لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

فصل النون

صفحة 753 - الجزء 1

  واليَنْخُوبةُ: أَيضاً الاسْتُ⁣(⁣١)؛ قال جرير:

  إِذا طَرَقَتْ يَنْخُوبةٌ من مُجاشعٍ

  والمَنْخَبةُ: اسم أُمّ سُوَيْدٍ⁣(⁣٢).

  والنِّخابُ: جِلْدَةُ الفُؤَاد؛ قال:

  وأُمُّكُمْ سارِقَةُ الحِجابِ ... آكِلَةُ الخُصْيَيْنِ والنِّخاب

  وفي الحديث: ما أَصابَ المؤْمنَ من مكروه، فهو كَفَّارة لخطاياه، حتى نُخْبةِ النَّملةِ؛ النُّخْبةُ: العَضَّةُ والقَرْصة.

  يقال نَخَبَتِ النملةُ تَنْخُبُ إِذا عَضَّتْ.

  والنَّخْبُ: خَرْقُ الجِلْدِ؛ ومنه حديث أُبَيّ: لا تُصِيبُ المؤمنَ مُصيبةٌ ذَعْرَةٌ، ولا عَثْرَةُ قَدَمٍ، ولا اخْتِلاجُ عِرْقٍ، ولا نُخْبَةُ نملة، إِلا بذَنبٍ، وما يَعْفُو اللَّه أَكثرُ؛ قال ابن الأَثير: ذكره الزمخشري مرفوعاً، ورواه بالخاءِ والجيم؛ قال: وكذلك ذكره أَبو موسى بهما، وقد تقدم.

  وفي حديث الزبير: أَقْبَلْتُ مع رسول اللَّه، ، من لِيَّةَ، فاستقبلَ نَخِباً ببصره؛ هو اسم موضع هناك.

  ونَخِبٌ: وادٍ بأَرض هُذَيْل؛ قال أَبو ذؤَيب⁣(⁣٣):

  لَعَمْرُك، ما خَنْساءُ تَنْسَأُ شادِناً ... يَعِنُّ لها بالجِزْع من نَخِبِ النَّجلِ

  أَراد: من نَجْلِ نَخِبٍ، فقَلَبَ؛ لأَنَّ النَّجْلَ الذي هو الماء في بُطون الأَوْدية جِنْسٌ، ومن المُحال أَن تُضافَ الأَعْلامُ إِلى الأَجْناس، واللَّه أَعلم.

  نخرب: النَّخارِبُ: خُرُوقٌ كبُيوتِ الزنابير، واحدُها نُخْرُوبٌ.

  والنَّخاريبُ أَيضاً: الثُّقَبُ التي فيها الزنابير؛ وقيل: هي الثُّقَبُ المُهَيَّأَةُ من الشَّمَعِ، وهي التي تَمُجُّ النَّحْلُ العسلَ فيها؛ تقول: إِنه لأَضْيَقُ من النُّخْرُوبِ؛ وكذلك الثَّقْبُ في كل شيءٍ نُخْروبٌ.

  ونَخْرَبَ القادِحُ الشجرةَ: ثَقَبها؛ وجعله ابن جني ثلاثيّاً مِنَ الخَرابِ.

  والنُّخْرُوبُ: واحد النَّخاريبِ، وهي شُقُوقُ الحجَرِ.

  وشَجَرَةٌ مُنَخْربَة إِذا بَلِيَتْ وصارت فيها نَخاريبُ.

  ندب: النَّدَبَةُ: أَثَرُ الجُرْح إِذا لم يَرْتَفِعْ عن الجلد، والجمع نَدَبٌ، وأَنْدابٌ ونُدُوبٌ: كلاهما جمع الجمع؛ وقيل: النَّدَبُ واحد، والجمع أَنْدابٌ ونُدُوبٌ، ومنه قول عمر، ¥: إِياكم ورَضاعَ السَّوْءِ، فإِنه لا بُدَّ من أَن يَنْتَدِبَ أَي يَظْهَرَ يوماً ما؛ وقال الفرزدق:

  ومُكَبَّلٍ، تَرَك الحَديدُ بساقِه ... نَدَباً من الرَّسَفانِ في الأَحجالِ

  وفي حديث موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: وإِنَّ بالحَجَر نَدَباً سِتَّةً أَو سبعةً مِن ضربه إِياه؛ فَشَبَّه أَثر الضرب في الحَجر بأَثر الجَرْح.

  وفي حديث مُجاهد: أَنه قرأَ سِيماهُمْ في وُجوههم من أَثر السُّجود؛ فقال: ليس بالنَّدَب، ولكنه صُفْرَةُ الوَجْه والخُشُوعُ؛ واستعاره بعضُ الشعراء للعِرْضِ، فقال:

  نُبِّئْتُ قافيةً قِيلَتْ، تَناشَدَها ... قومٌ سأَتْرُكُ، في أَعْراضِهِم، نَدَبا

  أَي أَجْرَحُ أَعْراضَهم بالهجاءِ، فيُغادِرُ فيها ذلك الجَرْحُ نَدَباً.


(١) قوله [والينخوبة أيضاً الاست] وبغير هاء موضع؛ قال الأَعشى:

يا رخماً قاظ على ينخوب

(٢) قوله [والمنخبة اسم أم سويد] هي كنية الاست.

(٣) قوله [قال أبو ذؤيب] أي يصف ظبية وولدها، كما في ياقوت ورواه لعمرك ما عيساء بعين مهملة فمثناة تحتية.