لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 31 - الجزء 15

  وحافِرٌ صُلْبُ العُجَى مُدَمْلَقُ ... وساقُ هَيْقُواتِها مُعَرَّقُ⁣(⁣١)

  معرَّق: قليل اللحم؛ قال ابن بري: وأَنشده في فصلِ دملق:

  وساقُ هَيْقٍ أَنفُها مُعرَّقُ

  والعَجْوة: ضَرْبٌ من التَّمرِ يقالُ هو مما غَرَسه النبيُّ، ، بيده، ويقال: هو نَوعٌ من تَمرِ المَدينةِ أَكبر منَ الصَّيْحانيِّ يَضْرِبُ إلى السواد من غَرْسِ النبيِ، .

  قال الجوهري: العَجْوَةُ ضَرْبٌ من أَجْوَدِ التَّمْرِ بالمدينة ونَخْلتُها تسمى لِينَةً؛ قال الأَزهري: العَجْوَةُ التي بالمدينة هي الصَّيْحَانيَّةُ، وبها ضُرُوبٌ من العَجْوة ليس لها عُذُوبة الصَّيْحانيَّةِ ولا رِيُّها ولا امتِلاؤها.

  وفي الحديث: العَجْوةُ من الجنةِ.

  وحكى ابن سيده عن أَبي حنيفة: العَجْوةُ بالحجازِ أُمُّ التَّمْرِ الذي إليه المَرْجِعُ كالشِّهْرِيز بالبَصْرةِ، والتَّبّيّ بالبحرين، والجُذاميِّ باليمامة.

  وقال مرَّة أُخرى: العَجْوة ضربٌ من التمر.

  وقيل لأُحَيْحةَ بن الجُلاحِ: ما أَعْدَدْتَ للشتاء؟ قال: ثلثَمائةٍ وسِتِّينَ صاعاً من عَجْوة تُعْطِي الصبيَّ منها خَمْسًا فيردُّ عليكَ ثلاثاً.

  قال الجوهري: ويقال العُجى الجُلود اليابسةُ تُطْبَخُ وتُؤكلُ، الواحدةُ عُجْية؛ وقال أَبو المُهَوِّش:

  ومُعَصِّبٍ قَطَعَ الشِّتاءَ، وقُوتُه ... أَكلُ العُجى وتَكَسُّبُ الأَشْكادِ

  فبَدَأْتُه بالمَحْضِ، ثم ثَنَيْتُه ... بالشَّحْمِ، قَبْلَ مُحَمَّدٍ وزِيادِ

  وحكى ابن بري عن ابن وَلَّاد: العُجى في البيت جمع عُجْوَةٍ، وهو عَجْبُ الذَّنَبِ، وقال: وهو غلط منه إِنما ذلك عُكعوَةٌ وعُكًى؛ قال:

  حَتَّى تُوَلِّيك عُكَى أَذْنابِها

  وسيأْتي ذكره.

  والعُجَى أَيضاً: عَصَبَة الوَظِيف، والأَشْكادُ: جمع شُكْدٍ، وهو العَطاءُ.

  عدا: العَدْو: الحُضْر.

  عَدَا الرجل والفرسُ وغيره يعدو عدْواً وعُدُوّاً وعَدَوانًا وتَعْداءً وعَدَّى: أَحْضَر؛ قال رؤبة:

  من طُولِ تَعْداءِ الرَّبيعِ في الأَنَقْ

  وحكى سيبويه: أَتيْته عَدْواً، وُضع فيه المصدرُ على غَيْر الفِعْل، وليس في كلِّ شيءٍ قيل ذلك إنما يُحكى منه ما سُمع.

  وقالوا: هو مِنِّي عَدْوةُ الُفَرَس، رفعٌ، تريد أَن تجعل ذلك مسافَة ما بينك وبينه، وقد أَعْداه إذا حَمَله على الحُضْر.

  وأَعْدَيْتُ فرسي: اسْتَحضَرته.

  وأَعْدَيْتَ في مَنْطِقِكَ أَي جُرت.

  ويقال للخَيْل المُغِيرة: عادِيَة؛ قال الله تعالى: والعادِياتِ ضَبْحاً؛ قال ابن عباس: هي الخَيْل؛ وقال علي، ¥: الإِبل ههنا.

  والعَدَوانُ والعَدَّاء، كلاهما: الشَّديدُ العَدْوِ؛ قال:

  ولو أَنَّ حيًّا فائتُ المَوتِ فاتَه ... أَخُو الحَرْبِ فَوقَ القارِحِ العَدَوانِ

  وأَنشد ابن بري شاهداً عليه قول الشاعر:

  وصَخْر بن عَمْرِو بنِ الشَّرِيد، فإِنَّه ... أَخُو الحَرْبِ فَوقَ السَّابحِ العَدَوانِ

  وقال الأَعشى:

  والقارِحَ العَدَّا، وكلّ طِمِرَّةٍ ... لا تَسْتَطِيعُ يَدُ الطَّويلِ قَذالَها

  أَراد العَدَّاءِ، فقَصَر للضرورة، وأَراد نيلَ قَذالها


(١) قوله [وساق هيقواتها الخ] قال في التكملة: هكذا وقع في النسخ، والصواب هيق أنفها الخ. وقد أنشده في حرف القاف على الصواب والرجز للزفيان.