لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الذال المعجمة]

صفحة 345 - الجزء 14

  ويروى: راهِنةٌ، يعني الخَمْر.

  والرَّهِيَّةُ: بُرٌّ يُطحَن بين حجرين ويُصَبُّ عليه لَبَن، وقد ارْتَهَى.

  والرُّها⁣(⁣١): بلد بالجزيرة ينسب إِليه ورَق المَصاحف، والنسبة إِليه رُهاوِيٌّ.

  وبَنُو رُهاء، بالضم⁣(⁣٢): قبيلة من مَذْحجٍ والنسبة إِليهم رُهاوِيٌّ.

  التهذيب في ترجمة هرا: ابن الأَعرابي هاراه إِذا طانَزه، وراهاه إِذا حامقه.

  روي: قال ابن سيده في معتل الأَلف: رُواوةُ موضع من قِبَل بلاد بني مُزَيْنةَ؛ قال كثير عزة:

  وغَيَّرَ آياتٍ، بِبُرْقِ رُواوةٍ ... تَنائِي اللَّيالي، والمَدَى المُتَطاوِلُ

  وقال في معتل الياء: رَوِيَ من الماء، بالكسر، ومن اللَّبَن يَرْوَى رَيّاً ورِوىً أَيضاً مثل رِضاً وتَرَوَّى وارْتَوَى كله بمعنى، والاسم الرِّيُّ أَيضاً، وقد أَرْواني.

  ويقال للناقة الغزيرة: هي تُرْوِي الصَّبِيَّ لأَنه يَنام أَول الليلِ، فأَراد أَنّ دِرَّتها تَعْجَلُ قبلَ نَوْمِه.

  والرَّيَّانُ: ضدّ العَطْشان، ورجل رَيّانُ وامرأَة رَيَّا مِن قوم رِواءٍ.

  قال ابن سيده: وأَمّا رَيَّا التي يُظنّ بها أَنها من أَسماء النساء فإِنه صفة، على نحو الحَرث والعَباسِ، وإِن لم يكن فيها اللام، اتخذوا صحة الياء بدلاً من اللام، ولو كانت على نحو زيد من العلمية لكانت رَوَّى من رَوِيت، وكان أَصلها رَوْيا فقلبت الياء واواً لأَن فَعْلى إِذا كانت اسماً وأَلفها ياء قلبت إِلى الواو كتَقْوَى وشرْوَى، وإِن كانت صفة صحت الياء فيها كصَدْيا وخَزْيا.

  قال ابن سيده: هذا كلام سيبويه وزدته بياناً.

  الجوهري: المرأَة رَيَّا ولم تُبدل من الياء واو لأَنها صفة، وإِنما يُبدلون الياء في فَعْلَى إِذا كانت اسماً والياء موضع اللام، كقولك شَرْوَى هذا الثوبِ وإِنما هو من شَرَيْت، وتَقْوَى وإِنما هو من التَّقِيَّة، وإِن كانت صفة تركوها على أَصلها قالوا امرأَة خَزْيا ورَيَّا، ولو كانت اسماً لكانت رَوَّى لأَنك كنت تبدل الأَلف واواً موضع اللام وتترك الواو التي هي عين فَعْلَى على الأَصل؛ وقول أَبي النجم:

  واهاً لِرَيَّا ثُمَّ واهاً واها

  إِنما أَخرجه على الصفة.

  ويقال: شَرِبْت شُرْباً رَوِيّاً.

  ابن سيده: ورَوِيَ النَّبْتُ وتَرَوَّى تَنَعَّم.

  ونَبْتٌ رَيّانُ وشَجر رِواءٌ؛ قال الأَعشى:

  طَرِيقٌ وجَبّارٌ رِواءٌ أُصولُه ... عَلَيْه أَبابِيلٌ مِنَ الطَّيْرِ تَنْعَبُ

  وماء رَوِيٌّ ورِوىً ورَواءٌ: كثير مُرْوٍ؛ قال:

  تَبَشّرِي بالرِّفْه والماءِ الرِّوَى ... وفَرَجٍ مِنْكِ قَرِيب قد أَتَى

  وقال الحطيئة:

  أَرَى إِبِلِي بِجَوْفِ الماءِ حَنَّتْ ... وأَعْوَزَها بِه الماءُ الرَّواءُ

  وماءٌ رَواء، ممدود مفتوح الراء، أَي عَذْبٌ؛ وأَنشد ابن بري لشاعر:

  مَنْ يَكُ ذا شَكّ، فهذا فَلْجُ ... ماءٌ رَواءٌ وطَرِيقٌ نَهْجُ

  وفي حديث عائشة تصف أَباها، ®: واجْتَهَرَ دُفُنَ الرَّواء، وهو بالفتح والمد الماء الكثير، وقيل: العَذْب الذي فيه للوارِدين رِيٌّ.


(١) قوله [والرها الخ] هو بالمدّ والقصر كما في ياقوت.

(٢) قوله [وبنو رهاء بالضم] تبع المؤلف الجوهري، والذي في القاموس كسماء.