لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء المعجمة]

صفحة 28 - الجزء 2

  من الخَبْتِ. وفي التنزيل العزيز: فَتُخْبِتَ له قُلوبُهم؛ فسره ثعلب بأَنه التواضُع.

  وفي حديث الدعاء: واجْعَلْني لك مُخْبِتاً أَي خاشعاً مطيعاً.

  والإِخْباتُ: الخُشوع والتَّواضُع.

  وفي حديث ابن عباس: فيجعلها مُخْبِتةً مُنِيبةً، وأَصل ذلك من الخَبْتِ المطمئن من الأَرض.

  والخَبِيتُ: الحَقير الرَّديءُ من الأَشياء؛ قال اليَهُودِيُّ⁣(⁣١) الخَيْبريَ:

  يَنْفَعُ الطَّيِّبُ القليلُ من الرّزْقِ ... ولا يَنْفَعُ الكَثيرُ الخَبِيتُ

  وسأَل الخليلُ الأَصْمَعيَّ عن الخَبِيتِ، في هذا البيت، فقال له: أَراد الخَبِيثَ وهي لغة خَيْبَر، فقال له الخليل: لو كان ذلك لغَتَهم، لقال الكتير، وإِنما كان يَنبغي لك أَن تقول: إِنهم يقلبون الثاء تاء في بعض الحروف؛ وقال أَبو منصور في بيت اليهودي أَيضاً: أَظن أَن هذا تصحيف، قال: لأَن الشيء الحقير الرديء إِنما يقال له الخَتِيتُ بتاءَين، وهو بمعنى الخسِيس، فصحفه وجَعَله الخَبِيتَ.

  وفي حديث أَبي عامر الراهب: لما بَلَغه أَنَّ الأَنصار قد بايعوا النبي، ، تَغَيَّرَ وخَبُتَ؛ قال الخطابي: هكذا روِي بالتاء المعجمة، بنقطتين من فوق.

  يقال: رجل خَبِيتٌ أَي فاسد؛ وقيل: هو كالخَبيث، بالثاء المثلثة؛ وقيل: هو الحقير الرَّديء.

  والحَتِيت، بتاءَين: الخَسيسُ.

  وقوله في حديث مكحول: أَنه مَرَّ برجل نائم بعد العصر، فَدَفعه برجله، وقال: لقد عُوفِيت إنها ساعة تكون فيها الخَبْتَةُ؛ يريد الخَبْطَةَ، بالطاء، أَي يَتَخَبَّطه الشيطانُ إِذا مَسَّه بخَبَل أَو جُنون، وكان في لسان مكحول لُكْنةٌ، فجعل الطاء تاء.

  والخَبْتُ: ماء لكَلْبٍ.

  ختت: الخَتُّ: الطَّعْنُ بالرماح مُدارَكاً.

  والخَتَتُ: فُتُور يَجِدُه الإِنسان في بدنه.

  وأَخَتَّ الرجلُ: اسْتَحْيا وسَكَتَ.

  التهذيب: أَخَتَّ لرجلُ، فهو مُخِتٌّ إِذا انكسَرَ واسْتَحْيا إِذا ذُكِرَ أَبوه؛ قال الأَخطل:

  فمنْ يَكُ عن أَوائِله مُخِتّاً ... فإِنَّكَ، يا وَلِيدُ، بهم فَخُورُ

  والمُخِتُّ: المنكسر.

  والمُخْتَتي نحو المُخِتّ، وهو المُتصاغر المنكسر.

  ورجل مُخِتّ: خاضع مُسْتَحْيٍ؛ وقيل: له كلامٌ أَخَتّ، منه، فهو مُخِتٌّ.

  وفي حديث أَبي جَنْدَلٍ: أَنه اخْتاتَ للضَّرْب حتى خِيفَ عليه؛ قال ابن الأَثير: قال شمر: هكذا روي، والمعروف أَخَتَّ الرجلُ إِذا انْكَسَرَ واسْتَحْيا.

  ابن سيده: أَخَتَّه القولُ: أَحْشَمه.

  وأَخَتَّ اللَّه حَظَّه: أَخَسَّه، وهو خَتِيتٌ؛ قال السَّمَوْأَلُ:

  ليس يُعْطَى القَوِيُّ فَضْلاً من المالِ ... ولا يُحْرَمُ الضَّعِيفُ الخَتِيتُ

  بَلْ لكلِّ، من رزقِه، ما قَضَى اللَّه ... وإِنْ حُزَّ أَنْفُه المُسْتَمِيتُ

  قال ابن بري: الذي في شعره الضَّعيفُ السَّخِيتُ؛ والسَّخِيتُ: هو الدقيقُ المَهْزولُ، قال: وهذا هو الظاهر، لأَن المعنى أَن الرزق يأْتي للضعيف، ومن لا يقدر على التصرف؛ وأَما الخَسيسِ القَدْر فله قُدْرة على التصرف، مع خَساسته والمُسْتَمِيتُ:


(١) قوله [قال اليهودي] هو السموأَل، كما في التكملة.