لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 42 - الجزء 2

  وتأْويلُه أَن الرُّشَى التي يأْكلونها، يُعقِبُهم الله بها، أَن يُسْحِتَهم بعذاب، كما قال الله، ø: لا تَفْتَرُوا على الله كذباً، فيُسْحِتَكم بعذاب.

  وفي حديث ابن رَواحة وخَرْصِ النَّخْل، أَنه قال ليَهُودِ خَيْبَر، لما أَرادوا أَن يَرْشُوه: أَتُطْعِمُوني السُّحْتَ أَي الحرامَ؛ سَمَّى الرَّشْوَةَ في الحكم سُحْتاً.

  وفي الحديث: يأْتي على الناس زمانٌ يُسْتَحَلُّ فيه كذا وكذا.

  والسُّحْتُ: الهَدِيَّة أَي الرَّشْوَةُ في الحكم والشهادة ونحوهما، ويَرِدُ في الكلام على المكروه مَرَّةً، وعلى الحرام أُخرى، ويُسْتَدَلُّ عليه بالقرائن، وقد تكرر في الحديث.

  وأُسْحِتَ الرجلُ، على صيغة فعل المفعول: ذَهَبَ مالُه؛ عن اللحياني.

  والسَّحْتُ: شِدَّةُ الأَكْل والشُّرْب.

  ورجل سُحْتٌ وسَحِيتٌ ومَسْحُوتٌ: رَغِيبٌ، واسعُ الجوف، لا يَشْبَعُ.

  وفي الصحاح: رجل مَسْحُوتُ الجَوْف لا يَشْبَعُ؛ وقيل: المَسْحوتُ الجائع، والأُنثى مَسْحُوتة بالهاء.

  وقال رؤبة يصف يونسَ، صلواتُ الله علء نبينا وعليه، والحُوتَ الذي الْتَهَمه:

  يُدْفَعُ عنه جَوْفُه المَسْحُوتُ

  يقول: نَحَّى الله، ø، جَوانِبَ جَوْفِ الحوتِ عن يونُس وجافاه عنه، فلا يُصِيبه منه أَذًى؛ ومَن رواه: [يَدْفَعُ عنه جَوْفُه المَسْحُوتُ] يريد أَن جوفَ الحُوت صار وقايةً له من الغَرق، وإِنما دَفَع الله عنه.

  قال ابن الفرج: سمعتُ شُجاعاً السُّلَمِيَّ يقول: بَرْدٌ بَحْتٌ، وسَحْتٌ، ولَحْتٌ أَي صادق، مثل ساحةِ الدار وباحَتِها.

  والسُّحْلُوتُ: الماجِنَةُ.

  سخت: السُّخْتُ: أَوّلُ ما يَخْرُجُ من بَطْنِ ذي الخُفِّ ساعةَ تَضَعُه أُمُّه، قبل أَن يَأْكُلَ، والعِقْيُ من الصبي ساعة يولَدُ، وهو من الحافر الرَّدَجُ.

  والسُّخْتُ من السَّلِيل: بمنزلة الرَّدَج، يَخْرُجُ أَصْفَر في عِظَم النَّعْل.

  واسْخاتَّ الجُرْحُ اسْخِيتاتاً: سَكَنَ ورَمُه.

  وشئ سَخْتٌ وسِخْتِيتٌ: صُلْبٌ دقيقٌ، وأَصله فارسي.

  والسِّخْتِيتُ: دُقاقُ التراب، وهو الغُبار الشديدُ الارتفاع؛ أَنشد يعقوب:

  جاءَتْ مَعاً، واطَّرَقَتْ شَتِيتَا ... وهي تُثِيرُ الساطِعَ السِّخْتِيتَا

  ويروى: الشِّخْتِيتَا، وسيأْتي ذكره؛ وقيل: هو دُقاق السَّويق؛ وقيل: هو السَّويقُ الذي لا يُلَتُّ بالأُدْم.

  الأَصمعي: يسمى السَّويقُ الدُّقاقُ السِّخْتِيتَ، وكذلك الدَّقِيقُ الحُوَّارى: سِخْتِيتٌ.

  وكَذِبٌ سِخْتِيتٌ: خالص؛ قال رؤْبة:

  هل يُنْجِيَنِّي كَذِبٌ سِخْتِيتُ ... أَو فِضَّةٌ، أَو ذَهَبٌ كِبْريتُ؟

  أَبو عمرو وابن الأَعرابي: سِخْتِيتٌ، بالكسر، أَي شديد؛ وأَنشد لرؤْبة:

  هل يُنْجِيَنِّي حَلِفٌ سِخْتِيتُ

  قال أَبو علي: سِخْتِيتٌ من السَّخْتِ، كزِحْلِيلٍ من الزَّحْلِ.

  والسَّخْتُ: الشديد.

  اللحياني: يقال هذا حَرٌّ سَخْتٌ لَخْتٌ أَي شديد، وهو معروف في كلام العرب، وهم ربما استعملوا بعض كلام العجم، كما قالوا للمِسْحِ بِلاسٌ.

  أَبو عمرو: السِّخْتِيتُ الدقيق من كل شيء؛ وأَنشد:

  ولو سَبَخْتَ الوَبَر العَمِيتَا،