لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 44 - الجزء 2

  قال ابن سيده: أَعني بالرَّحْلَةِ، ههنا، وَضْعَ الرَّحْلِ عليها؛ وقد سَكَتَتْ سُكُوتاً، وهُنَّ سُكُوتٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  يَلْهَمْنَ بَرْدَ مائِه سُكُوتَا ... سَفَّ العَجُوزِ الأَقِطَ المَلْتُوتَا

  قال: وروايةُ أَبي العَلاء:

  يَلْهَمْنَ بَرْدَ مائِه سُفُوتَا

  من قولك: سَفِتَ الماءَ إِذا شَرِبَ منه كثيراً، فلم يَرْوَ؛ وأَراد باردَ مائِه، فوضع المصدر موضع الصفة؛ كما قال:

  إِذا شَكَوْنا سَنَةً حَسُوسَا ... تَأْكُلُ بعدَ الخُضْرَةِ اليَبيسا

  وحَيَّةٌ سَكُوتٌ وسُكاتٌ إِذا لم يَشعُرْ به الملسوع حتى يَلْسَعَه؛ وأَنشد يذكر رجلاً داهية:

  فما تَزْدَرِي من حَيَّةٍ جَبَلِيَّةٍ ... سُكاتٍ، إِذا ما عَضَّ ليس بأَدْرَدا

  وذهب بالهاء إِلى تأْنيث لفظ الحية.

  والسَّكْتَة في الصلاة: أَن يَسْكُتَ بعد الافْتِتاح، وهي تُسْتَحبُّ، وكذلك السَّكْتَة بعد الفَراغ من الفاتحة.

  التهذيب: السَّكْتَتان في الصلاةِ تُسْتَحَبَّانِ: أَن تَسْكُتَ بعد الافتتاح سَكْتةً، ثم تَفتَتِح القراءة، فإِذا فَرَغْتَ من القراءة، سَكَتَّ أَيضاً سَكْتَةً، ثم تَفْتَتح ما تيسر من القرآن.

  وفي الحديث: ما تقول في إِسْكاتَتِك؟ قال ابن الأَثير: هي إِفْعالة من السُّكوت، معناها سُكوتٌ يقتضي بعده كلاماً، أَو قراءَةً مع قِصَرِ المدَّة؛ وقيل: أَراد بهذا السُّكوتِ تَرْكَ رَفْعِ الصَّوْت بالكلام، أَلا تراه قال: ما تقول في إِسْكاتَتِك؟ أَي سُكوتِكَ عن الجَهْر، دون السُّكوت عن القراءَة والقول.

  والسَّكْتُ: من أَصوات الأَلحان، شِبْه تَنَفُّسٍ بين نَغْمَتين، وهو من السُّكوت.

  التهذيب: والسَّكْتُ من أُصول الأَلحان، شِبْه تَنَفُّسٍ بين نَغْمَتين مِن غير تَنَفُّسٍ، يُراد بذلك فصل ما بينهما.

  وسَكَتَ الغَضَبُ: مثل سَكَنَ فَتَر.

  وفي التنزيل العزيز: ولمَّا سَكَتَ عن موسى الغَضَبُ؛ قال الزجاج: معناه ولما سَكَنَ؛ وقيل: معناه ولما سَكَتَ موسَى عن الغَضَبِ، على القَلب، كما قالوا: أَدْخَلْتُ القَلَنْسُوة في رأْسي؛ والمعنى أَدْخَلْتُ رأْسي في القَلَنْسُوة.

  قال: والقول الأَوّل الذي معناه سَكَنَ، هو قول أَهل العربية.

  قال: ويقال سَكَتَ الرجلُ يَسْكُتُ سَكْتاً إِذا سَكَنَ؛ وسَكَتَ يَسْكُتُ سُكوتاً وسَكْتاً إِذا قَطَع الكلام؛ وسَكَتَ الحَرُّ: ورَكَدَت الريح.

  وأَسْكَتَتْ حَرَكَتُه: سَكَنَتْ.

  وأَسْكَتَ عن الشيء: أَعرَضَ.

  والسُّكَيْتُ والسُّكَّيْتُ، بالتشديد والتخفيف: الذي يجيء في آخر الحَلْبة، آخر الخيل.

  الليث: السُّكَيْتُ مثل الكُمَيْتِ، خفيفٌ: العاشرُ الذي يجيءُ في آخر الخيل، إِذا أُجْرِيَتْ، بَقِيَ مُسْكِتاً.

  وفي الصحاح: آخر ما يجيءُ من الخيل في الحَلْبة، من العَشْر المعدودات؛ وقد يشدّد، فيقال السُّكَّيْتُ، وهو القاسُور والفِسْكِلُ أَيضاً، وما جاء بعده لا يُعْتَدُّ به.

  قال سيبويه: سُكَيْتٌ ترخيم سُكَّيتٍ، يعني أَن تصغير سُكَّيْتٍ إِنما هو سُكَيْكيتٌ، فإِذا رُخِّمَ، حُذفت زائدتاه.

  وسَكَتَ الفرسُ: جاءَ سُكَيْتاً.