لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 16 - الجزء 2

  ومَرَةٌ مُتَبَيِّتَةٌ: أَصابت بَيْتاً وبَعْلًا.

  وهو جاري بَيْتَ بَيْتَ، قال سيبويه: من العرب مَن يَبْنيه كخمسة عشر، ومنهم من يُضِيفه، إِلا في حَدِّ الحال؛ وهو جاري بَيْتاً لبَيْتٍ، وبيتٌ لِبَيْتٍ أَيضاً.

  الجوهري: وهو جاري بَيْتَ بَيْتَ أَي مُلاصِقاً، بُنيا على الفتح لأَنهما اسمان جُعِلا واحداً.

  ابن الأَعرابي: العرب تقول أَبِيتُ وأَباتُ، وأَصِيدُ وأَصاد، ويموتُ ويَماتُ، ويَدُومُ ويَدامُ، وأَعِيفُ وأَعافُ؛ ويقال: أَخيلُ الغَيْثَ بناحِيَتِكم، وأَخالُ، لغةٌ، وأَزيلُ؛ يقال: زالَ⁣(⁣١)، يريدون أَزال.

  قال ومن كلام بني أَسَد: ما يَلِيق بك الخَيْر ولا يعِيقُ، إِتباع.

  الصحاح: باتَ يَبِيتُ ويَباتُ بَيْتُوتة.

  ابن سيده: باتَ يفعل كذا وكذا يَبِيتُ ويَباتُ بَيتاً وبَياتاً ومَبيتاً وبَيْتُوتة أَي ظَلَّ يفعله لَيْلًا، وليس من النَّوم، كما يقال: ظَلَّ يفعل كذا إِذا فعله بالنهار.

  وقال الزجاج: كل من أَدركه الليلُ فقد باتَ، نام أَو لم يَنَم.

  وفي التنزيل العزيز: والذين يَبيتُون لربهم سُجَّداً وقياماً؛ والاسم من كلِّ ذلك البِيتةُ.

  التهذيب، الفراءُ: باتَ الرجلُ إِذا سَهِر الليلَ كله في طاعة اللَّه، أَو معصيته.

  وقال الليث: البَيْتُوتة دُخُولُك في الليل.

  يقال: بتُّ أَصْنَعُ كذا وكذا.

  قال: ومن قال باتَ فلانٌ إِذا نام، فلقد أَخطأَ؛ أَلا ترى أَنك تقول: بِتُّ أُراعي النجومَ؟ معناه: بِتُّ أَنْظرُ إِليها، فكيف ينام وهو يَنْظُر إِليها؟ ويقال: أَباتَكَ اللَّه إِباتَةً حَسَنةً؛ وباتَ بَيْتُوتةً صالحةً.

  قال ابن سيده وغيره: وأَباتَه اللَّه بخَيْر، وأَباتَه اللَّه أَحْسَنَ بِيتَةٍ أَي إِباتَةٍ، لكنه أَراد به الضَّرْبَ من التَّبْيِيت، فبناه على فِعْلِه، كما قالوا: قَتَلْته شَرَّ قِتْلة، وبِئْست المِيتَةُ؛ إِنما أَرادوا الضَّرْب الذي أَصابه من القتل والموت.

  وبِتُّ القومَ، وبِتُّ بهم، وبِتُّ عندَهم؛ حكاه أَبو عبيد.

  وبَيَّتَ الأَمْرَ: عَمِلَه ليلًا، أَوْ دَبَّره ليلًا.

  وفي التنزيل العزيز: بَيَّتَ طائفةٌ منهم غيرَ الذي تَقُولُ؛ وفيه: إِذ يُبَيِّتُون ما لا يَرْضى من القَوْل؛ قال الزجاج: إِذ يُبَيِّتُون ما لا يَرْضى من القول: كلُّ ما فُكِرَ فيه أَو خِيضَ فيه بلَيْل، فقد بُيِّتَ.

  ويقال: هذا أَمرٌ دُبِّرَ بلَيْل وبُيِّتَ بلَيْل، بمعنى واحد.

  وقوله: واللَّه يَكْتُبُ ما يُبَيِّتون أَي يُدَبِّرونَ ويُقَدِّرونَ من السُّوءِ ليلًا.

  وبُيِّتَ الشيءُ أَي قُدِّر.

  وفي الحديث: أَنه كان لا يُبَيِّتُ مالًا، ولا يُقَيِّلُه؛ أَي إِذا جاءَه مالٌ لا يُمْسِكُه إِلى الليل، ولا إِلى القائلة، بل يُعَجِّلُ قِسْمَته.

  وبَيَّتَ القوْمَ والعَدُوَّ: أَوقع بهم ليلًا؛ والاسمُ البَياتُ.

  وأَتاهم الأَمر بَياتاً أَي أَتاهم في جوفِ الليل.

  ويقال: بَيَّتَ فلانٌ بني فلانٍ إِذا أَتاهم بَياتاً، فكَبَسَهم وهم غارُّونَ.

  وفي الحديث: أَنه سُئِل عن أَهل الدار يُبَيَّتُونَ أَي يُصابُون لَيْلًا.

  وتَبْيِيْتُ العَدُوِّ: هو أَن يُقْصَدَ في الليل مِن غير أَن يَعْلم، فَيُؤْخَذَ بَغْتَةً، وهو البَياتُ؛ ومنه الحديث: إِذا بُيِّتُّمْ فقولوا: هم لا يُنْصَرُونَ.

  وفي الحديث: لا صيامَ لمن لم يُبَيِّتِ الصِّيامَ أَي يَنْوِه من الليل.

  يقال: بَيَّتَ فلانٌ رأْيه إِذا فَكَّرَ فيه وخَمَّره؛ وكلُّ ما دُبِّر فيه، وفَكِّرَ بلَيْلٍ: فقد بُيِّتَ.

  ومنه الحديث: هذا أَمْرٌ بُيِّت بلَيْلٍ، قال ابن


(١) قوله [وأزيل يقال زال] كذا بالأَصل وشرح القاموس.