لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 232 - الجزء 15

  إِنه من تَكَمَّيت الشيء.

  وكَمَى الشهادة يَكْمِيها كَمْياً وأَكْماها: كَتَمَها وقَمَعَها؛ قال كثيِّر:

  وإِني لأَكْمِي الناسَ ما أَنا مُضْمِرٌ ... مخَافَةَ أَن يَثْرَى بِذلك كاشِحُ

  يَثْرى: يَفْرَح.

  وانْكَمَى أَي اسْتَخْفى.

  وتَكَمَّتْهم الفتنُ إِذا غَشِيَتْهم.

  وتَكَمَّى قِرْنَه: قَصَده، وقيل: كلُّ مَقْصود مُعْتَمَد مُتَكَمّىً.

  وتَكَمَّى: تَغَطَّى.

  وتَكَمَّى في سِلاحه: تَغَطَّى به.

  والكَمِيُّ: الشجاع المُتَكَمِّي في سِلاحه لأَنه كَمَى نفسه أَي ستَرها بالدِّرع والبَيْضة، والجمع الكُماة، كأَنهم جمعوا كامياً مثل قاضِياً وقُضاة.

  وفي الحديث: أَنه مر على أَبواب دُور مُسْتَفِلة فقال اكْموها، وفي رواية: أَكِيمُوها أَي استُرُوها لئلا تقع عيون الناس عليها.

  والكَمْوُ: الستر⁣(⁣١)، وأَما أَكِيموها فمعناه ارْفَعُوها لئلا يَهْجُم السيل عليها، مأْخوذ من الكَوْمة وهي الرَّمْلة المُشْرِفة، ومن الناقة الكَوْماء وهي الطَّويلة السَّنام، والكَوَمُ عِظَم في السنام.

  وفي حديث حذيفة: للدابة ثلاث خَرَجاتٍ ثم تَنْكَمِي أَي تستتر، ومنه قيل للشجاع كَمِيّ لأَنه استتر بالدرع، والدابةُ هي دابةُ الأَرض التي هي من أَشراط الساعة؛ ومنه حديث أَبي اليَسَر: فجِئْته فانْكَمى مني ثم ظهر.

  والكَمِيُّ: اللابسُ السلاحِ، وقيل: هو الشجاع المُقْدِمُ الجَريء، كان عليه سلاح أَو لم يكن، وقيل: الكَمِيُّ الذي لا يَحِيد عن قِرنه ولا يَرُوغ عن شيء، والجمع أَكْماء؛ وأَنشد ابن بري لضَمْرة بن ضَمرة:

  تَرَكْتَ ابنتَيْكَ للمُغِيرةِ، والقَنا ... شَوارعُ، والأَكْماء تَشْرَقُ بالدَّمِ

  فأَما كُماةٌ فجمع كامٍ، وقد قيل إِنَّ جمع الكَمِيِّ أَكْماء وكُماة.

  قال أَبو العباس: اختلف الناس في الكَمِيِّ من أَي شيء أُخذ، فقالت طائفة: سمي كَمِيّاً لأَنه يَكْمِي شجاعته لوقت حاجته إِليها ولا يُظهرها مُتَكَثِّراً بها، ولكن إِذا احتاج إِليها أَظهرها، وقال بعضهم: إِنما سمي كَمِيّاً لأَنه لا يقتل إِلا كَمِيّاً، وذلك أَن العرب تأْنف من قتل الخسيس، والعرب تقول: القوم قد تُكُمُّوا والقوم قد تُشُرِّفُوا وتُزُوِّروا إِذا قُتل كَمِيُّهم وشَريفُهم وزَوِيرُهم.

  ابن بزُرْج: رجل كَمِيٌّ بيِّن الكَماية، والكَمِيُّ على وجهين: الكَمِيُّ في سلاحه، والكَمِيُّ الحافظ لسره.

  قال: والكامي الشهادة الذي يَكْتُمها.

  ويقال: ما فلان بِكَمِيٍّ ولا نَكِيٍّ أَي لا يَكْمِي سرّه ولا يَنْكِي عَدُوَّه.

  ابن الأَعرابي: كل من تعمَّدته فقد تَكَمَّيته.

  وسمي الكَمِيُّ كَمِيّاً لأَنه يَتَكَمَّى الأَقران أَي يتعمدهم.

  وأَكْمَى: سَتَر منزله عن العيون، وأَكْمى: قتَل كَمِيَّ العسكر.

  وكَمَيْتُ إِليه: تقدمت؛ عن ثعلب.

  والكِيمياء، معروفة مثال السِّيمياء: اسم صنعة؛ قال الجوهري: هو عربي، وقال ابن سيده: أَحسبها أَعجمية ولا أَدري أَهي فِعْلِياء أَم فِيعِلاء.

  والكَمْوى، مقصور: الليلة القَمْراء المُضِيئة؛ قال:

  فَباتُوا بالصَّعِيدِ لهم أُجاجٌ ... ولو صَحَّتْ لنا الكَمْوى سَرَينا

  التهذيب: وأَما كما فإِنها ما أُدخل عليها كاف التشبيه،


(١) قوله [والكمو الستر] هذه عبارة النهاية ومقتضاها أن يقال كما يكمو.