاها فقام بها ولم يَعْجِزْ عنها.

  وتَلَغَّبَ سَيْرَ القومِ: سارَ بهم حتى لَغِبُوا؛ قال ابن مُقْبل:

  وحَيٍّ كِرامٍ، قد تَلَغَّبْتُ سَيْرَهم ... بمَرْبُوعةٍ شَهْلاءَ، قد جُدِلَتْ جَدْلا

  والتَّلَغُّبُ: طُولُ الطِّرادِ؛ وقال:

  تَلَغَّبَني دَهْرِي، فلما غَلَبْتُه ... غَزاني بأَولادي، فأَدْرَكَني الدَّهْرُ

  والمَلاغِبُ: جمع المَلْغَبة، مِن الإِعْياءِ.

  ولَغَبَ على القوم يَلْغَب، بالفتح فيهما، لَغْباً: أَفْسَدَ عليهم.

  ولَغَبَ القومَ يَلْغَبُهم لَغْباً: حَدَّثَهم حديثاً خَلْفاً؛ وأَنشد:

  أَبْذُلُ نُصْحِي وأَكُفُّ لَغْبي

  وقال الزِّبْرِقانُ:

  أَلَمْ أَكُ باذِلاً وُدِّي ونَصْرِي ... وأَصْرِفُ عنكُمُ ذَرَبي ولَغْبي

  وكلامٌ لَغْبٌ: فاسِدٌ، لا صائِبٌ ولا قاصِدٌ.

  ويقال: كُفَّ عَنَّا لَغْبَك أَي سَيِّئَ كلامِك.

  ورجلٌ لَغْبٌ، بالتسكين، ولَغُوبٌ، ووَغْبٌ: ضعيفٌ أَحمَقُ، بيِّنُ اللَّغَابةِ.

  حكى أَبو عمرو بنُ العَلاءِ عن أَعرابي من أَهل اليمن: فلانٌ لَغُوبٌ، جاءَته كتابي فاحْتَقَرَها؛ قلتُ: أَتقول جاءَته كتابي؟ فقال: أَليس هو الصحيفةَ؟ قلتُ: فما اللَّغُوبُ؟ قال: الأَحْمق.

  والاسم اللَّغابة واللُّغُوبةُ.

  واللَّغْبُ: الرِّيش الفاسِدُ مثل البُطْنانِ، منه.