لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 415 - الجزء 14

  بأَرض وَدْعانَ بِساطٌ سِيٌّ

  أَي سَواءٌ مستقيمٌ.

  وسَوَّى الشيءَ وأَسْواه: جعلَه سَوِيّاً.

  وهذا المكان أَسْوى هذه الأَمكنةِ أَي أَشدُّها اسْتِواءً، حكاه أَبو حنيفة.

  وأَرض سَواءٌ: مُسْتَويةٌ.

  ودارٌ سَواءٌ: مُسْتَويةُ المَرافِق.

  وثوبٌ سَواءٌ: مسْتَوٍ عرضُه وطولُه وطبقاتُه، ولا يقال جملٌ سواءٌ ولا حمارٌ ولا رجلٌ سواءٌ.

  واسْتَوَتْ به الأَرضُ وتسَوِّتْ وسُوَّيَتْ عليه، كلُّه: هَلك فيها.

  وقوله تعالى: لو تُسَوَّى بهمُ الأَرضُ؛ فسره ثعلب فقال: معناه يَصيرُون كالتراب، وقيل: لو تُسَوَّى بهم الأَرضُ أَي تَسْتَوي بهم؛ وقوله:

  طال على رَسْم مَهْدَدٍ أَبَدُه ... وعَفا واستَوى به بَلَدُه⁣(⁣١)

  فسره ثعلب فقال: اسْتَوى به بلدُه صار كلُّه حَدَباً، وهذا البيت مختلِفُ الوزنِ فالمِصراعُ الأَول من المنسرح⁣(⁣٢).

  والثاني من الخفيف.

  ورجلٌ سَويُّ الخَلْق والأُنثى سَويَّةٌ أَي مُسْتَوٍ.

  وقد استَوى إذا كان خَلْقُه وولدُه سواءً؛ قال ابن سيده: هذا لفظ أَبي عبيد، قال: والصواب كان خَلْقُه وخَلْق ولده أَو كان هو وولدُه.

  الفراء: أَسْوى الرجلُ إذا كان خَلْق ولدِه سَوِيّاً وخَلْقُه أَيضاً، واسْتَوى من إعوِجاجٍ.

  وقوله تعالى: بَشَراً سَوِيّاً، وقال: ثلاثَ ليالٍ سَوِيّاً؛ قال الزجاج: لما قال زكريّا لربّه اجعَلْ لي آيةً أَي علامَةً أَعلم بها وقوعَ ما بُشِّرْتُ به قال: آيَتُكَ أَن لا تكلِّمَ الناسَ ثلاث ليالٍ سَوِيّاً؛ أَي تُمْنَع الكلامُ وأَنت سَوِيٌّ لا أَخرسُ فتعلَم بذلك أَن الله قد وهبَ لك الوَلدَ، قال: وسَوِيّاً منصوبٌ على الحالِ، قال: وأَما قوله تعالى: فأَرْسَلْنا إليها روحَنا فتمثَّل لها بَشَراً سَوِيّاً؛ يعني جبريلَ تمثَّل لمرْيمَ وهي في غُرْفةٍ مُغْلَقٍ بابُها عليها محجوبةٌ عن الخَلْقِ فتمثَّل لها في صورة خَلْقِ بَشَرٍ سَويّ، فقالت له: إني أَعوذُ بالرَّحْمن منك إن كنت تَقِيّاً؛ قال أَبو الهيثم: السَّوِيُّ فَعيلٌ في معنى مُفْتَعلٍ أَي مُسْتَوٍ، قال: والمُستَوي التامُّ في كلام العرب الذي قد بلغ الغاية في شبابِه وتمامِ خَلْقِه وعقلِه.

  واستَوى الرجل إذا انتهى شَبابه، قال: ولا يقال في شيءٍ من الأَشياء استَوى بنفسِه حتى يُضَمَّ إلى غيرِه فيقال: استَوى فلانٌ وفلانٌ، إلَّا في معنى بلوغِ الرجل النهايةَ فيقال: استَوى، قال: واجتمع مثلُه.

  ويقال: هما على سَويَّةٍ من الأَمر أَي على سَواءٍ أَي استِوءٍ.

  والسَّويَّة: قتَبٌ عجميٌّ للبعير، والجمع السَّوايا.

  الفراء: السايَةُ فَعْلةٌ من التَّسْوِيَةِ.

  وقولُ الناسِ: ضَرَبَ لي سايةً أَي هيّأَ لي كلمةً سَوَّاها عليَّ ليَخْدَعَني.

  ويقال: كيف أَمْسَيْتُم؟ فيقولون: مُسْؤُونَ، بالهمز، صالحون، وقيل لقوم: كيف أَصبحتم؟ قالوا: مُسْوِينَ صالحين.

  الجوهري: يقال كيف أَصبحتم فيقولون: مُسْؤُون صالحون أَي أَن أَولادَنا ومواشينا سويَّةٌ صالحة.

  قال ابن بري: قال ابن خالويه أَسْوى نسي⁣(⁣٣)، وأَسْوى صلِعَ، وأَسْوى بمعنى أَساءَ، وأَسْوى استقام.

  ويقال: أَسْوى القوم في السَّقْي، وأَسْوى الرجلُ أَحدث، وأَسْوى خَزِيَ، وأَسْوى في المرأَة أَوعب، وأَسْوى حرفاً من القرآن أَو آيةً أَسْقطَ.


(١) قوله [مهدد] هو هكذا في الأصل وشرح القاموس.

(٢) قوله [فالمصراع الأَول من المنسرح] أي بحسب ظاهره، وإلا فهو من الخفيف المخزوم بالزاي بحرفين أول المصراع وهما طا وحينئذ فلا يكون مختلفاً.

(٣) قوله [اسوى نسي إلى قوله اسوى القوم في السقي] هذه العبارة هكذا في الأصل.