[فصل الصاد المهملة]
  أَن النبي، ﷺ، قال: لا رَضاع بعد فِصالٍ، ولا يُتْم بعد الحُلُم، ولا صَمْتَ يوماً إِلى الليل؛ الليث: الصَّمْتُ السكوتُ؛ وقد أَخَذه الصُّماتُ.
  ويقال للرجل إِذا اعْتَقَلَ لسانُه فلم يتكلم: أَصْمَتَ، فهو مُصْمِتٌ؛ وأَنشد أَبو عمرو:
  ما إِنْ رأَيتُ من مُعَنَّياتِ ... ذَواتِ آذانٍ وجُمْجُماتِ،
  أَصْبَر منهنَّ على الصُّماتِ
  قال: الصُّماتُ السكوتُ.
  ورواه الأَصمعي: من مُغَنِّياتِ؛ أَراد: من صَرِيفهِن.
  قال: والصُّماتُ العَطَشُ ههنا.
  وفي حديث أُسامة بن زيد، قال: لما ثَقُلَ رسولُ الله، ﷺ، هَبَطْنا وهَبَطَ الناسُ، يعني إِلى المدينة، فدخلتُ على رسول الله، ﷺ، يومَ أَصْمَتَ فلا يتكلم، فجعل يَرْفَع يَده إِلى السماء، ثم يَصُبُّها عليَّ، أَعْرِفُ أَنه يَدْعُو لي؛ قال الأَزهري: قوله يومَ أَصْمَتَ؛ معناه: ليس بيني وبينه أَحد؛ قال أَبو منصور: يحتمل أَن تكون الرواية يوم أَصْمَتَ، يقال: أَصْمَتَ العليلُ، فهو مُصْمِتٌ إِذا اعْتَقَل لسانُه.
  وفي الحديث: أَصْمَتَتْ أُمامة بنتُ العاص أَي اعْتَقَل لسانُها؛ قال: وهذا هو الصحيح عندي، لأَن في الحديث: يومَ أَصْمَتَ فلا يتكلم.
  قال محمد بن المكرم، عطا الله عنه: وفي الحديث أَيضاً دليل أَظهر من هذا، وهو قوله: يرفع يده إِلى السماء، ثم يَصُبُّها عليَّ، أَعرف أَنه يدعو لي؛ وإِنما عَرَفَ أَنه يدعو له بالإِشارة لا بالكلام والعبارة، لكنه لم يصح عنه أَنه، ﷺ، في مرضه اعْتَقَلَ يوماً فلم يتكلم، والله أَعلم.
  وفي الحديث: أَنَّ امرأَة من أَحْمَسَ حَجَّتْ مُصْمِتة أَي ساكتةَ لا تتكلم.
  ولقيته ببلدة إِصْمِتَ: وهي القَفْر التي لا أَحدَ بها؛ قال أَبو زيد: وقَطَع بعضهم الأَلفَ من إِصْمِتَ ونَصَبَ التاءَ، فقال:
  بوَحْشِ الإِصْمِتَيْن له ذُنابُ
  وقال كراع: إِنما هو ببلدة إِصْمِتَ.
  قال ابن سيده: والأَولُ هو المعروف.
  وتَرَكْتُه بصحراءَ إِصْمِتَ أَي حيثُ لا يُدْرى أَينَ هو.
  وتَرَكْتُه بوحش إِصْمِتَ، الأَلف مقطوعة مكسورة؛ ابن سيده: تركتُه بوَحْشِ إِصْمِتَ وإِصْمِتةَ؛ عن اللحياني، ولم يفسره.
  قال ابن سيده: وعندي أَنه الفَلاةُ؛ قال الراعي:
  أَشْلى سَلُوقِيَّةً باتَت، وباتَ لهَا ... بوَحْشِ إِصْمِتَ، في أَصْلابها، أَوَدُ
  ولقيته ببلدة إِصْمِتَ إِذا لقيته بمكانٍ قَفْرٍ، لا أَنيسَ به، وهو غيرُ مُجْرًى.
  وما لَه صامتٌ ولا ناطقٌ؛ الصامِتُ: الذَّهب والفضة، والناطقُ: الحيوانُ الإِبلُ والغنم، أَي ليس له شيء.
  وفي الحديث: على رقَبَتِه صامِتٌ؛ يعني الذهب والفضة، خلاف الناطق، وهو الحيوان.
  ابن الأَعرابي: جاء بما صاءَ وصَمَتَ؛ قال: ما صاءَ يعني الشاءَ والإِبلَ، وما صَمَتَ يعني الذهب والفضةَ.
  والصَّمُوتُ من الدُّروع: اللَّيِّنةُ المَسّ، ليست بخَشِنةٍ، ولا صَدِئَةٍ، ولا يكون لها إِذا صُبَّتْ صَوْتٌ؛ وقال النابغة:
  وكلُّ صَمُوتِ نَثْلةٍ تُبَّعِيَّةٍ ... ونَسْجُ سُلَيْمٍ كلّ قَضَّاء ذائِلِ
  قال: والسيفُ أَيضاً يقال له: صَمُوتٌ، لرُسُوبه في