لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 783 - الجزء 1

  وفي حديث أَبي ذر: فجَعَل يُهْذِبُ الرُّكوعَ أَي يُسْرِعُ فيه ويُتابعه.

  والهَيْذَبى: ضَرْبٌ من مَشْيِ الخيل.

  الفراءُ: المُهْذِبُ السريعُ، وهو من أَسماءِ الشَّيْطانِ؛ ويقال له: المُذْهِبُ أَي المُحَسِّنُ للمَعاصي.

  وإِبل مَهاذيبُ: سِراعٌ؛ وقال رؤْبة:

  ضَرْحاً، وقد أَنْجَدْنَ من ذاتِ الطُّوَقْ ... صَوادِقَ العَقْبِ، مَهاذيبَ الوَلَقْ

  والطائرُ يُهاذِبُ في طَيَرانِه: يَمُرُّ مَرّاً سَريعاً؛ حكاه يعقوب، وأَنشد بيتَ أَبي خِراشٍ:

  يُبادِرُ جُنْحَ اللَّيلِ، فهو مُهاذِبٌ ... يَحُثُّ الجَناحَ بالتَّبَسُّطِ والقَبْضِ

  وقال أَبو خراش أَيضاً:

  فهَذَّبَ عَنْها ما يَلي البَطْنَ، وانْتَحَى ... طَريدةَ مَتْنٍ بَيْنَ عَجْبٍ وكاهِلِ

  قال السُّكَّرِيُّ: هَذَّبَ عنها فَرَّقَ.

  هذرب: الهَذْرَبَةُ⁣(⁣١): كثرةُ الكلام في سُرْعة.

  هرب: الهَرَبُ: الفِرارُ.

  هَرَبَ يَهْرُبُ هَرَباً: فَرَّ، يَكونُ ذلك للإِنسان، وغيره من أَنواع الحيوان.

  وأَهْرَبَ: جَدَّ في الذَّهابِ مَذْعُوراً؛ وقيل: هو إِذا جَدَّ في الذهاب مَذْعُوراً، أَو غيرَ مَذْعور؛ وقال اللحياني: يكون ذلك للفَرَس وغيره مما يَعْدُو؛ وهَرَّبَ غيرَه تَهْريباً.

  وقال مرَّة: جاءَ مُهْرِباً أَي جادّاً في الأَمْرِ؛ وقيل: جاءَ مُهْرِباً إِذا أَتاك هارِبا فَزِعاً؛ وفلانٌ لنا مَهْرَبٌ.

  وأَهْرَبَ الرجلُ إِذا أَبْعَدَ في الأَرض؛ وأَهْرَبَ فلانٌ فلاناً إِذا اضْطَرَّه إِلى الهَرَبِ.

  ويقال: هَرَبَ من الوَتِدِ نِصْفُه في الأَرض أَي غابَ؛ قال أَبو وَجْزَةَ:

  ومُجْنَأً كإِزاءِ الحَوْضِ مُنْثَلِماً ... ورُمَّةً نَشِبَتْ في هارِبِ الوَتِدِ⁣(⁣٢)

  وساحَ فلان في الأَرضِ وهَرَبَ فيها.

  قال: وقال بعضهم: أَهْرَبَ فلانٌ أَي أَغْرَقَ في الأَمْر.

  الأَصمعي، في نفي المال: ما لَه هارِبٌ ولا قارِبٌ أَي صادرٌ عن الماءِ ولا وارِد؛ وقال اللحياني: معناه ما له شيءٌ، وما له قَوْمٌ؛ قال: ومثله ما له سَعْنةٌ ولا مَعْنَةٌ.

  وقال ابن الأَعرابي: الهارِبُ الذي صَدَر عن الماءِ؛ قال: والقارِبُ الذي يَطْلُبُ الماءَ.

  وقال الأَصمعي في قولهم ما لَه هارِبٌ ولا قارِبٌ: معناه ليس له أَحَدٌ يَهْرُبُ منه، ولا أَحدٌ يَقْرُبُ منه أَي فليس هو بشيءٍ؛ وقيل: معناه ما لَه بَعِيرٌ يَصْدُرُ عن الماءِ، ولا بَعِيرٌ يَقْرُبُ الماءَ.

  وفي الحديث: قال له رجل: ما لي ولعيالي هارِبٌ ولا قارِبٌ غيرَها أَي ما لي بعيرٌ صادرٌ عن الماء، ولا واردٌ سواها، يعني ناقتَه.

  ابن الأَعرابي: هَرِبَ الرجُلُ إِذا هَرِمَ؛ وأَهْرَبَتِ الريحُ ما على وجه الأَرض من التُّراب والقَمِيم وغيره إِذا سَفَتْ به.

  والهُرْبُ: الثَّرْبُ، يمانية.

  وهَرَّابٌ ومُهْرِبٌ: اسمان.

  وهارِبةُ البَقْعاءِ: بَطْنٌ.

  هرجب: الهِرْجابُ من الإِبل: الطويلةُ الضَّخْمَةُ؛ قال رُؤْبةُ بنُ العَجَّاج:

  تَنَشَّطَتْه كُلُّ هِرجابٍ فُنُقْ

  قال ابن بري: تَرْتِيبُ إِنْشادِه في رَجَزِه:

  تَنَشَّطَتْه كُلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ ... مَضْبُورَةٍ، قَرْواءَ، هِرْجابٍ، فُنُقْ

  والمِغْلاةُ: الناقةُ التي تُبْعِدُ الخَطْوَ.

  والوَهَقُ:


(١) قوله [الهذربة] قال في التكملة: هي لغة في الهذرمة.

(٢) قوله [ومجنأ] أي نؤياً اه. تكملة.