لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء المعجمة]

صفحة 30 - الجزء 2

  عَنِيَ عَليه الأَمْرُ إِذا لم يَهْتَدِ له؛ والجمع: الخَرارِتُ؛ وقال:

  بِغْبَى على الدَّلامِزِ الخَرارِتِ

  والدَّلامِزُ، بفتح الدال: جمع دُلامِزٍ، بضم الدال، وهو القويّ الماضي.

  وفي حديث الهجرة: فاستَأْجَرَ رَجُلًا، من بني الدِّيلِ، هادياً خِرِّيتاً.

  الخِرِّيتُ: الماهر الذي يَهْتَدي لأَخْراتِ المَفاوِزِ، وهي طُرُقُها الخفية ومَضايقُها؛ وقيل: أَراد أَنه يَهْتَدي في مثل ثَقْبِ الإِبرة من الطريق.

  شمر: دليلٌ خِرِّيتٌ بِرّيتٌ إِذا كان ماهراً بالدلالة، مأْخوذ من الخُرْتِ، وإِنما سمي خِرِّيتاً، لشَقِّه المَفازَةَ.

  ويقال: طريق مَخْرَت ومَثْقَبٌ إِذا كان مستقيماً بَيِّناً، وطُرُقٌ مَخارِتُ؛ وسمي الدليل خِرِّيتاً، لأَنه يدل على المَخْرَتِ؛ وسمي مَخْرَتاً، لأَن له مَنْفَذاً لا يَنْسَدُّ على من سَلَكه.

  الكسائي: خَرَتْنا الأَرضَ إِذا عَرَفْناها، ولم تَخْفَ علينا طُرقُها؛ ويقال: هذه الطريق تَخْرُتُ بك إِلى موضع كذا وكذا أَي تَقْصِدُ بك.

  والخُرْتُ: ضِلَعٌ صغيرة عند الصَّدْر، وجمعه أَخْراتٌ؛ وقال طرفة:

  وطَيُّ مَحالٍ كالحَنِيِّ خُلُوفُه ... وأَخْراتُه لُزَّتْ بدَأْيٍ مُنَضَّدِ

  قال الليث: هي أَضلاعٌ عند الصَّدْر مَعاً، واحدُها خُرْتٌ.

  التهذيب في ترجمة خرط: وناقة خَراطةٌ وخَراتة: تَخْتَرِطُ فتَذْهَبُ على وَجْهها؛ وأَنشد:

  يَسوقُها خَراتةً أَبُوزا ... يَجْعَلُ أَدْنى أَنْفِها الأُمْعُوزا

  وذِئبٌ خُرْتٌ: سريع، وكذلك الكلب أَيضاً.

  وخَرْتةُ: فَرسُ الهُمام.

  خفت: الخَفْتُ والخُفاتُ: الضَّعْفُ من الجوع ونحوه؛ وقد خُفِتَ.

  والخُفوتُ: ضَعْفُ الصَّوْت من شِدَّة الجوع؛ يقال: صوت خَفيضٌ خَفيتٌ.

  وخَفَتَ الصوتُ خُفُوتاً: سَكَنَ؛ ولهذا قيل للميت: خَفَتَ إِذا انقطع كلامُه وسكت، فهو خافِتٌ.

  والإِبل تُخافِتُ المَضْغَ إِذا اجتَرَّتْ.

  والمُخافَتةُ: إِخْفاءُ الصَّوْتِ.

  وخافَتَ بصوته: خَفَّضَه.

  وفي حديث عائشة، قالت: ربما خَفَتَ النبيُّ، ، بقراءَته، وربما جَهَر.

  وحديثها الآخر: أُنْزِلَتْ [ولا تَجْهَرْ بصلاتِكَ ولا تُخافِتْ بها] في الدُّعاء، وقيل في القراءَة؛ والخَفْتُ: ضِدُّ الجَهْرِ.

  وفي حدديث صلاة الجنازة: كان يقرأُ في الأُولى بفاتحة الكتاب مُخافَتَةً، هو مفاعَلة منه.

  وفي حديثها الآخر، نَظَرَتْ إِلى رجل كادَ يموتُ تَخافُتاً، فقالتْ: ما لهذا؟ فقيل: إِنه من القُرَّاء.

  التَّخافُتُ: تَكَلُّف الخُفُوتِ، وهو الضَّعْفُ والسُّكونُ، وإِظهارُه من غير صحة.

  وخافَتَت الإِبلُ المَضْغَ: خَفَتَتْه.

  وخَفَتَ صوته يَخْفِتُ: رَقَّ.

  والمُخافَتَةُ والتَّخافُتُ: إِسْرار المَنْطِقِ، والخَفْتُ مثله؛ قال الشاعر:

  أُخاطِبُ جَهْراً، إِذ لَهُنَّ تَخافُتٌ ... وشَتَّانَ بين الجَهْر والمَنْطِقِ الخَفْتِ

  الليث: الرجل يُخافِتُ بقراءَته إِذا لم يُبَيِّنُ قراءَته برفع الصوت.

  وفي التنزيل العزيزي: ولا تَجْهَرْ بصلاتك ولا تُخافِتْ بها.

  وتَخافَتَ القومُ إِذا تشاوَرُوا سِرّاً.

  وفي التنزيل العزيز: يَتَخافَتُونَ بينهم إِنْ لَبِثْتم إِلَّا يوماً.

  وخَفَتَ الرجلُ خُفُوتاً: ماتَ.