لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

فصل الطاء المهملة

صفحة 10 - الجزء 15

  الناسَ ويَقْهَرُهم، لا يَثْنِيه تَحَرُّجٌ ولا فَرَقٌ.

  طفا: طَفَا الشيءُ فَوْقَ الماء يَطْفُو طَفْواً وطُفُوّاً: ظَهَرَ وعَلا ولمْ يَرْسُبْ.

  وفي الحديث: أَنه ذكرَ الدَّجَّالَ فقال كأَنَّ عَيْنَه عِنَبَةٌ طافِيةٌ؛ وسئل أَبو العباس عن تفسيره فقال: الطَّافِيَة من العِنَبِ الحَبَّةُ التي قد خرجت عن حدّ نِبْتَةِ أَخَواتِها من الحَبِّ فَنَتَأَتْ وظَهَرَتْ وارْتَفَعَتْ، وقيل: أَراد به الحَبَّةَ الطافيةَ على وجه الماءِ، شبَّه عينه بها، ومنه الطافي من السَّمَك لأَنه يَعْلُو ويَظْهَرُ على رأْسِ الماءِ.

  وطَفَا الثَّورُ الوَحْشِيُّ على الأَكَمِ والرِّمالِ؛ قال العَجَّاج:

  إِذا تَلَقَّتْه الدِّهاسُ خَطْرَفا ... وإنْ تَلَقَّتْه العَقَاقِيلُ طَفَا

  ومَرَّ الظَّبْيُ يَطْفُو إِذا خَفَّ على الأَرض واشْتَدَّ عَدْوُه.

  والطُّفاوة: ما طَفا من زَبَد القِدْر ودَسَمها.

  والطُّفاوة، بالضم: دارَةُ الشمسِ والقمرِ.

  الفراء: الطُّفَاوِيُّ مأْخوذٌ من الطُّفاوَةِ، وهي الدَّارَةُ حولَ الشمسِ؛ وقال أَبو حاتم: الطُّفاوَة الدَّارَةُ التي حولَ القمرِ، وكذلك طُفاوَةُ القِدْرِ ما طَفا عليها من الدَّسَمِ؛ قال العجاج:

  طُفاوَةُ الأُثْرِ كَحَمِّ الجُمَّلِ

  والجُمَّل: الذينَ يُذِيبُون الشَّحْمَ: والطَّفْوَةُ: النَّبْتُ الرقيقُ.

  ويقال: أَصَبْنَا طُفاوةً من الرَّبِيعِ أَي شيئاً منه.

  والطُّفاوةُ: حَيٌّ من قَيْسِ عَيْلانَ.

  والطافي: فرسُ عَمْرو بنِ شَيْبانَ.

  والطُّفْيَةُ: خُوصَةُ المُقْلِ، والجَمْع طُفْيٌ؛ قال أَبو ذؤيب:

  لِمَنْ طَلَلٌ بالمنْتَضى غَيرُ حائِلِ ... عَفَا بَعْدَ عَهْدٍ من قِطارٍ ووابِلِ؟

  عَفَا غَيْرَ نُؤْيِ الدارِ ما إِنْ تُبِينُه ... وأَقْطاعِ طُفْيٍ قَدْ عَفَتْ في المَعاقِلِ

  المَناقِلُ: جَمْعُ مَنْقَلٍ وهو الطَّريقُ في الجَبَل، ويروى: في المَنازِل، ويروى في المَعاقِلِ، وهو كذا في شعره.

  وذو الطُّفْيَتَيْنِ: حَيَّة لها خَطَّان أَسْوادان يُشَبَّهانِ بالخُوصَتَيْن، وقد أَمر النبِيُّ، ، بقَتْلِها.

  وفي الحديث: اقْتُلُوا ذا الطُّفْيَتَيْن والأَبْتَرَ، وقيل: ذو الطُّفْيَتَيْن الذي له خَطَّانِ أَسْوَدان على ظَهرِه.

  والطُّفْيَةُ: حَيَّةٌ لَيِّنَة خَبيثَة قَصِيرة الذَّنَب يقال لها الأَبْتَرُ.

  وفي حديث النبي، : اقْتُلُوا الجانَّ ذا الطُّفْيَتَيْن والأَبْتَرَ؛ قال الأَصمعي: أُراه شَبَّه الخَطَّيْن اللَّذَيْنِ على ظَهْرِه بخُوصَتَيْن من خُوصِ المُقْلِ، وهما الطُّفْيَتَانِ، ورُبَّما قيل لِهَذِه الحَيَّةِ طُفْيَةٌ على معنى ذات طُفْيَة؛ قال الشاعر:

  وهُمْ يُذِلُّونَها من بَعْدِ عِزَّتِها ... كما تَذِلُّ الطُّفَى مِنْ رُقْيَةِ الراقي

  أَي ذَواتُ الطُّفَى، وقد يُسَمَّى الشيُّ باسم ما يُجاوِرُه.

  وحكى ابن بري: أَن أَبا عُبَيدة قال خَطَّانِ أَسْودَانِ، وأَنّ ابن حَمْزَة قال أَصْفَرانِ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

  عَبْدٌ إِذا ما رَسَبَ القَوْمُ طَفَا

  قال: طَفَا أَي نزَا بِجَهْلِه إِذا تَرَزَّنَ الحَلِيمُ.

  طلي: طَلى الشيءَ بالهِنَاءِ وغَيرِه طَلْياً: لَطَخَه، وقد جاء في الشِّعْرِ طَلَيْته إِيَّاه؛ قال مِسْكينٌ الدَّارِمي:

  كأَنّ المُوقِدِينَ بها جِمالٌ ... طَلاهَا الزَّيْتَ والقَطِرانَ طالِ