[فصل الهاء]
  هجا: هَجاه يَهْجُوه هَجْواً وهِجاء وتَهْجاء، مدود: شتمه بالشِّعر، وهو خلاف المَدْح.
  قال الليث: هو الوَقِيعةُ في الأَشْعار.
  وروي عن النبي، ﷺ، أَنه قال: اللهم إِنَّ فلاناً هَجاني فاهْجُه اللهم مكانَ ما هَجاني؛ معنى قوله اهْجُه أَي جازِه على هِجائه إِيايَ جَزاءَ هِجائه، وهذا كقوله ø: وجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها، وهو كقوله تعالى: فمَنِ اعْتَدى عليكم فاعْتَدُوا عليه؛ فالثاني مُجازاةٌ وإِن وافَق اللفظُ اللفظَ.
  قال ابن الأَثير: وفي الحديث اللهم إِنَّ عمرو بنَ العاصِ هَجاني، وهو يعلم أَني لست بشاعر، فاهْجُه اللهم والْعَنْه عدَدَ ما هَجاني أَو مكان ما هَجاني، قال: وهذا كقوله مَن يُرائي يُرائي الله به أَي يُجازِيه على مُراءَاته.
  والمُهاجاةُ بين الشاعِرَيْنِ: يَتهاجَيانِ.
  ابن سيده: وهاجَيْتُه هَجَوْتُه وهَجاني.
  وهم يَتهاجَوْنَ: يَهْجُو بعضُهم بعضاً، وبينهم أُهْجُوَّةٌ وأُهْجِيّةٌ ومُهاجاةٌ يتَهاجَوْن بها؛ وقال الجعدي يَهْجُو ليلى الأَخْيَلِيَّة:
  دَعي عَنْكِ تَهْجاءَ الرِّجالِ، وأَقْبلي ... على أَذْلَغِيٍّ يَمْلأُ اسْتَكِ فَيْشَلا
  الأَذَلَغِيُّ: منسوب إِلى رجل من بني عُبادة بن عُقَيْلٍ رَهْطِ لَيْلى الأَخْيَلِيَّة، وكان نَكَّاحاً، ويقال: ذكر أَذْلَغِيٌّ إِذا مَذى؛ وأَنشد أَبو عمرو الشيباني:
  فدَحَّها بأَذْلَغِيٍّ بَكْبَكِ ... فصَرَخَتْ: قد جُزْتَ أَقْصى المَسْلَكِ
  وهو مَهْجُوٌّ.
  ولا تقل هَجَيْتُه.
  والمرأَة تَهْجُو زَوْجَها أَي تَذُمُّ صُحبته؛ وفي التهذيب: تَهْجُو صُحبة زوجها أَي تَذُمُّه وتَشْكُو صُحْبتَه.
  أَبو زيد: الهِجاءُ القِراءَة، قال: وقلت لرجل من بني قيس أَتَقْرَأُ من القرآن شيئاً؟ فقال: والله ما أَهْجُو منه حَرفاً؛ يريد ما أَقْرَأُ منه حَرْفاً.
  قال: ورَوَيْتُ قَصِيدةً فما أَهْجُو اليومَ منها بيتين أَي ما أَرْوي.
  ابن سيده: والهِجاء تَقْطِيعُ اللفظة بحُروفِها.
  وهَجَوْتُ الحروف وتَهَجَّيْتُها هَجْواً وهِجاء وهَجَّيْتها تَهْجِيةً وتَهَجَّيتُ كله بمعنى؛ وأَنشد ثعلب لأَبي وَجْزةَ السَّعْدي:
  يا دارَ أَسْماءَ، قد أَقْوَتْ بأَنْشاجِ ... كالوَحْيِ، أَو كإِمامِ الكاتِبِ الهاجِي
  قال ابن سيده: وهذه الكلمة يائية وواوية، قال: وهذا على هِجاء هذا أَي على شَكْلِه وقَدْرِه ومِثاله وهو منه.
  وهَجُوَ يَوْمُنا: اشتَدَّ حَرُّه.
  والهَجاةُ: الضِّفْدَعُ، والمعروف الهاجةُ.
  وهَجِيَ البيتُ هَجْياً: انْكَشَفَ.
  وهَجِيَتْ عَيْنُ البعير: غارَتْ.
  ابن الأَعرابي: الهِجى الشِّبعُ من الطَّعام.
  هدي: من أَسماء الله تعالى سبحانه: الهادي؛ قال ابن الأَثير: هو الذي بَصَّرَ عِبادَه وعرَّفَهم طَريقَ معرفته حتى أَقرُّوا برُبُوبيَّته، وهَدى كل مخلوق إِلى ما لا بُدَّ له منه في بَقائه ودَوام وجُوده.
  ابن سيده: الهُدى ضدّ الضلال وهو الرَّشادُ، والدلالة أُنثى، وقد حكي فيها التذكير؛ وأَنشد ابن بري ليزيد بن خَذَّاقٍ:
  ولقد أَضاءَ لك الطرِيقُ وأَنْهَجَتْ ... سُبُلُ المَكارِمِ، والهُدَى تُعْدِي
  قال ابن جني: قال اللحياني الهُدَى مذكر، قال: وقال الكسائي بعض بني أَسد يؤنثه، يقول: هذه هُدًى مستقيمة.
  قال أَبو إِسحق: قوله ø: