معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

أرب

صفحة 90 - الجزء 1

  ويقال آرَبْتُ عليهم فُزْتُ. قال لَبيد:

  ... ونَفْسُ الفَتَى رَهْنٌ بقَمْرةِ مُؤْرِبِ⁣(⁣١) ...

  ومن هذا الباب المُؤارَبة وهي المُدَاهاة، كذا قال الخليل. وكذلك الذي جاء

  في الحديث: «مُؤَارَبَةُ الْأَرِيبِ جَهْل».

  وأما النَّصيب فهو والعُضْو من بابٍ واحد، لأنَّهما جزء الشَّئ. قال الخليل وغيرُه: الأُرْبَة نَصيب اليَسَرِ من الجَزُور. وقال ابن مُقْبِل:

  لا يفرحون إِذا ما فاز فائزهم ... ولا تُرَدُّ عليهم أُرْبَةُ اليَسَرِ⁣(⁣٢)

  ومن هذا ما

  في الحديث: «كانَ أَملَكَكُم لإِرْبِه⁣(⁣٣)».

  أي لعُضوه.

  ويقال عضو مُؤَرَّب أي موَفّر اللحم تامُّهُ. قال الكُميت:

  وَلَا نَتْشَلَتْ عُضْوينِ منها يُحَابِرٌ ... وكانَ نعبْدِ القَيْسِ عُضوٌ مُؤَرَّبُ⁣(⁣٤)

  اى صار لهم نصيبٌ وافر. ويقال أَرِبَ أي تساقطت آرَابُه.

  وقال عمر ابن الخطاب لرجلٍ: «أَرِبْتَ من يَدَيْك، أتسألُنى عن شئٍ سألتُ عنه رسول اللَّه ÷».

  يقال منه أَرِبَ. وأما العَقْد والتشديد فقال أبو زيد: أرِبَ الرجل يَأْرَبُ إذا تشدَّد وضَنَّ وتَحَكَّر. ومن هذا الباب


(١) أي نفس الفتى رهن بقمرة غالب يسلبها. وصدره كما في الديوان ٣٢ برواية الطوسي واللسان (١: ٢٠٦) والمجمل ٢٦:

... قضيت لبانات وسليت حاجة ... .

(٢) اللسان (١: ٢٠٦) والميسر والقداح ١٤٨، وسيأتي برواية أخرى في ص ٩٢.

(٣) الحديث لعائشة. تعنى أنه كان أغلبهم لهواه وحاجته. اللسان (١: ٢٠٢).

(٤) يحابر وعبد القيس: قبيلتان. والبيت في ديوان الكميت ٤٥ ليدن. وفي الأصل:

«كأن بعبد القيس.. .»

تحريف.