لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

فصل الطاء المهملة

صفحة 17 - الجزء 15

  لم أُحْكِمْ هذه الروايَةَ التي رَوَيْتها عن النبي، ، كإِحْكامِ الطاهي للطعام، وكان وجْه الكلام أَن يقول فما كان إِذاً طَهْوِي⁣(⁣١) ولكن الحدِيث جاء على هذا اللَّفْظِ، ومعناه أَنَّه لم يكن لي عَمَلٌ غيرُ السمَاعِ، أَو أَنَّه إنكارٌ لأَنْ يكونَ الأَمْرُ على خلاف ما قال، وقيل: هُوَ بمعنى التَّعَجُّب كأَنه قال وإِلَّا فأَيُّ شيءٍ حِفْظِي وإِحْكامي ما سَمِعْتُف والطُّهَى: الذَّنْبُ.

  طَهَى طَهْياً: أَذْنَبَ؛ حكاه ثعلب عن ابن الأَعرابي، قال: وذلك من قَوْل أَبي هريرة أَنا ما طَهْوِي أَي أَيُّ شيء طَهْوِي، على التَّعَجب، كأَنه أَراد أَي شَيءٍ حِفْظِي لما سمعته وإحكامي.

  وطَهَتِ الإِبلُ تَطْهى طَهْواً وطُهُوّاً وطَهْياً: انْتَشَرَتْ وذَهَبَتْ في الأَرض؛ قال الأَعشى:

  ولَسْنَا لبَاغِي المُهْمَلاتِ بِقِرْفَةٍ ... إذا ما طَهَى باللَّيْلِ مُنْتَشِراتُها

  ورواه بعضهم: إِذا ماطَ، من ماطَ يَمِيطُ.

  والطُّهاوة: الجِلْدَة الرَّقِيقَة فوقَ اللَّبَنِ أَو الدَّم.

  وطَهَا في الأَرض طَهْياً: ذَهب فيها مثلَ طَحَا؛ قال:

  ما كانَ ذَنْبِي أَنْ طَهَا ثُمَّ لم يَعُد ... وحُمْرانُ فيها طائِشُ العَقْلِ أَصْوَرُ

  وأَنشد الجوهري:

  طَهَا هِذْرِيانٌ، قَلَّ تَغْمِيضُ عَيْنِه ... على دُبَّة مثل الخَنِيف المُرَعْبَلِ

  وكذلك طَهَتِ الإِبلُ.

  والطَّهْيُ: الغَيْمُ الرَّقيق، وهو الطَهاءُ لغة في الطَّخاءِ، واحدَتُه طَهاءَةٌ؛ يقال: ما على السماء طَهاءَةٌ أَي قَزَعة.

  ولَيلٌ طاه أَي مُظْلِمٌ.

  الأَصمعي: الطَّهاءُ والطَّخاءُ والطَّخافُ والعَماءُ كلُّه السحابُ المرتفِعُ، والطَّهْي الصِّراع، والطَّهْي الضرب الشديد.

  وطُهَيَّةٌ: قَبيلة، النسَبُ إليها طُهَوِيٌّ وطُهْوِيٌّ وطَهَوِيٌّ وطَهْوِيٌّ، وذكروا أَنَّ مُكَبَّره طهْوة، ولكنهم غلَب استعمالهم له مُصَغَّراً؛ قال ابن سيده: وهذا ليس بقَوِيٍّ، قال: وقال سيبويه النَّسَب إِلى طُهَيَّة طُهْوِيٌّ، وقال بعضهم: طُهَوِيٌّ على القياس، وقيل: هم حَيٌّ من تميم نُسِبوا إِلى أُمِّهِمْ، وهم أَبو سَوْدٍ وعَوْفٌ وحبيش⁣(⁣٢) بنو مالكِ بنِ حَنْظَلَة؛ قال جرير:

  أَثَعْلَبَة الفَوارِسَ أَوْ رِياحاً ... عَدَلْتَ بهم طُهَيَّةَ والخِشابا؟

  قال ابن بري: قال ابن السيرافي لا يروى فيه إِلَّا نصبُ الفوارِس على النَّعْتِ لثَعلبة؛ الأَزهري: مَنْ قال طَهْوِيٌّ جَعلَ الأَصلَ طَهْوَةَ.

  وفي النوادِرِ: ما أَدْرِي أَيُّ الطَّهْياءِ هو⁣(⁣٣) وأَيُّ الضَّحْياءِ هو وأَيُّ الوَضَحِ هو؛ وقال أَبو النجم:

  جَزَاه عنّا ربُّنا، رَبُّ طَهَا ... خَيْرَ الجزاء في العَلاليِّ العُلا

  فإنما أَرادَ رَبُّ طَه السُّورة، فَحَذَف الأَلِفَ؛ وأَنشد الباهليُّ للأَحْولِ الكِنْدِيِّ:

  وليْتَ لنا، من ماءِ زَمْزَمَ، شَرْبةً ... مُبَرَّدةً باتَتْ على الطَّهَيانِ

  يعني من ماءِ زمزمٍ، بدلَ ماءِ زَمْزَمَ، كقوله:


(١) قوله [فما كان إذاً طهوي] هكذا في الأصل، وعبارة التهذيب: أن يقول فما طهوي أي فما كان إذاً طهوي الخ.

(٢) قوله [حبيش] هكذا في الأصل وبعض نسخ الصحاح، وفي بعضها: حنش.

(٣) قوله [أي الطهياء هو الخ] فسره في التكملة فقال: أي أَيّ الناس هو.