معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

(باب الهمزة والذال وما معهما في الثلاثي

صفحة 77 - الجزء 1

  والأصل الآخر العِلْم والإعلام. تقول العرب قد أَذِنْتُ بهذا الأمْرِ أي عَلِمْت.

  وآذَنَنى فلانٌ أعلَمَنى. والمصدر الأَذْن والإيذان. وفَعَلَه بإِذْنى أي بعِلمى، ويجوز بأمري، وهو قريبٌ من ذلك. قال الخليل: ومن ذلك أذِن لي في كذا. ومن الباب الأذان، وهو اسم التَأذين، كما أنّ العذاب اسمُ التعذيب، وربما حوّلوه إلى فَعِيل فقالوا أذِينٌ. قال:

  ... حتَّى إذا نُودِىَ بالأَذينِ ...

  والوجه في هذا أنّ الأذين [الأذان⁣(⁣١)]، وحجته ما قد ذكرناه.

  والأذين أيضا: المكان يأتيه الأذانُ من كلِّ ناحيةٍ. وقال:

  طَهُور الحصى كانَتْ أذيناً ولم تكن ... بها رِيبةٌ مما يُخافُ تَرِيبُ

  والأذين أيضا: المؤذِّن. قال الراجز:

  فانكشَحَتْ له عليها زَمْجَرَهْ ... سَحْقاً وما نادَى أَذِينُ المدَرَهْ⁣(⁣٢)

  أراد مؤذِّن البيوت التي تبَنى بالطِّين واللَّبِن والحِجارة. فأمّا قوله تعالى:

  {وَإِذْ تَأَذَّنَ} رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ فقال الخليل: التَّأذُّن من قولك لأفعلنَّ كذا، تريد به إيجاب الفعل، أي سأفعله لا محالة. وهذا قَولٌ. وأوضَحُ منه قولُ الفرّاء {تَأَذَّنَ} رَبُّكُمْ: أَعلَمَ رَبُّكم. وربما قالت العرب في معنى أفعَلْتُ تفَعَّلْتُ. ومثله أَوْعَدَنِى وتَوَعَّدنى؛ وهو كثير.

  وآذِنُ الرَّجُلِ حاجبُه، وهو من الباب.


(١) تكملة يلتئم بها الكلام.

(٢) الرجز للحصين بن بكير الربعي، يصف حمار وحش. وبدل الأول في اللسان (١٦:

١٥٠):

... شد على أمر الورود مئزره ... .