لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 112 - الجزء 15

  لوجِه عَمَله.

  وحكي عن الفراء قال: يقال في فِعْلِ الجميع من عَيَّ عَيُّوا؛ وأَنشد لبعضهم:

  يَحِدْنَ عَنْ كلِّ حَيٍّ، كأَنَّنا ... أَخاريسُ عَيُّوا بالسَّلامِ وبالنَّسَبْ

  وقال آخر:

  مِنَ الذين إذا قُلْنا حديثَكُمُ ... عَيُّوا، وإنْ نَحْن حَدَّثْناهُمُ شَغِبُوا

  قال: وإذا سُكِّن ما قبل الياء الأُولى لم تُدْغَمْ كقولك هو يُعْيي ويُحْيي.

  قال: ومن العربَ منْ أَذْعَمَ في مثلِ هذا؛ وأَنشد لبعضهم:

  فكَأَنَّها بينَ النّساء سَبيكةٌ ... تَمْشي بسُدَّة بَيتها، فتُعِيُّ

  وقال أبو إسحق النحوي: هذا غيرُ جائزٍ عند حُذَّاق النحويين.

  وذكر أَنَّ البيتَ الذي اسْتَشْهد به الفراء ليس بمعروف؛ قال الأَزهري: والقياس ما قاله أَبو إسحق وكلامُ العرب عليه وأَجمع القُرّاء على الإِظْهار في قوله يُحْيِي ويُمِيتُ.

  وحكي عن شمر: عَيِيتُ بالأَمر وعَييتُه وأَعْيا عليَّ ذلك وأَعياني.

  وقال الليث: أَعْياني هذا الأَمرُ أَن أَضْبِطَه وعَيِيت عنه، وقال غيره: عَيِيتُ فلاناً أَعْياه أَي جَهِلْته.

  وفلان لا يَعْياه أَحدٌ أي لا يَجْهَله أحدٌ، والأصل في ذلك أن لا تَعْيا عن الإِخبارِ عنه إذا سُئِلْتَ جَهْلاً به؛ قال الراعي:

  يسأَلْنَ عنك ولا يَعْياك مسؤولُ

  أَي لا يَجْهَلُك.

  وعَيِيَ في المَنْطِق عِيّاً: حَصِرَ.

  وأَعْيا الماشي: كلَّ.

  وأَعْيا السيرُ البَعيرَ ونحوَه: أَكَلَّه وطَلَّحه.

  وإبلٌ مَعايا: مُعْيِيَة.

  قال سيبويه: سألت الخليلَ عن مَعايا فقال: الوَجْه مَعايٍ، وهو المُطَّرد، وكذلك قال يونس، وإنما قالوا مَعايا كما قالوا مَدارى وصَحارى وكانت مع الياء أَثقلَ إذا كانت تُستَثقَل وحدَها.

  ورجلٌ عَياياءُ: عَيِيٌّ بالأُمور.

  وفي الدعاء: عَيٌّ له وشَيٌّ، والنَّصْبُ جائِزٌ.

  والمُعاياةُ: أَن تأْتيَ بكلامٍ لا يٌهتَدى له، وقال الجوهري: أَن تأْتي بشيءٍ لا يهتدى له، وقد عاياه وعَيَّاه تَعْيِيَةً.

  والأُعْيِيَّةُ: ما عايَيْتَ به.

  وفَحْلٌ عَياءٌ: لا يَهْتَدي للضراب، وقيل: هو الذي لم يَضْرِبْ ناقةً قطُّ، وكذلك الرجل الذي لا يَضْرِبُ، والجمع أَعْياءٌ، جمَعُوه على حذف الزائد حتى كأَنهم كسَّروا فَعَلاً كما قالوا حياءُ الناقةِ، والجمع أَحْياءٌ.

  وفَحْلٌ عَياياءُ: كْعَياءٍ، وكذلك الرجُلُ.

  وفي حديث أُمّ زرع: أَنَّ المرأَة السادسة قالت زوجي عَياياءُ طَبافاءُ كلُّ داءٍ داءٌ؛ قال أبو عبيد: العَياياءُ من الإِبلِ الذي لا يَضْرِبُ ولا يُلْقِحُ، وكذلك هو من الرجال؛ قال ابن الأَثير في تفسيره: العَياياءُ العِنِّينُ الذي تُعْييه مُباضَعَة النساء.

  قال الجوهري: ورَجلٌ عَياياءُ إذا عَيِّ بالأَمْر والمَنْطِقِ؛ وذكر الأَزهري في ترجمة عبا:

  كَجَبْهَةِ الشَّيخِ العَباء الثَّطِّ

  وفسره بالعَبام، وهو الجافي العَيِيُّ، ثم قال: ولم أَسْمَع العَباءَ بمعنى العَبام لغير الليث، قال: وأَما الرَّجَز فالرواية عنه:

  كَجَبْهَة الشيخ العياء

  بالياء.

  يقال: شيخ عَياءٌ وعَياياءُ، وهو العَبامُ الذي لا حاجة له إلى النساء، قال: ومن قاله بالباء فقد صَحَّف.

  وداءٌ عَياءٌ: لا يُبْرَأُ منه، وقد أَعْياه