لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 117 - الجزء 2

  عِباداً لنا أُولي بأْس شديد.

  وفي الخبر: أَنَّ عبد المَلِك خَطَبَ فقال: بَعَثْنا عليكم مُسلِمَ بن عُقْبة، فَقَتلَكم يوم الحَرَّة.

  وانْبَعَثَ الشيءُ وتَبَعَّثَ: انْدَفَع.

  وبَعَثَه من نَوْمه بَعَثاً، فانْبَعَثَ: أَيْقَظَه وأَهَبَّه.

  وفي الحديث: أَتاني الليلةَ آتِيانِ فابْتَعَثَاني أَي أَيقَظاني من نومي.

  وتأْويلُ البَعْثِ: إِزالةُ ما كان يَحْبِسُه عن التَّصَرُّف والانْبِعاثِ.

  وانْبَعَثَ في السَّيْر أَي أَسْرَع.

  ورجلٌ بَعِثٌ: كثير الانْبِعاثِ من نومه.

  ورجل بَعْثٌ وبَعِثٌ وبَعَثٌ: لا تزال هُمُومه تؤَرِّقُه، وتَبْعَثُه من نومه؛ قال حُمَيْدُ بن ثَوْر:

  تَعْدُو بأَشْعَثَ، قد وَهَى سِرْبالُه ... بَعْثٍ تُؤَرِّقُه الهُمُوم، فيَسْهَرُ

  والجمع: أَبْعاث: وفي التنزيل: قالوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا من مَرْقَدِنا؟ هذا وَقْفُ التَّمام، وهو قول المشركين يوم النُّشور.

  وقولُه ø: هذا ما وَعَدَ الرحمنُ وصَدَقَ المُرْسَلون؛ قَوْلُ المؤْمِنين؛ وهذا رَفْعٌ بالابتداء، والخَبَرُ ما وَعَدَ الرحمنُ؛ وقرئ: يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِن مَرْقَدِنا؟ أَي مِن بَعْثِ الله إِيَّانا من مَرْقَدِنا.

  والبَعْثُ في كلام العرب على وجهين: أَحدهما الإِرْسال، كقوله تعالى: ثم بَعَثْنا من بعدهم موسى؛ معناه أَرسلنا.

  والبَعْثُ: إِثارةُ باركٍ أَو قاعدٍ، تقول: بَعَثْتُ البعير فانبَعَثَ أَي أَثَرْتُه فَثار.

  والبَعْثُ أَيضاً: الإِحْياء من الله للمَوْتى؛ ومنه قوله تعالى: ثم بَعَثْناكم من بَعْدِ موتِكم: أَي أَحييناكم.

  وبَعَثَ اللمَوْتى: نَشَرَهم ليوم البَعْثِ.

  وبَعَثَ الله الخَلْقَ يَبْعَثُهُم بَعْثاً: نَشَرَهم؛ من ذلك.

  وفتح العين في البعث كله لغة.

  ومن أَسمائه ø: الباعِثُ، هو الذي يَبْعَثُ الخَلْقَ أَي يُحْييهم بعد الموت يوم القيامة.

  وبَعَثَ البعيرَ فانْبَعَثَ: حَلَّ عِقالَه فأَرسله، أَو كان باركاً فَهاجَه.

  وفي حديث حذيفة: إِنَّ للفِتْنةِ بَعَثاتٍ ووَقَفاتٍ، فمن اسْتَطاعَ أَن يَمُوتَ في وَقَفاتِها فَلْيَفعل.

  قوله: بَعَثات أَي إِثارات وتَهْييجات، جمع بَعْثَةٍ.

  وكلُّ شيء أَثَرْته فقد بَعَثْته؛ ومنه حديث عائشة، ^: فبَعَثْنا البَعيرَ، فإِذا العِقْدُ تحته.

  والتَّبْعاثُ تَفْعال، مِن ذلك: أَنشد ابن الأَعرابيّ:

  أَصْدَرها، عن كَثْرَةِ الدَّآثِ ... صاحبُ لَيْلٍ، حَرِشُ التَّبْعاثِ

  وتَبَعَّثَ مني الشِّعْرُ أَي انْبَعَثَ، كأَنه سالَ.

  ويومُ بُعاثٍ، بضم الباء: يوم معروف، كان فيه حرب بين الأَوْسِ والخَزْرج في الجَاهلية، ذكره الواقدي ومحمد بن إِسحق في كتابيهما؛ قال الأَزهري: وذكَرَ ابن المُظَفَّر هذا في كتاب العين، فجعلَه يومَ بُغَاث وصَحَّفَه، وما كان الخليلُ، |، لِيَخفَى عليه يومُ بُعاثٍ، لأَنه من مشاهير أَيام العرب، وإِنما صحَّفه الليثُ وعزاه إِلى الخَليل نفسِه، وهو لسانُه، والله أَعلم.

  وفي حديث عائشة، ^: وعندها جاريتان تُغَنِّيانِ بما قِيل يومَ بُعَاثٍ؛ هو هذا اليوم.

  وبُعاثٌ: اسم حِصن للأَوْس.

  وباعِثٌ وبَعِيثٌ: اسمان.

  والبَعِيثُ: اسم شاعر معروف من بني تميم، اسمه خِدَاشُ بن بَشيرٍ، وكنيته أَبو مالك، سمي بذلك قوله:

  تَبَعَّثَ مني ما تَبَعَّثَ، بعدما اسْتَمرَّ ... فؤَادي، واسْتَمَرَّ مَرِيري