لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد المهملة]

صفحة 55 - الجزء 2

  أَن النبي، ، قال: لا رَضاع بعد فِصالٍ، ولا يُتْم بعد الحُلُم، ولا صَمْتَ يوماً إِلى الليل؛ الليث: الصَّمْتُ السكوتُ؛ وقد أَخَذه الصُّماتُ.

  ويقال للرجل إِذا اعْتَقَلَ لسانُه فلم يتكلم: أَصْمَتَ، فهو مُصْمِتٌ؛ وأَنشد أَبو عمرو:

  ما إِنْ رأَيتُ من مُعَنَّياتِ ... ذَواتِ آذانٍ وجُمْجُماتِ،

  أَصْبَر منهنَّ على الصُّماتِ

  قال: الصُّماتُ السكوتُ.

  ورواه الأَصمعي: من مُغَنِّياتِ؛ أَراد: من صَرِيفهِن.

  قال: والصُّماتُ العَطَشُ ههنا.

  وفي حديث أُسامة بن زيد، قال: لما ثَقُلَ رسولُ الله، ، هَبَطْنا وهَبَطَ الناسُ، يعني إِلى المدينة، فدخلتُ على رسول الله، ، يومَ أَصْمَتَ فلا يتكلم، فجعل يَرْفَع يَده إِلى السماء، ثم يَصُبُّها عليَّ، أَعْرِفُ أَنه يَدْعُو لي؛ قال الأَزهري: قوله يومَ أَصْمَتَ؛ معناه: ليس بيني وبينه أَحد؛ قال أَبو منصور: يحتمل أَن تكون الرواية يوم أَصْمَتَ، يقال: أَصْمَتَ العليلُ، فهو مُصْمِتٌ إِذا اعْتَقَل لسانُه.

  وفي الحديث: أَصْمَتَتْ أُمامة بنتُ العاص أَي اعْتَقَل لسانُها؛ قال: وهذا هو الصحيح عندي، لأَن في الحديث: يومَ أَصْمَتَ فلا يتكلم.

  قال محمد بن المكرم، عطا الله عنه: وفي الحديث أَيضاً دليل أَظهر من هذا، وهو قوله: يرفع يده إِلى السماء، ثم يَصُبُّها عليَّ، أَعرف أَنه يدعو لي؛ وإِنما عَرَفَ أَنه يدعو له بالإِشارة لا بالكلام والعبارة، لكنه لم يصح عنه أَنه، ، في مرضه اعْتَقَلَ يوماً فلم يتكلم، والله أَعلم.

  وفي الحديث: أَنَّ امرأَة من أَحْمَسَ حَجَّتْ مُصْمِتة أَي ساكتةَ لا تتكلم.

  ولقيته ببلدة إِصْمِتَ: وهي القَفْر التي لا أَحدَ بها؛ قال أَبو زيد: وقَطَع بعضهم الأَلفَ من إِصْمِتَ ونَصَبَ التاءَ، فقال:

  بوَحْشِ الإِصْمِتَيْن له ذُنابُ

  وقال كراع: إِنما هو ببلدة إِصْمِتَ.

  قال ابن سيده: والأَولُ هو المعروف.

  وتَرَكْتُه بصحراءَ إِصْمِتَ أَي حيثُ لا يُدْرى أَينَ هو.

  وتَرَكْتُه بوحش إِصْمِتَ، الأَلف مقطوعة مكسورة؛ ابن سيده: تركتُه بوَحْشِ إِصْمِتَ وإِصْمِتةَ؛ عن اللحياني، ولم يفسره.

  قال ابن سيده: وعندي أَنه الفَلاةُ؛ قال الراعي:

  أَشْلى سَلُوقِيَّةً باتَت، وباتَ لهَا ... بوَحْشِ إِصْمِتَ، في أَصْلابها، أَوَدُ

  ولقيته ببلدة إِصْمِتَ إِذا لقيته بمكانٍ قَفْرٍ، لا أَنيسَ به، وهو غيرُ مُجْرًى.

  وما لَه صامتٌ ولا ناطقٌ؛ الصامِتُ: الذَّهب والفضة، والناطقُ: الحيوانُ الإِبلُ والغنم، أَي ليس له شيء.

  وفي الحديث: على رقَبَتِه صامِتٌ؛ يعني الذهب والفضة، خلاف الناطق، وهو الحيوان.

  ابن الأَعرابي: جاء بما صاءَ وصَمَتَ؛ قال: ما صاءَ يعني الشاءَ والإِبلَ، وما صَمَتَ يعني الذهب والفضةَ.

  والصَّمُوتُ من الدُّروع: اللَّيِّنةُ المَسّ، ليست بخَشِنةٍ، ولا صَدِئَةٍ، ولا يكون لها إِذا صُبَّتْ صَوْتٌ؛ وقال النابغة:

  وكلُّ صَمُوتِ نَثْلةٍ تُبَّعِيَّةٍ ... ونَسْجُ سُلَيْمٍ كلّ قَضَّاء ذائِلِ

  قال: والسيفُ أَيضاً يقال له: صَمُوتٌ، لرُسُوبه في